مدن كبرى تستخدم كرة القدم لتغذية موازناتها المالية

اقتصادية 2019/05/14
...

بروكسل/ كاظم الحناوي
 
 
هل يمكن لانديتنا ان تكون عاملاً اقتصادياً مؤثراً عبر الاستثمار الصحيح باندية كرة القدم عبر معرفة أن إدارة كرة القدم لا تتم من قبل مشجعين أو مدربين أو محبين للنادي بل يجب أن تكون من قبل متخصصين استثماريين وهو ما سيفتح المجال لخلق فرص وظيفية كبيرة.
تعد أندية كرة القدم هي النشاط الرئيس وعصب الرياضة في معظم مدن العراق، حيث تدر كرة القدم بعض العوائد للأندية الرياضية التي تعتمد على الدعم الحكومي، ومن خلال هذا الدعم يتم الإنفاق على الألعاب الأخرى وكذلك باقي أنشطة النوادي المختلفة سواء الإدارية أو المالية، على أن رفع الحصار الكروي والسماح للعب الفرق الاجنبية في المدن العراقية سوف يدخل الأندية في مسار جديد، بسبب حركة الإيرادات، واستمرار النفقات والتعاقدات مع اللاعبين والإداريين والفنيين عبر عائدات البث الفضائي، الذي يوزع بين الأندية بنسب مختلفة، فضلا عن الرعاية من قبل الشركات للأندية ومسابقات الدوري والكأس.
 
تشغيل الخدمات
ان ذلك سيساعد على تشغيل قطاعات خدمية عديدة مثل خدمات الطب الرياضي وخدمات النقل والمطاعم والمقاهي والإعلام الرياضي، سواء كان المقروء أو المرئي، فهناك العديد من الفضائيات الرياضية تعتمد بشكل رئيس على كرة القدم.
ووفقًا لمعدل الايرادات ، تتصدر المدن الانكليزية والالمانية المشاركة في الدوري الإنكليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى الألماني ترتيب الايرادات التي تعتمد على مشجعي كرة القدم عاماً بعد عام متقدمة على المدن الإسبانية والفرنسية، فيما المدن الإيطالية في المركز الخامس في التصنيف العالمي بنسبة حضور 60 بالمئة، حيث يملأ الألمان والإنكليز ملاعبهم، ما يؤدي الى افادة المدن من اعداد المشجعين الكبيرة بطرق مختلفة.
فنوادي المدن حول العالم تزيد موارد المدن وتؤثر في حركة الاسعار فخروج مانشستر سيتي من دوري ابطال اوروبا تسبب في انخفاض اسعار الخدمات السياحية والفنادق في مدينة مانشستر حيث انخفضت اسعار الفنادق عبر الحجز الالكتروني من 50 الى 70 بالمئة في المدينة واحجم المشجعون حول العالم عن السفر بسبب خروج مانشستر سيتي وقبله مانشستر يونايتد من الدوري الاوربي لكرة القدم وقرب نهاية الدوري الانكليزي بسبب عدم وجود منافسات كروية.
 
الاندية الاوروبية
بينما أسهم صعود نادي ليفربول لنهائي ابطال اوروبا في ارتفاع اسعار الفنادق والخدمات لنفس الفترة، وخفف أزمة أصحاب المحال الذين يعانون قلة الإنفاق في المدينة مع نسبة حجز 80 بالمئة لفنادق المدينة من يوم 3 نيسان الى 31 ايار بسبب المهرجانات التي ستقام في المدينة في حالة الفوز بكاس دوري ابطال اوروبا .
 فتاريخ الأندية طبعا مهم لكن تحقيق الايرادات شيء اخر، فإذا نظرنا إلى نادي مانشستر سيتي، الذي يعد تاريخه أقل من غيره، فإن قيمته تبلغ نحو ملياري دولار ويحقق ايرادات سنوية تقترب من 500 مليون دولار بينما نادي ليفربول العريق جدا تبلغ ايراداته 460 مليون وقيمته 1.5 مليار دولار.
عندما يواجه ليفربول في نهائي دوري ابطال اوروبا فريق توتنهام اللندني في مدريد، فإن تشجيع نادي ليفربول لن يقتصر على عشاق كرة القدم فقط، لكنه يمتد إلى أصحاب المحال والمشروعات التجارية في المدينة، لان مهرجانات الفوز تساعد على ان ينفق الناس أكثر، وبالعكس.
 
السفر والخدمات
فالمشكلات التي تعاني منها فرق كرة القدم العالمية تؤثر في الجميع بشكل متساو، حيث تعاني الشركات وقطاع الخدمات في المدن من حقيقة أن جمهور أندية الدوري الممتاز المشاركة في دوري ابطال اوروبا يكون أكثر رغبة في السفر، وبالتالي يزيد الطلب على الخدمات في المدن التي تقام فيها المباريات.
وفي الوقت نفسه، فإن الطلب يزداد على محال إنتاج الوجبات السريعة وشركات سيارات الأجرة والمقاهي والفنادق، ففي بعض الاحيان يتوقف اقتصاد المنطقة ككل على مصير نادي كرة القدم، حيث يتمتع برشلونة بقيمة تجارية ضخمة  3.5  مليارات يورو، وهذه العلامة التجارية الكبيرة تجعل الناس يفترضون أن تأثيرها على الاقتصاد المحلي سيكون أكبر بكثير من تأثيرها 
الفعلي.
زيادة الطلب
فارتفاع اعداد الجمهور في الملاعب تسهم في ازدياد الطلب على الفنادق والمطاعم والمقاهي بنسبة كبيرة حيث تتأثر بعض الشركات المحلية مباشرة في أعقاب هبوط فريق المدينة لدوري ادنى او خروجه من المنافسة مبكرا. 
كرة القدم وإن كانت لعبة إلا أنها تجاوزت حدود التسمية ودلالة الصفة إلى ما هو أبعد من اللعب بكرة حتى وصل بها الحال إلى اللعب بالاقتصاد فقد حصلت شركة “موفي ستار” أخيراً على حقوق بث الدوري الأسباني للسنوات الثلاثة المقبلة بقيمة 2.94 مليار يورو، علما أن كرة القدم رفدت الاقتصاد الاسباني بـ 16 مليار يورو في العام
2016.