الشراكة مع فرنسا

اقتصادية 2023/11/22
...

وليد خالد الزيدي



لم تكن التوجهات نحو عقد شراكات اقتصادية مع فرنسا بعيدة عن التصورات المستقبلية لما يجب أن تكون عليه عناصر الاقتصاد الوطني العراقي من تنمية وازدهار ولما يتمتع به هذا البلد من استقرار نوعي في القارة الخضراء وقدرة متنامية على استقطاب المزيد من تجارب الاستثمارات الأجنبية والشراكات مع بقية الدول في مجالات مختلفة حيث جاءت صور التعاون خلال لقاء وزيرة المالية طيف سامي بالسفير الفرنسي لدى العراق إيريك شوفالييه لمواصلة العمل على تنمية آفاق التعاون والشراكة بين البلدين واهتمام العراق بمتانة علاقات التعاون مع البلد الصديق والتطور والنمو المستمر في المجالات كافة ومنها ما يتعلق بقطاع المال والأعمال والاستفادة 

من الخبرات الفرنسية التنموية.

التوجه نحو الشراكة الاقتصادية مع فرنسا لم يكن حديث العهد بل هناك تجارب سابقة بين البلدين حيث اتسمت العلاقات مع البلد الصديق بتنمية واسعة في آفاق التعاون والشراكة وتنفيذ مشاريع تنموية عديدة لكن العمل اليوم على الارتقاء بالعلاقات الثنائية نحو مستوياتٍ أكثر تقدماً يعود لتحقيق مصلحة البلدين وتطلع القائمين على الاقتصاد لوطني العراقي إلى تعزيز مديات التعاون البنّاء مع الدول المتقدمة في ما يتعلق بجوانب المال والاستثمار والمساهمة بمشاريع التنمية المستدامة لاسيما أن الشركات الفرنسية توفّر العديد من المزايا لشراكاتها الاقتصادية مع دول وجهات عالمية أخرى، فقدرتها على ذلك تزداد نمواً متصاعداً بحسب التصنيف السنوي للشركات العالمية ودخولها قائمة البلدان الخمسة الأكثر استقطاباً لأهم الشراكات مع الأجانب وتبوأت فرنسا بموجبه المرتبة الثالثة من بين الدول الأكثر احتضاناً لمقرّات المنشآت المتطورة في العالم حتى احتلت باريس موقعها المتميز ما بين لندن ونيويورك وطوكيو وبكين بفضل المقرات السبعة والعشرين المتواجدة على أراضيها ومركزًا ماليًا عالميًا بل تصدرت القائمة الأوروبية من حيث رأس المال كما اعتلت سوق الاستثمار في الاتحاد الأوروبي وجاءت أربعة مصارف فرنسية في قائمة أهم عشرين مصرفًا في العالم. 

من بين أهم مزايا التقارب مع فرنسا هي توفير إمكانية ممتازة لولوج السوق الأوروبية الموحدة والبلدان الشريكة للاتحاد الأوروبي ذلك لكونها عضوًا مؤسسًا له ولمنطقة اليورو فضلاً عن تمتعها بمرتبة متطورة في الاقتصادات صاحبة الجودة من حيث نوعية البنى التحتية والقدرة على التنافس في تنفيذ المشاريع التنموية فضلاً عن الموقع الجغرافي الستراتيجي وشبكة المواصلات العالية الجودة التي تحظى بها.

وما جعل فرنسا مركزًا محوريًا هو سهولة الوصول إلى البلدان والقارات والمناطق الجغرافية الأخرى مثل منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا على سبيل المثال حيث تملك ثاني أطول شبكة سكك حديدية للقطارات فائقة السرعة ذات التقنية الحديثة وقدرات بشرية مبتكرة عالية الكفاءة والإنتاجية وتشمل أيضًا قطاعات مختلفة منها المصارف والتأمين والطاقة وصناعة السيارات ما أضاف لها خططاً تدريبية طموحة تهدف إلى إذكاء الوعي لدى الافراد العاملين في الصناعة بخلفيات متنوعة وفي رهانات الذكاء الاصطناعي.