عريان السيد خلف يكتب عن أطفال غزة المحاصرين

ثقافة شعبية 2023/12/07
...

 سعد صاحب 


وانتهاك خصوصية طفولتهم، الحالمة بالثياب والهدايا والألعاب والأراجيح والأعياد ودفاتر المدرسة الملونة، لكن هذا العالم الظالم، لا يمنحهم حقهم في الحياة،وبدلا من ان يزرع دروبهم بالورود والأحلام والأماني والسعادة، راح يقتلهم طفلا طفلا بالسلاح الفتاك، دون تأنيب ضمير، أو إحساس بالالم والعار والخيانة والجريمة."يطفال كل العالم يطيبين/ يطفال كل العالم يحلوين/ يطفال شيلي الثايره وفلسطين". 


شبابيك 

يحاول الشر سرقة الكلمات النقية، والمحتل يريد قتل الضحكات في الشفاه البريئة، والظلمة الحاقدة مهما حاولت، أن تسد الشبابيك في وجه الصباح، في النهاية ينتصر الضوء على العتمة الحالكة، والشعب الفلسطيني الثائر ليس مصابا بعشو ليلي، ولا قصور في البصر، وكان يرى الأشياء على بعد مسافات طويلة، والظلام لا يطفئ الحقيقة بل يزيدها القا، كما قال باسكال." رادت امريكه اتبوك كل جلماتكم/ ورادت الظلمه اتغطي كل بسماتكم/ وما كدرت الظلمه تسد كل الروازين". 

علاقة الشمس بالارض وطيدة، فهي بكل فجر انيق، تنثر خيوطها الذهبية علىأاديمها الطاهر، ونورها الوهاج يطهر النفوس من الخطايا، ويمنح الحياة للنباتات والأشجار والطيور، ومن حق أي شعب في العالم، أن يعيش تحت انوار الشموس الساطعة، ويغادر الظلال المنسية في زاوية مهجورة، والانسان المتمسك بأرضه يثق بمعجزات خالقها العظيم، والأرض خلقها الله للحب، وليس للعداء والقتال والحروب والدمار، وحب الشخص لبلاده غريزة فطرية لا تموت." رادوا يبعدون الشمس عن الكاع ". 


هواء 

صداقة الهواء والشراع ابدية لا تنتهي، فالهواء احيانا يهب بمشتهاة الأشرعة المبحرة في بحار بعيدة، فتتمايل السفن طربا في المياه الدافئة، فلا شيء يهدد مصيرها أو يزعجها في رحلة طويلة، وهي تدرك بالتمام، إنها مهما أبحرت في شواطئ الغربة، تعود الى ذلك المرسى الأمين، وأن الرياح التي مزقت شراعها العالي، لا تبقى بهذا الجنون والاستنفار والغضب، وفي ليلة جميلة سوف تهدأ العاصفة، ويستنشق البحار بملء رئتيه النسيم، الذي يجبر الخاطر وينعش القلوب." ورادوا يمنعون الهوه من الشراع". 


بريق

الرصاص يقتل الجسد بكل سهولة، ويعجز عن قتل الافكار الحية، ومهما تفنن الجلاد بالتعذيب والحصار والممنوع والضيق والعزل، فالروح الوطنية تسمو على الشوائب، والبريق لا يخبو عند اشتداد الصراع، والسلام الجميل يأتي عن قريب، وترحل الحرب الكريهة، بعيدا عن ارواحنا الشفافة الطرية، والعيون تشبه النجوم بالسطوع والأنوار والوميض والاشراق، وكلاهما تتطلعان الى السماء البعيدة، والجرح يلمع مثل الاوسمة فوق صدور الابطال الصامدين، في خطوط التماس او في مواضع الدفاع، عن شرف الوطنية وعن كرامة الانسان." وظنوا بكل ارصاصهم يكدرون/ يطفون ومضات الفجر بالعيون/ وظلت تلالي اعيونكم/ وظلت زهيه انجومكم/ وجروح كل ثاير نياشين/ تروي الوفه وتكبر بساتين". 


سيل

هم يزرعون العثرات في طريق الثوار، ويحاصرون الناس في البيت والسوق والمقهى والحقل والمستشفى والطريق، ومضى زمن على هذه المواجع، والشعب الصابر يواصل نضاله المستمر، من اجل الحرية والحق والعدل والسلام، وهو يتسلح بالصبر والعقل والارادة والايمان، والعناية بتثقيف الأجيال الجديدة باحقية قضيتهم العادلة، وحين يأتي السيل العارم، يجرف الاحجار والعوائق والسدود والمدن الهزيلة، ويقضي على عصر التفاهة القبيح، ويبرق الشعاع من جديد في النوافذ المغلقة، ويرحل الغرباء عن ديار الاهل المغتصبة، بالقوة والتهديد والعنف والمكيدة والسلاح." 

يطفال كلما زرعوا الويل/ عمر الحجر ما رجع السيل/ ولو حرموا الفرحه من العيون/ لا تنطفي ولا الناس يطفون/ باقي الوطن والناس باقين/ حلوين لو كلما يمر الليل حلوين".