الديوانيَّة تشهدُ إقبالًا على زراعة النخيل

ريبورتاج 2023/11/15
...

 عباس رضا الموسوي

شهدت محافظة الديوانيَّة خلال السنوات الأخيرة إهمالا طال بساتين النخيل بشكل كبير، بل وتجريف القريبة من المناطق التجاريَّة وتحويلها إلى مرائب لوقوف السيارات أو مشاريع تجاريَّة اخرى، الأمر الذي سبب مشكلات بيئيَّة، وغيَّر معالم المدن ورفع من أسعار التمور وغيرها، ولكن خلال العامين الماضيين أخذت تجربة زراعة النخيل وإحياء البساتين تؤتي أكلها، خصوصاً زراعة الأصناف النادرة مثل (البرحي، المكتوم، الشويثي، البريم، الحلاوي)، وغيرها من أصناف باتت مطلباً لأصحاب البساتين .
أضرار التجريف
إنَّ لعملية تجريف البساتين وتحويل الأرض إلى مشاريع تجاريَّة أثرها في البيئة والسوق المحلية، فضلاً عن تأثر الجانب الجمالي والتصميم الأساس للمدن، إذ يقول الخبير البيئي حيدر الكرعاوي: إنَّ لتجريف البساتين والحقول الواقعة داخل المدن أو في محيطها أثره السلبي في الواقع البيئي، خصوصاً أننا نعيش في زمن المتغيرات المناخيَّة، التي يشهدها العالم".
مضيفا: "لقد شهدت الديوانيَّة وغيرها من المدن العراقيَّة ظاهرة تجريف البساتين وتحويلها إلى مشاريع استثماريَّة تجاريَّة، وهذا الأمر أثر بشكلٍ مباشرٍ في الواقع البيئي، لا سيما تلك التي تقع في محيط المدينة والتي كانت مصداً لزحف الرمال وهبوب الرياح الترابيَّة".
مشيراً إلى "تداعيات تخريب تلك المساحات الخضراء على جماليَّة المدن، وإحداث تغييرات على التصميم العمراني وغيرها من مشكلات ذات تأثير في حياة الإنسان".

بساتين ناشئة
لقد أخذت حركة إنشاء بساتين جديدة تغزو مختلف المناطق المحيطة بالمدن، خصوصاً أنَّ أصحاب المشاتل باتوا يجلبون فسائل نخيل نادرة
لاستقطاب الفلاحين، إذ يقول: (الشالوع) عباس الشبّاني: إنَّ ما يطلب مني من قبل أصحاب البساتين الناشئة من قلع وزرع فسائل النخيل، جعلني أباشر العمل طيلة ساعات النهار من دون توقف، لا سيما أنَّ فترة زراعة النخيل انطلقت منذ بداية شهر
أيلول، وتنتهي مع برودة الجو"، مشيراً إلى أنَّ "الفلاحين في محافظة الديوانيَّة يرغبون بزراعة
أصنافٍ محددة من النخيل، منها البرحي والمكتوم والبريم والشويثي والحلاوي والخضراوي والشكر وغيرها من أنواعٍ محببة لمائدة الأسرة في محافظة الديوانيَّة"، متوقعاً أنْ يشهد العراق خلال السنوات المقبلة حركة كبيرة لتصدير التمور، بسبب ازياد عدد البساتين
الجديدة .

تحديّاتٌ طبيعيَّة
إنَّ التحديات التي ترافق زراعة النخيل تتمثل بشح المياه، الذي بات هاجس كل الفلاحين، وتعرضها للإصابة بالأمراض الشائعة، التي تصيب بساتين النخيل، وبهذا الخصوص يقول رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحيَّة في محافظة الديوانيَّة كريم الياسري: إن التعاون مع مديرية الزراعة في المحافظة ساهم بحل العديد من المشكلات، التي يعاني منها أصحاب البساتين، خصوصا في مجال تقديم المبيدات، وتنفيذ الحملات لحماية النخيل من الإصابات، فضلا عن الفائدة التي يكتسبها الفلاح من الندوات الإرشادية، موضحا أن شح المياه أثّر في المنتوجات الزراعية بشكلٍ واضحٍ وأسهم بتخريب الأراضي الزراعية، ولكن اعتماد الفلاحين على طرق الري الحديث ساهم في حل بعض المشكلات التي تنتج عن قلة المياه، مؤكدا استمرار اتحاد الجمعيات بعقد اللقاءات مع الفلاحين والبحث عن الحلول المناسبة لما يتعرضون من تحديات.

ارتفاع أسعار الفسائل
ومن الطبيعي أنَّ كثرة الطلب تتسبب بارتفاع أسعار فسائل النخيل، خصوصا أن الإقبال الكبير من قبل الفلاحين بلغ ذروته بالتزامن مع مواعيد الزراعة، ويقول الفلاح عامر الشبلي: لقد ارتفع سعر فسيلة الشويثي والبريم والحلاوي في محافظة الديوانيَّة خلال الموسم الحالي إلى الضعف، مقارنة بالموسم الماضي، نتيجة الإقبال الكبير على شراء فسائل النخيل، مشيرا إلى أن بعض الفلاحين يفضلون شراء الفسائل من محافظات أخرى مثل البصرة والسماوة وديالى وبابل، وغيرها من محافظات عرفت بجودة نخيلها، واضاف الشبلي: أن اسعار فسائل النخيل تختلف من صنف إلى آخر خصوصا عندما تكون الفسيلة نسيجيَّة، ومثال ذلك يبلغ ثمن فسيلة البرحي النسيجي نحو 175 الف دينار بحجم المتر، وهو ثمن باهظ، للذين ينوون زراعة بستان كبير، لذلك فإنَّ الأغلبيَّة تتجهُ لتنويع الفسائل للتخفيف من الإنفاق ولغرض تنويع
الناتج.