ترجمة وإعداد: أنيس الصفار                                              

في أنحاء كثيرة من العالم ينظر الى الحمام على أنه حامل للامراض ومصدر ازعاج، واليابان ليست استثناء. لكن هذه الطيور تتمتع هناك بحصانة قانونية تجبر سكان المدن على تحمّل هؤلاء الضيوف الثقلاء،
وفقاً لقوانين الحياة البرية في اليابان يمنع الناس من قتل، أو حتى طرد، أشد الطيور لجاجة وازعاجاً إلا بإذن من السلطات المحلية. فإذا ما وجد شخص ان حمامة قد وضعت بيضها او بنت عشها على شرفته يحظر عليه طردها او رفع العش او البيض إلا بعد الحصول على رخصة.
كذلك سائقو السيارات .. عليهم الحرص والقيادة ببطء عندما يكون هناك حمام يعبر الشارع، حتى لو كان مخالفاً لإشارات المرور، وهكذا وجدت حمامة نفسها مؤخراً محور دعوى قضائية بعد ان اتهم سائق سيارة اجرة في طوكيو بدهسها عن عمد اثناء قيادته سيارته.
اعتقل السائق، وعمره 50 عاماً، في 3 كانون الأول بتهمة انتهاك قانون حماية الحياة البرية، وتقول الشرطة انه قد زاد السرعة عندما اضاء اللون الاخضر مقتحماً عن عمد سرباً من الحمام بسرعة تجاوزت 50 كيلومتراً في الساعة ما ادى الى قتل احداها، وفقاً لصحيفة محلية.
أمر القضاء بإجراء تشريح للجثة وأفاد الطبيب البيطري الذي قام بالتشريح ان الحمامة ماتت جراء صدمة رضيّة. لم يمكن الحصول على تصريح من السائق ولكن الشرطة ابلغت وكالة “كايودو نيوز” انه دافع عن نفسه بالقول ان الشوارع وجدت للبشر وعلى الحمام ان يتنحى ويفسح الطريق.
الحمام البري، وفقاً لقانون الحياة البرية الياباني، لا يجوز قتله إلا إذا ثبت انه مصدر مشكلة، مثل نقل المرض او اتلاف المحاصيل او التسبب بأذى للمواشي، وحتى في هذه الحالة يجب الحصول على موافقة الجهات.
تصل عقوبة قتل حمامة بدون موافقة الى السجن لمدة عام او غرامة مقدارها مليون ين ياباني (ما يعادل 7000 دولار اميركي). وبسبب هذا القانون اخذ اصحاب العمارات السكنية يبحثون عن حل للتعامل مع هذه المضايقة، ووجدوا الحل في طلب خدمات مربي الصقور، المجازين من قبل الدولة، الذين يحضرون صقورهم الى المنطقة لإخافة هذه الطيور وابعادها.
يكسب مربو الصقور 1000 دولار عن كل زيارة، وهو عمل رائج نظراً لكثرة الحمام الذي يعشش في البلكونات ويمنع الناس من النوم طول الليل.
يقول خبراء القانون ان توقيف سائق سيارة الأجرة لا يتعلق بمصير حمامة واحدة كما يبدو قدر تعلقه بالأذى العام الذي يجسده اتخاذ قرار متعمد بقتل كائن حي أيما يكون.

هيساكو يوينو ويان شانغ/عن صحيفة {نيويورك تايمز}