اختيار عدم الإنجاب من أجل الكوكب

استراحة 2024/01/04
...

 ترجمة: ثريا جواد

تقول مادلين هيويت مسؤولة الحملات والإعلام في شؤون السكان: إن خوف الكثيرين من إنجاب الأطفال بسبب انهيار المناخ، يعدُّ مأساة كبيرة إلا أنه لا يجب أن يكون هذا قرارًا مستمدًا من الخوف، بل خيار إيجابي واستباقي للمساعدة في حل أزمة المناخ، وإن السياسات العامة لا ينبغي أن تتمحور حول زيادة معدلات المواليد.
تفرض أعدادنا المتزايدة ضغوطاً متزايدة على البيئة، حيث أشارت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في العام الماضي فقط إلى النمو السكاني، باعتباره واحداً من أقوى الدافعين (إلى جانب نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي) لانبعاثات الكربون.
إن الفهم العام الأكبر لكيفية تأثير أزمة المناخ على الأجيال القادمة هو أمر جيد، حيث يحفزنا ويجهزنا جميعا لاتخاذ الإجراءات والمطالبة بالتغييرات التي نحن في أمس الحاجة إليها.
وفي ضوء هذا، لا بد من صياغة السياسات العامة على نحو يعمل على تعزيز تدابير الحماية البيئية والتكيف مع إدارة الشيخوخة السكانية، بدلاً من تعزيز معدلات المواليد وإن السعي الإنساني العالمي هو الرغبة في تحسين الأمور للجيل القادم، حتى لو كان ذلك يعني في هذه الحالة وجود جيل أصغر.
إن قرار عدم إنجاب الأطفال لأسباب بيئية كان يُنظر إليه على أنه “قرار غريب الأطوار” حتى وقت قريب ومع ذلك هذه ليست ظاهرة جديدة حيث اتخذت النساء منذ فترة طويلة قرارات بعدم إنجاب الأطفال لأسباب سياسية وبيئية، ولم يكن يُنظر إليهن دائمًا على أنهن غريبات الأطوار في السبعينيات قررت اثنتان من صديقاتي المقربات عدم إنجاب الأطفال.
واستندت هذه القرارات إلى الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والمخاوف بشأن الجغرافيا السياسية في تلك الحقبة، بدلا من تغير المناخ الآن، وأيضا على المخاوف من أن مسؤوليات العمل في السياسة والنشاط في ذلك العقد كانت غير متوافقة مع مسؤوليات الأبوة.
لقد فكر العديد من الناشطين النسويين في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي مليًا في قضايا الأبوة، ولم يكن الأصدقاء والعائلة يفتقرون إلى الفهم، لقد فهمت جدتي التي كانت مناصرة لحقوق المرأة الأمر  تمامًا.

عن الغارديان