ابطال احبهم الجمهور ونجحت افلامهم في شباك التذاكر

الصفحة الاخيرة 2019/05/14
...

عبد الكناني
تناولت السينما العالمية العديد من الحالات الرياضية كمادة سينمائية قدمتها للجمهور بأسلوب مشوق وممتع بل حتى مؤثر، سواء على المستوى العالمي او العربي، إلا انها بقت محدودة في بعض انواعها، ولعل أكثر الالعاب الرياضية التي اهتمت بها السينما هي: كرة القدم، والملاكمة، والهوكي، الى جانب اهتمام السينما الاميركية بلعبة الركبي (كرة القدم الاميركية) والنزالات القتالية الشاملة كما في افلام "فاندام" والتي اعتمدت الملاكمة العنيفة التي تنتهي بمقتل أحد المتبارين.  
اما السينما المصرية فقد كان لها قصب السبق في اختيار مواد الافلام في لعبة الملاكمة، كما في "سلفني ثلاثة جنيه " المنتج في العام 1939 من اخراج توزو مزراحي، اذ كانت الملاكمة محوره، واخرج  عبد الفتاح حسن  " الجولة الأخيرة" في الاربعينيات الذي جسد بطولته الملاكم المصري الشهير عرفة السيد، واستثمر المنتجون بروز الرياضي اللبناني يوهان صادق واسندوا اليه بطولة فيلمين، الاول هو " اول نظرة " عام 1946  الذي قامت ببطولته المطربة صباح مع ممثل لبناني، والثاني "المنتصر"   عام 1959  الذي أخرجه حلمي رفلة ،وجاء فيلم "رجل في الظلام" عام 1963 ضمن هذا السياق.
 ونرى ان بعض الممثلين جسدوا بعض الأدوار الرياضية في افلام لم تبن قصتها على الثيمة الرياضية الكاملة، اذ أدى يوسف شاهين دور الملاكم في "الظاهر" عام 1945 لكمال سليم، وظهر "شمشون ولبلب"  عام 1952 من اخراج سيف الدين شوكت .
واعطى المخرج بركات دور الملاكم الى الممثل رشدي اباظة في "موعد غرام"  عام   1956وكذلك جسد الممثل احمد رمزي دور الملاكم في "ايامنا الحلوة " عام 1955 الذي اخرجه حلمي حليم  وشاركه البطولة عمر الشريف وفاتن حمامة وعبد الحليم حافظ، حيث خاض نزالاً في الملاكمة من أجل تأمين مبلغ الدواء لخطيبة صديقه عمر الشريف فاتن حمامة .
وظهر الفنان احمد زكي في الثمانينيات كبطل لعدد من الافلام التي اعتمدت الثيمة الرياضية مثل فيلم "النمر الأسود " الذي اخرجه عاطف سالم في العام 1984، وفيلم "كابوريا" الذي اخرجه المخرج خيري بشارة العام 1990، وفيلم البطل العام 1998. 
فضلاً عن الملاكمة ظهرت مجموعة من الافلام المصرية كان ابطالها رياضيين مختلفين، اذ شغل لاعب النادي الاهلي الشهير والمنتخب المصري صالح سليم (والد هشام سليم) بطولة عدد من الافلام مثل "الشموع السوداء" مع نجاة الصغيرة. و "الباب المفتوح " مع فاتن حمامة وكذلك اسندت ادوار في بعض الافلام لبطل بناء الاجسام عبد الحميد الجندي وبطل المصارعة مختار حسين. 
وكذلك شارك حارس المرمى اكرامي "حامي هدف الاهلي المصري "في عدد من الافلام ناهيك عن جعل مباريات كرة القدم جزءاً من الخلفية لبعض الافلام ، وأحياناً تدخل في مجال الأدوار الكوميدية، حيث يؤدي بعض الممثلين حركات استعراضية من باب أسباغ المتعة على  بقية العلاقة بين الرياضة والسينما، متواصلة سواء في السينما المصرية او العالمية، ولعل السينما الاميركية كانت سباقة في ذلك وبالذات الهوليوودية ولا ننسى في هذا المجال الفيلم الذي قام ببطولته الممثل الشهير جيمس ستيوارت كلاعب كرة مضرب بارع، او سلسلة افلام طرزان التي قام ببطولتها السباح العالمي جوني ويسمولر او سلسلة افلام هرقل الجبار التي قام ببطولتها بطل رياضة بناء الاجسام العالمي ستيف ريفز، ومن اشهر الافلام التاريخية التي اعتمدت على المصارعة فيلم "المصارعون السبعة". الى جانب ذلك قدمت هوليوود سلسلة من الافلام التي اختصت برياضتي الملاكمة والمصارعة، كأجزاء افلام روكي الشهيرة.
 وفي تسعينيات القرن الماضي انتجت هوليوود فيلم يتناول ثيمة المصارعة، وهو "المصارع" من بطولة الممثل الشهير راسل كرو الأسترالي، كما استدرجت بطل رياضة بناء الاجسام ارنولد للقيام ببطولة سلسلة من افلام الخيال العلمي والمغامرات الغريبة وحققت نجاحاً كبيراً.
لقد جذبت الافلام التي قام ببطولتها ابطال رياضيون، الجمهور، لاسيما افلام "طرزان وهرقل" وقد تكون بيئتاهما المختلفتان "الادغال والجبال" العامل الاهم في ذلك الحب والاهتمام وكانت من الافلام المفضلة التي يحرص على مشاهدتها في دور السينما البغدادية مثل "السندباد"، و "ميامي"، و"الحمراء"، و" روكسي"، و"علاء الدين"، و"الوطني"، و"الشعب"، و"الرشيد" حيث تكون مشاهدتها على قدر كبير من المتعة والتشويق. وشكل عرضها في التلفاز عنصراً تذكيرياً للجمهور، اذ كان بالأسود والابيض من دون الحصول على القدر نفسه من   الانبهار والدهشة التي تتميز بها الشاشة البيضاء. 
وعلى اية حال ان السينما يبقى لها سحرها الخاص وقد حققت صدى كبيراً عند الجمهور وتأثيراً فيه ومنحته تلك المتعة المفتقدة من خلال الشاشة الكبيرة بتلك الافلام المثيرة التي كانت على صلة بالرياضة، ان كانت ثيمة او اطاراً او خلفية وأداء لبطل رياضي معروف.