اليوغا.. رياضة ذهنيَّة وعلاج للتوتر

منصة 2023/12/03
...

 بغداد: نوارة محمد

- اغمضِ عينيك ونظمي دقات قلبكِ واستمعي لصوتي.
قالت نبأ بشيء من الاسترخاء المفرط.
رغم أن حركات اليوغا تبدو صعبة على بعض الحاضرات خاصة ممن يمتلكُن زيادة في الوزن أو ترهلات شحمية تعيق حركة أجسادهن، إلا أن المحاولات كانت مستمرة في صالة {اليوغا}، التي تحتاجُ الى مرونة جسدية عالية.
هذه الثقافة التي تعد بعيدة عن حياتنا اليومية، يعدّها كثيرون ممارسات ترفيهية، ورغم تزايد التثقيف العالمي بشأن الرياضة البدنية والذهنية، وسعي الشعوب لتقديم كل ما يخص فوائد هذه النشاطات، إذ لا تزال المجتمعات العربية المنغلقة تجهلها.
وترى خبيرة الرياضة البدنية ومدربة "اليوغا" نبأ اسماعيل أن هذا التجاهل يعود إلى تراجع الوعي الجمعي في البلاد، وتراكم الأزمات، و"نحن عدا هذا وذاك نعيش في دائرة تتسم بالجمود الفكري"، وفقا لتعبيرها.
وتضيف أن "طقوس اليوغا تُطهر الروح والجسد، وتساعد على التخلص من السموم الكثيرة في الحياة، لا سيما في مواجهة اللحظات الصدامية اليومية، أو الصدمات النفسية والأزمات والعاطفية، وهي عدا كونها ذات مفهوم جسدي رياضي، تعدُّ تدريبا روحيا مما يزيد من فوائد ممارستها."
وتعود  للقول "يمكن استخدام اليوغا كعلاج، خاصة للأمراض المرتبطة بالتوتر. فاليوغا تسهم في تخفيف الضغط وتساعد على التوازن والاستقرار النفسي، وكذلك التخلص من التوتر الشديد".
وتشير الدراسات العلمية والطبية إلى أن اليوغا طريقة آمنة وفعالة لزيادة النشاط البدني وللتخلص من بعض الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.  والتركيز على القوة والمرونة والتنفس، بحسب الخبيرة، لتعزيز الرفاهية البدنية والعقلية ينشط الدورة الدموية، ويقوّي أجهزة الجسم الحيوية، وهي بهذا تقلل من ضغط الدم وتقوّي عضلة القلب.
الناطق باسم وزارة الشباب والرياضة حسام حسن يوجه مطالب للمعنيين بشأن تبني الأمر ذاته، ويؤكد ضرورة إعداد خطط عملية دقيقة لنشر "اليوغا"، فضلا عن تخصيص صالات وفرق دولية لرعاية "اليوغا" بناء على أهميتها وارتباطها بصحة الإنسان الجسدية والنفسية على حدٍ سواء.
من جهتها، تقول فرح أياد، وهي مدرسة لغة إنكليزية، وواحدة ممن جددن الاشتراك في "كورس اليوغا" إن: تناغم الروح والعقل والجسم، هو أحد مفاتيح  السعادة، وهي مثل أي حالة نشوة نحتاجها تستلزم طاقة ومجهود للحصول عليها، ويبدو أن الوصول إلى هذه المرحلة في هذا العالم السريع يبدو صعباً، ولكنني "وجدت نفسي في الآونة الأخيرة متعلقة روحياً بهذا النشاط."
نبأ اسماعيل التي درست اليوغا في إندونيسيا والهند تعود لتفتتح معهدها الشخصي الخاص باليوغا، والذي تخرج منه خلال الأشهر القليلة الماضية ما يقارب 75 متدربة، كما تقول إن "هذا الأمر أعدّه نجاحا لمشروعي الشخصي، فهذه الرياضة محدودة التداول، وغالبا ما يلجأ الأفراد لهذه الممارسات غاية في القضاء على الضغط النفسي، خاصة في دولة كالعراق". وتضيف: لم أكن لأتخيل يوما أنني سأصبح مُدربة يوغا، اليوم حين تعرق جسدي ولسعت يدي حرارة عضلاتي شعرتُ إنني حُرة..