نساء غير مكتملات في مرسم سيف سعيد

منصة 2024/01/15
...

 علي إبراهـيم الدليمي


افتتح على قاعة حوار للفنون، المعرض الشخصي الأول لسيف سعيد، تحت عنوان (نساء في المرسم)، الذي ضم عشرين لوحة، مختلفة القياسات، ولكنها توحدت في الأسلوب الفني، والاستلهام الموضوعي. 

أما الموضوعي، فقد تناول المرأة، كبورتريت في جميع اتجاهات وجلسات متنوعة، وأجساد نسائية كموديلات عارية، أو بملابس أزياء مختلفة، وفي حالات ومواضع جلوسهن، أو وقوفهن.. إلخ.. ومن الناحية الفنية، فقد حاول في تجربته هذه أن يؤسس له أسلوباً أكاديمياً متميزاً، يلفت النظر إليه، حيث جعل لوحاته وكأنها غير كاملة، لوحات في طور "التأسيس"، ثم اعتماده، واهتمامه الخاص على إكمال كتلة معينة، وفقا لرؤيته، وترك الكتل والمواقع الأخرى، وكأنها تنتظر العودة إليها لاحقاً ليكملها!

لقد تعودت أعيننا على أن نرى اللوحات الكلاسيكية، الواقعية والانطباعية، بأكمل وأتم الرسم الأكاديمي، في كل عناصره أو قواعده المعروفة.. ولكن سيف، بقصد، لا يريد أن يرجع لإتمامها، يريد المشاهد أو المتلقي هو من يكملها بخياله الخصب، 

حسب ذائقته الفنية حسه اللوني، فضلاً عن أنه أراد أن تكون 

أعماله بمثابة بصمة لأسلوبه الفني القادم.

الفنان قاسم سبتي، يتحدث عن تجربة سيف سعيد، قائلاً: هناك.. في عالمين يصعب المزج بينهما كأن يعيش، ظل ردحاً من الزمن يستمتع بعوالمه الواقعية.. وصار البحث عن أسلوب يميزه هاجساً لا فكاك منه، حقاً أ+نها لمعضلة طوقت قدراته الأكاديمية الفذة والتي لطالما أفتخر بها، وفجأة وفي غمار العودة من رحلته التي لطالما حلم بإنجازها، قرر أن يقيم معرضاً شخصياً يمثل خلاصة قدراته، هو الحل الأمثل، وكان المرسم هو المبتغى، وكانت موديلاته هن الأساس.

وعن هذه التجربة، يقول الفنان صباح حمد: قبل البدء بما سأذهب به من كلام ومخيلة تروي ما شاهدت من لوحات وتخطيطات لأعمال خلفها وعي حسي يبتدأ مشواره، يجب أن يصنف كلامي لحالتين: الأولى للعمل الفني من ناحية فلسفية جمالية بمواضيعه وسياقاته الشكلية والحسية، رأيت في هذه الأعمال شخص متمرد على الواقعية من جميع النواحي: الشكل، واللون، والمنظور، والإنشاء، والأبعاد، والكتلة، والخطوط.. حتى في الظل، والضوء، تكاد تكون مدرسة رمزية بنكهة حداثوية. أما الحالة الثانية: ماذا يريد الفنان من هذه الأعمال هل ليشبع ما يلج في فكره أم لحبه للفن دون أن يبالي للمتلقي بشيء.. ما أعجبني أن كل الأعمال كانت واضحة دون تسميتها، لنغادر هذه الظاهرة، الحس الفني، أو المشاعر كانت كبيرة، بجميع الأعمال.

الفنان سيف، مواليد بغداد عام 1984، وحاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة/ بابل، مارس التدريس في معهد الفنون الجميلة، وتدريسي في منظمة iom الدولية، متفرغ حالياً للعمل الفني، حاصل على قبول اللجنة الخاصة في أكاديمية فلورنسا، زميل دراسة في أكاديمية الفنون الجميلة "ريبين"، له جدارية أسطورة الفن في رواق إدارة، معهد الفنون الجميلة – بغداد، شارك في معارض جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين السنوية، ومعارض عشتار للشباب، وأغلب معارض أساتذة معهد الفنون الجميلة، عمل في الإخراج الفني للديكور في مسرحية "النبوءة" بإشراف الأستاذ سامي عبد الحميد، ومسرحية "الحواسم" للمخرج والكاتب عمر مصلح.