محمد فاضل الخفاجي

الحديث عن استثمار النفط في العراق بشكل أوسع يجب أن يحظى باهتمام كبير من قبل جميع الجهات المعنية، حيث يتطلب توظيف ستراتيجيات متعددة نظراً لوجود خزين ستراتيجي كبير في مختلف مناطق البلاد.
نعلم أنَّ العراق يتمتع باحتياطي ضخم من النفط الخام وقد ترتفع أرقام الاحتياطات المؤكدة بعد توسيع رقعة الاستكشافات، وهنا يجب أن نعمل باتجاه توسيع الاستثمارات بالشكل الذي يعزز الإيرادات إلى البلاد وتوظيفها في قطاعات تمثل محور تحقيق التنمية المستدامة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استثمار العائدات النفطية في تنويع مصادر الدخل وتطوير قطاعات أخرى مثل الصناعة والزراعة، والسياحة.
أحد الأساليب الفعالة لاستثمار النفط في العراق وجعله يحقق منفعة مضاعفة توجيه العائدات الفائضة نحو تنمية الصناعة المحلية، عن طريق تشجيع وتمويل المشاريع الصناعية القائمة على استخدام المشتقات النفطية، وهنا يمكن تحقيق إنتاجية عالية وزيادة العوائد، وبالتالي تستطيع البلاد تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات الصناعية وتصدير الفائض من المنتجات إلى الأسواق الخارجية، مما يعدد إيرادات العراق المالية ويخفض اعتماده على صادرات النفط.
من جانب آخر، التوجه إلى تنمية قطاع الزراعة، حيث يعد العراق منطقة خصبة وصالحة للزراعة بشكل واسع، ولكن القطاع الزراعي لا يزال بحاجة للتحديث والتطوير، وهذا يتطلب الاستثمار في البحوث الزراعية وشراء التقانات الحديثة وتطبيق أفضل الممارسات، حيث يمكن للعراق زيادة إنتاجية الزراعة وتوفير فرص عمل للعديد من المزارعين والعمال.
فتعدد الإيرادات يتحقق من خلال توظيف فائض الإيرادات في قطاعات مهمة وهذا أمر معلوم، وهنا يجب أن لا ننسى أهمية تطوير قطاع السياحة في العراق، ويتمتع البلد بتاريخ ثقافي وتراث غني، والترويج للمواقع السياحية الرئيسة مثل بابل ونينوى وذي قار، فضلاً عن السياحة الدينية، حيث يمكن أن يجذب السياحة الداخلية والخارجية بالتالي.
اليوم بات الجميع يدرك أهمية تنويع الإيرادات المالية للبلاد والتي تتحقق من خلال توظيف فائض الإيرادات في قطاعات تحقق تنمية مستدامة، وهنا يجب أن نكون جادين في هذا التوجه لتحقيق نقلة نوعية في الأداء الاقتصادي لبلد مثل العراق يملك من الثروات الكثير.