{خطوة}.. مشروعٌ يخدمُ ذوي الهمم ويزرعُ الأملَ بداخلهم

علوم وتكنلوجيا 2024/01/04
...

  بغداد: سرور العلي


نجحت تقى عبد اللطيف وزميلها محمد قاسم في إطلاق مشروعهما الذي حمل عنوان "خطوة"، ليكون بادرة جيدة في صنع الأطراف الصناعيَّة والمساند التقويميَّة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكان بجهودٍ ذاتيَّة، ليحققا الأمل لخمسين مستفيداً خلال ثلاثة أشهر فقط.
وعن ذلك قالت تقى: "بدأنا بالعمل داخل مركز نينوى لتأهيل المعاقين سنة 2021 بالقطاع الحكومي، وخلال ثلاث سنوات تعاملنا مع مختلف الحالات من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تحتاج إلى أطرافٍ صناعيَّة أو مساند تقويميَّة، واستمعنا لقصصهم ومعاناتهم، فكنَّا لهم المرشد النفسي لنعيد لهم الأملَ للاستمرار بالحياة، وإنَّنا هنا لمساعدتهم لتجاوز جميع العقبات التي تعيقهم، لا سيما بالمشي، وكنَّا أيضاً نساعد تقني الأطراف الذي يصنع الطرف الصناعي لهم من الألف إلى الياء من مرحلة القياسات الأوليَّة، والقالب إلى مرحلة التسليم والارتداء".

مساعدة
من جانبه أشار محمد في حديثه لـ"الصباح" إلى أنَّ "الطرف الصناعي يمرُّ بست مراحل أساسيَّة، ليكون جاهزاً للارتداء الأولي، ومرحلة سابعة نهائيَّة تكون بعد تدريب المستفيد بشكلٍ كاملٍ، وهي مرحلة التجميل والتغليف".
كانت تقى وزميلها محمد يساعدان الأشخاص على ترك العكازات والكرسي المتحرك، والوقوف على أرجلهم من جديد، ومن خلال عملهما في مركز نينوى لتأهيل المعاقين، إذ استطاعا التوصل لعددٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن فقدوا أطرافهم خلال الحرب أو يعانون من تشوهات أو ممن تعرضوا لبترٍ جراء مرض السكري، أو الحوادث أو أسبابٍ ولاديَّة، وكانت الصدمة بعدد هؤلاء، إذ بلغ 26 ألفاً، وهذا العدد في ازديادٍ بحسب إحصائيات مركز نينوى لتأهيل المعاقين.
وكان هؤلاء الأشخاص يعانون ويضطرون الذهاب إلى المحافظات المجاورة لتلقي الخدمة بشكلٍ أفضل، ويتحملون مشقة الطريق للحصول على الأطراف الصناعيَّة الذكيَّة أو المساند المتطورة.
وتابعت تقى حديثها "هنا كان يجب أنْ يستوقفنا هذا العدد، لنفكر كيف يمكننا تقديم المساعدة بشكلٍ أفضل، وبلمساتٍ تزيدُ من الراحة وتوفر حياة سهلة لهذه الفئة، فطرحتُ فكرتي لزميلي محمد، وهي إنشاء مركزٍ خاصٍ لتقديم المساعدة لهذا العدد الذي يستحق العناء، بالرغم من أنَّنا شبابٌ في مقتبل العمر، ولا نملك المال الكافي لإنشاء مشروع، لكنَّ إصراري على البدء كان أكبر من كل شيء، المهم نبدأ ولو كانت بقدرات بسيطة، ونؤمن برسالتنا".

تحديات
واجهتهما العديد من التحديات، وكان أكبرها أنهما لا يملكان المال الكافي لبدء المشروع، لكن رغم ذلك تم البدء برأس مالٍ بسيطٍ جداً، كونهما مؤمنين أنَّ المشروع سيكبر ويصل للناس، وأيضاً من التحديات الأخرى، هي صعوبة الحصول على المواد الأوليَّة، لأنها لا تتوفر داخل العراق، فضلاً عن أسعارها باهظة الثمن، وبالمحاولة والبحث والدراسة بعد عناء، تمكنا من استيراد أكفأ
المواد.
وبحسب تقى "تمرُّ الأطراف الصناعيَّة والمساند التقويميَّة بسبع مراحل، لتكون جاهزة للتجربة والاستخدام، أولها مرحلة القالب بأخذ القياسات مباشرة على الجزء المتبقي من البتر أو القدم المشوهة، ثم أخذ القالب بالجبسونة، ولفها على ساق المستفيد إلى أنْ تجفَّ، ثم يتمُّ نزعها منه لاعتمادها كقالبٍ للتصنيع، ثانياً مرحلة الصب فيقومان بصب القالب الذي تمَّ أخذه للمستفيد بخلطة من الجص والماء، ليتكون قالب وكأنَّ ساق المستفيد معهما، وثالثاً مرحلة النحت فيقومان بنحت القالب، لوضع ضغطٍ في نقاطٍ معينة، وتخفيف الضغط من مناطق البروزات العظميَّة، إلى أنْ يحصلا على قالبٍ جاهزٍ ومنحوتٍ بطريقة علميَّة بحسب معايير معينة، ورابعاً مرحلة التكوين أو السحب، وهنا يتمُّ سحب المادة على القالب وتركه إلى أنْ يأخذَ شكل القالب المنحوت، وذلك بعمليَّة شفط الهواء، وخامساً مرحلة القص والتكسير، وفيها يتمُّ قصُّ القالب بالحدود المطلوبة، وفصل الجزء الذي تمَّ تصنيعه عن القالب الداخلي، وذلك بتكسير قالب الجص، وسادساً مرحلة التجميع والارتداء، وهنا يتمُّ تجميع أجزاء الطرف الصناعي أو المسند، وضبط موازنتهم ليكون جاهزاً، وتدريب المستفيد على النزع واللبس والمشي به، وسابعاً مرحلة التجميل، وهي المرحلة الأخيرة التي يمرُّ بها الطرف أو المسند، وهي لمسات أخيرة تعطي شكلاً جمالياً ولطيفاً.

طموح
ويطمح هذا الثنائي المتميز إلى إيصال صوت مشروعهما وفكرته لجميع الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم أو يعانون من تشوهات، أو تحتاج إلى تقويم، وتقديم الخدمة لهم بأحسن صورة وبأنسب التكاليف، ومن مشاريعهما المقبلة، هي توسيع المشروع ليشمل جميع أنحاء العراق.