يقفز بالمظلة الى ساحل النورمندي بعمر 94

الصفحة الاخيرة 2019/05/14
...

كارولين ديفز
ترجمة واعداد: انيس الصفار                                      
قبل 75 عاماً قفز "هاري ريد" بالمظلة الى ساحل النورمندي. كان عمره 20 عاماً ويعمل مشغل جهاز لاسلكي، وحين قفز بالمظلة يومها كانت هناك بطارية كبيرة مربوطة الى ساقه اليمنى. الان سوف يركب هاري طائرة من طراز داكوتا لكي يفعلها من جديد.في هذه المرة لن تكون هناك بطارية تثقله وتوقعه في المستنقع المائي الذي أعده الألمان، كما فعلت آنذاك حين لم تتحرر في الوقت المناسب. كان ثمن ذلك الانزال الجوي مصرع نحو 200 من رفاقه قبل أن يطلقوا رصاصة. يقول هاري: "حين أصعد الى الداكوتا سوف أجلس في المقعد رقم 12 لأنّه المقعد الذي جلست عليه 
يومها". 
سينفذ هاري قفزته بالتنسيق مع فريق "الشياطين الحمر" للقفز بالمظلات كجزء من فعاليات احياء يوم الانزال الكبير في ذكراه الخامسة والسبعين. يقول هاري، الذي سيصبح عمره 95 عاماً في 17 أيار المقبل: "إنّها حماقة مني أن أفعل ذلك وأنا بهذه السن، فالعجائز لا يقفزون بالمظلات". بيد أنه يتطلع بشغف الى ذلك اليوم ويضيف: "ولكن القفزة ستملؤني بهجة. في اعماقي ستطغى اصداء التضحيات على اصداء الاحتفال، فالتضحيات هي التي جعلت للاحتفال معنى. سأقفز وانا أتذكر اصحابي الذين فقدوا حياتهم".
يتذكر هاري آخر محاضرة ألقيت عليهم قبل الانطلاق، يقول: "اخبرنا الضباط بأنهم يتوقعون نسبة اصابات عند الهبوط تصل الى 50 بالمئة. كانت تلك صورة قاتمة، فحين تكون شاباً تعتقد أنك لن تموت، الموت حقيقة طبعاً ولكنه لن يقع عليك، أما أن تكون النسبة 50 بالمئة فهذا يعني أنك اقتربت منه جداً".
شهد هاري عمليات كثيرة خلال معركة النورمندي منذ هبوطه في يوم 6 حزيران حتى 7 أيلول عندما غادر فرنسا. يقول: "لقد كنت محظوظاً لأني تمكّنت من النجاة بعد ذلك كله".
عن صحيفة الغارديان