بغداد: سرور العلي
بدأ شغف جوزيف الدويري بالفن منذ نعومة أظفاره، وحاول تطوير هوايته عبر سنوات دراسته حتى تمكن في العام 1995 من أن يلتحق بكلية التربية الفنية غاية في صقل هذه الموهبة، التي استحوذت عليها المدرسة التلقائية التعبيرية كأسلوب في الرسم.
تأثر الدويري في بداياته بالفنانين چورچ بهجوري، وصلاح عناني، وكان أول عمل فني له هو لوحة "الوصية"، التي شارك فيها بمعرض جماعي يحمل أسم "جيل المستقبل"، بجاليري "تاون هاوس" عام 1998.
كانت من أهم المفردات والموضوعات التي تشغله كثيراً هو الإنسان والبيئة المحيطة به، وكيفية التعبير عن حالة الالتقاء والتواجد المستمر في مجموعات، بمعنى علاقة الإنسان بالمسكن، وبالإنسان الآخر، وما يتخلل هذا الأمر من مفردات مشتركة، لبناء العمل الفني بشكل داعم له، وأحياناً يلجأ إلى الرمز، واستخدم التعبير المباشر طبقاً للحالة الشعورية التي يكون فيها، وكذلك للتعبير عن الذات، وعن احتياج الفرد لجماعة تؤثر فيه ويؤثر فيها، فضلا عن الهروب من العزلة، والاختلاط بالآخر.
وأشار الدويري الذي هو فنان مصري، ولد بالقاهرة عام 1977، وعضو نقابة الفنانين التشكيليين المصرية، إلى أن من أبرز التحديات التي واجهته هي العمل بإحدى الشركات بجانب ممارسة الفن، كي يؤمن مستلزمات الرسم من ألوان وأدوات بشكل مستمر، فكان يذهب صباحاً للعمل، ويعود لمرسمه مساءً، ليواصل شغفه، وتطوير مهاراته، والخروج من فن الهواية إلى الاحتراف.
وبشأن العلاقة بين الدراسة الأكاديمية والحالة الإبداعية، فلفت إلى أنهما وجهان لعملة واحدة فتشكل كيانه، فمن غير الموهبة لا يستطيع أن يطلق عليه فنان، كما أن الدراسة الأكاديمية مهمة، لصقل تلك الموهبة ودراسة الخطط والأهداف، والاطلاع على السابقين من الفنانين بمختلف العصور، ودراسة أعمالهم الفنية، إلا أن في بعض الأحيان تطغي الحالة الإبداعية والمستخدمة في الموهبة الفطرية على الدراسة الأكاديمية، كما حدث لبعض فناني التاريخ القديم والمعاصر. أقام الدويري العديد من المعارض الشخصية ومنها، "إنسانيات" في حورس بالزمالك عام 1999، و"ظلال" بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك 2016، و"فوج" بجاليري تاون هاوس بوسط البلد القاهرة 2018، و"كايرو" بجاليري أكسيس بوسط البلد القاهرة 2021، و"لقى" بجاليري أكسيس بوسط البلد القاهرة 2023، وشارك بخمسين معرضا جماعيا، ومحلياً شارك في دار الأوبرا، ومركز الجزيرة، وعلى المستوى العالمي في معرض نيبالي شينوير بررمانيا 2018، وغيرها العديد مثل إيطاليا، وسنغافورة، والفلبين، والأرجنتين، والهند، سواء بالتواجد الفعلي أو بشكل افتراضي.
وفي ما يتعلق بتقييم الدويري للحركة الفنية التشكيلية في العراق، أكد أنه منذ توافد الفنانين العراقيين إلى باريس وغيرها، لتبادل الثقافات كجيل الرواد مثل محمد صالح، وجواد سليم، وفائق حسن، من الأوائل الذين ساهموا في الحركة التشكيلية العراقية، وصولاً للفنانين المعاصرين، جعل الفنان العراقي يوازي بإنجازاته ما وصل له الفنانون العالمون، لما يمتلكه من تاريخ عريق منذ القدم، ويحمل رسالة ذات معنى ومضمون، ويتحدث عن قضايا المجتمع بشكل حديث ومتطور.
ويستعد الدويري الآن لافتتاح معرضه الشخصي السادس، إلى جانب المشاركة ببعض المعارض الجماعية، كما ويطمح إلى تمثيل مصر في بينالي فينيسيا.