تعاني كثيرٌ من النساء في معظم مجتمعات العالم من حالات اكتئاب أطلق عليها الباحثون مصطلح الاضطرابات العاطفيَّة الموسميَّة أو (اكتئاب الشتاء). وتفيد الدراسات العراقيَّة والحالات التي تراجعنا بأنَّ هذا الاكتئاب يزدادُ عند النساء العراقيات في شهر كانون الأول من كل سنة.
فما السبب؟
الإجابة تقدمها دراسات سايكولوجيَّة تشير الى أنَّ أشعة الشمس ومقدار الضوء التي يتعرض لها الشخص ويشعر بها المخ عن طريق الجمجمة تؤثر في الساعة البايولوجيَّة وتحدث فيها تفاعلات كيمياويَّة تكون هي السبب في تغير الحالة المزاجيَّة للشخص.
والذي يحصل تحديداً في هذه التفاعلات أنَّ المساء الطويل في الشتاء وقلة الضوء تؤدي الى زيادة في إفراز هرمون «الميلاتونين»، إذ إنَّه هو المسؤول عن الشعور بالنعاس والخمول والضجر.
وستقول: هذا يعني أنّ الحالة تشمل الرجال أيضاً، فلماذا يشيع الاكتئاب بين النساء؟
ونجيب: تمام، والسبب يعود الى أنّ المرأة تكون أكثر حساسيَّة من الرجل، وتعرضها الى تغيرات هرمونيَّة لا سيما في أوقات الدورة الشهريَّة، فضلاً عن تعرضها الى ضغوطٍ نفسيَّة وعنفٍ أسري واجتماعي ووظيفي.
تقليل «الميلاتونين»
لعلاج اكتئاب كانون فإنَّه ينبغي أولاً التقليل من إفراز هرمون الخمول (الميلاتونين) وزيادة إفراز هرمون السعادة (السيروتونين) وذلك بتشغيل المصابيح ذات اللون الأبيض وتدفئة البيت، وتناول القهوة والمكسرات والشوكولاتة، ووضع العطور، إذ ستعمل هذه المواد المنبهة على الراحة النفسيَّة وتحسّن الحالة المزاجيَّة للوالدة أو الزوجة أو الأخت.
ويبقى للجانب النفسي دورٌ كبيرٌ؛ وذلك بتشجيع المرأة على الاهتمام بأناقتها وارتداء ملابس ملونة، واتباع نظامٍ غذائي صحي؛ لأنَّ نوع الغذاء يلعب دوراً كبيراً في تقلب المزاج، فهناك الكثير من الأغذية التي تسهمُ في تحسين الحالة المزاجيَّة للفرد كالخضراوات والفواكه والأسماك الغنيَّة بالفيتامينات والتقليل من استهلاك النشويات للحد من الشعور بالاكتئاب، ومشاهدة أفلامٍ ومسلسلات مريحة (مو كلها غم وهم).
تلك نصائح مجانيَّة تقدمها لكم (حذارِ من اليأس)، وهديتها منكم، تطبيقها بعد أنْ عرفتم كيف تعملون على تقليل هرمون الضجر والملل (ميلاتونين) وتزيدون هرمون السعادة (السيروتونين) في كانون وشباط
أيضاً.