طوكيو: أ ف ب
يتخبّط عملاق صناعة المركبات الياباني "تويوتا" في فضيحة تزوير واسع تطال شركة "دايهاتسو" التابعة له وعمليات سحب سيارات من السوق في الولايات المتحدة، ما انعكس انخفاضاً في أسهمه في البورصة. وأطلقت وزارة النقل اليابانية عملية تفتيش في مقرّ "دايهاتسو" المتخصّصة في صناعة المركبات الصغيرة الرائجة جدّا في اليابان والتي اضطرت إلى تعليق عمليات تسليم سياراتها بسبب عدّة اختلالات اكتُشفت خلال فحوصات السلامة. وسرعان ما بادرت "تويوتا" إلى الاعتذار، مقرّة بـ "فداحة" الوضع ومتعهدة بـ "إصلاح جوهري" للشركة التابعة لها. غير أنَّ المجموعة التي ينتمي بعض المسؤولين فيها إلى عضوية مجلس إدارة "دايهاتسو" لا يمكن أنْ "تُعفى من مسؤولية الرقابة" على شركتها الفرعية، بحسب ما كشف تاتسوو يوشيدا المحلّل لدى "بلومبرغ إنتليجنس". وتعزو لجنة الخبراء المستقلين التي أجرت فحوصات لدى "دايهاتسو" خلال ثمانية أشهر الأخطاء الملحوظة في الشركة إلى عوامل مثل "الضغوطات القصوى من جرّاء مهل زمنية للتطوير جدّ ضيّقة وصارمة" ونقص الخبرة عند المسؤولين. وانعكست هذه الفضيحة على أسهم "تويوتا" في بورصة طوكيو التي انخفضت بنسبة 4 % بعد تراجع أوّل بمعدّل 6 % وقت افتتاح الأسواق المالية. وتأتي هذه الفضيحة لتفاقم من مشكلات العملاق الياباني الذي اضطر إلى سحب مليون مركبة من سوق الولايات المتحدة بسبب خلل في الوسادات الهوائية والذي واجه العام الماضي فضيحة فحوصات غير ملائمة على محرّكات صانع الشاحنات "هينو" الذي يملك أغلبية الحصص فيه.
وقد تتسبّب هذه المشكلات بـ "خدش سمعة تويوتا"، لكنها لن تمسّ بصورة الشركة على المدى الطويل نظرا لمكانتها. غير أن تصويب أوجه الخلل في شهادات فحوصات السلامة لدى "دايهاتسو" قد يستغرق وقتا طويلا ويجبر الشركة على وقف الإنتاج والتعويض على المزوّدين وشركاء البيع الأضرار التي لحقت بهم، وفق المحلّل المتخصّص في قطاع صناعة المركبات. وسلّط تقرير الخبراء الضوء على اختلالات عميقة في مسارات الإنتاج لدى "دايهاتسو"، راصدا 174 خللا في 25 فئة مختلفة من الفحوصات، يعود البعض منها إلى العام 1989.