السلام عليكم 

ابني عمره 23 سنة، طالب كليَّة، صار عنده اضطرابات عدوانيَّة وأخذته لطبيبٍ نفسي انطاه سيرالين 50 وبليل اولانازين. استمرَّ عليها شهرين ومن راد الطبيب تقليله زادت العدوانيَّة ورجعت الحالة. مأذينه جداً ويضربنه ما أعرف اشلون اتصرف. شنو تفسيرك دكتور، وبشنو تنصحني لأن جداً تعبنا، حتى من ضربته كسر ايدي.

أختكم أم رياض – السماوة 

الأخت أم رياض 

العلاجان سيرالين 50 ( SERALIN) يعطى لحالة المصاب بالوسواس القسري واضطراب ما بعد الصدمة، وعلاج اولازين (OLAZINE) يعطى للمصاب باضطراب الاكتئاب ثنائي القطب والهوس والذهان. 

هذا يعني أنَّ الطبيب شخّص حالة ابنك باضطراب عقلي ونفسي يحتاج لعلاجٍ طويل الأمد؛ يعني يجب أنْ يستمرَّ على العلاج لفترة طويلة مصحوباً بمراقبة طبيبه لحالته كل شهر.

مشكلتك يا سيدتي، أنك تتعاملين معه وكأنَّه شخصٌ سليمٌ وتريدين منه أنْ يتصرفَ بعقلٍ مع أنَّ عقله أصيب باضطراب. وحتى أوضّح لك الحالة فإنَّ اضطراب ثنائي القطب الذي شخصّه الطبيب في ابنك، يسبب تقلبات مزاج مفرطة من خمولٍ تامٍ الى طاقة زائدة وسرعة غضب. أضيفي لها تشخيص الطبيب بأنَّه مصابٌ بالهوس الذي من أعراضه يكون سريع الإثارة، نشاطاً زائداً، أفكاره مشتته. ويعطى العلاجان للمصاب باضطراب ما بعد الصدمة الذي ينتج عن حدثٍ مؤلمٍ جداً كان قد مرّ به فيتعكر مزاجه حين يتذكره. ولأنَّ ابنك شابٌ فاحتمال أنَّه تعرض لحالة فشل عاطفي أو أنَّه تعرض في طفولته لعنفٍ

جسدي.

ولأنكم في البيت لا تقدّرون وضعه النفسي وحالته العقليَّة، أعني لا تعرفون مثل هذه المعلومات، وتتصرفون معه كما لو كان سيء الأدب، فإنَّ تصرفه العدواني معكم حالة (طبيعيَّة جداً)، وبالصريح فإنَّ المسؤول عن كسر يدك هو أنتِ وليس هو؛ لأنَّ تصرفك معه كان خاطئاً. ولا ألومكِ سيدتي، فأنتِ ما كنتِ تعرفين سوء حالته العقليَّة والنفسيَّة.

والآن صار واضحاً لك ولكل أفراد الأسرة كيف ينبغي أنْ تتصرفوا وتقدّروا حالته، لا سيما حين يتملكه الغضب. وشيء آخر مهم جداً هو إما مراجعة طبيبه ذاته، أو الاتصال بنا على الخاص لندلك على طبيبٍ في بغداد، وحذارِ من اليأس فجريدة “الصباح” حاضرة لمساعدتك.

وتبقى ملاحظة مهمة جداً.

مؤكدٌ أنَّ ولدكِ ليست فيه كلّ هذه الأمراض (اكتئاب ثنائي القطب، وسواس قسري، هوس...) وإلا لما كان يستطيع مواصلة دراسته الجامعيَّة. ونحن ذكرناها لك وفقاً للوصفة الطبيَّة، والاحتمال الأكبر أنَّه مصابٌ بواحدٍ منها.