بعيداً عن أسوار الاستبداد

العراق 2019/05/21
...

صباح محسن كاظم           
لا يمكن أن يتحقق السلم المجتمعي والأهلي والمحلي في العراق وبلاد العرب، إلا بثقافة التسامح والمحبة، واحترام إرادة الشعوب من العالم، لأننا جزء لا يتجزأ منهم وذلك لمحاذاتنا جيبولوتيكيا لمنطقة حساسة  بالعالم والتي تعد شريانا اقتصاديا وعبارة عن خزان النفط العالمي، وإشعال أي فتيل للأزمة سيحرق الجميع ولم تكن أي دولة بمنأى منه، لذلك السياسات الحكيمة بعدم التمحور التي أعلنها العراق بحكمة متناهية ليس نحن بمحور ضد آخر، لا ضد تركيا ولا إيران ولا السعودية.. فالعراق مر بمحنة الحصار ويعرف نتائجها الوخيمة  لذلك يمسك العصا من المنتصف خشية أن تغرق المنطقة بحروب لا طائل منها كما فعلت الدكتاتورية طوال حكمها الدموي، فعلى القوى الكبرى،  والشعوب الحرة بأوروبا، وكل حكومة ديمقراطية بالعالم أن تعزز السلم، وثقافة التسامح بالمنطقة الساخنة وتفتيت بؤر التوتر، واحترام إرادة وخيارات الشعوب.. فتأجيج الصراع  الدموي، والحربي، وسعير العنف  يلهب المنطقة، ومن المعلوم إن مضيق هرمز يمر منه نفط  إيران والمنطقة وأي عنف يؤثر سلبا على اقتصاديات العالم، والمنطقة.. أضحت وأمست شعوب المنطقة  تواقة للثقافة التسامح بعيدا عن العنف، و الدماء، وتدمير الثروات، وآبار النفط، وما تحقق بالمنطقة من ناحية عمرانية، و تطورات  لذلك شعوبنا تواقة للثقافة التسامح بعد أزمنة تصاعد دخان الحروب الملتهبة المتفجرة كل عقد بسبب مطامع الإمبريالية، والصهيونية، وتوريد ماكنة الحرب التكنلوجية المدمرة.. إن ادعاء الغرب بأن الإسلام هو مصدر الإرهاب فكرة يروج لها إعلاميا لتدمير المنطقة، وحلبها كما يريده ترامب في كتاب الهوية والعنف  تأليف  أمارتيا صن ترجمة سحر توفيق ص٨٩ (... لو كانت هوية المسلم الوحيدة هي كونه مسلما، فإن كل الأحكام السياسية والأخلاقي للشخص، بالطبع، لابد أن تكون متصلة على وجه التخصيص بتقييمات دينية. هذا الوهم الإفرادي هو الذي يمكن وراء محاولة الغرب- وخاصة المحاولة الانجلو أميركية- لتجنيد الإسلام في ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب. إن الرفض وعدم الرغبة في التمييز بين تعدد انتماءات المسلم وارتباطاته والتي يمكن أن تتنوع من شخص إلى آخر وهويته الإسلامية على وجه الخصوص، هو ما أغرى قادة الغرب بخوض معارك سياسية ضد الإرهاب…..).. ثمة وعي لدى الشعوب كما يحصل بالسودان والجزائر لتحقيق التحولات السياسية، وسيادة ثقافة التسامح التي تبحث عنها الشعوب خارج أسوار التفرد، و الاستبداد السياسي  فأخطاء قاتلة فعلها عمر البشير بزج الشعب السوداني بحرب ظالمة مدفوعة الثمن من الوهابية ضد اليمن ومأساة شعبه اليومية بسبب العنف والإرهاب والحرب، كذلك الفساد المالي الذي أطاح بعرشه، وعي الشعوب بثقافة التسامح مع الآخرين، وعدم نشر العنف كفيل بتطويق كل الأزمات ولاسيما الأزمة الحالية بالخليج بين الهيمنة الأمريكية، وإرادة السلام التي ترغب بها شعوبنا المكتوية بنيران العنف  لأكثر من عقد  تغلي بجحيم الحروب ..التصعيد بحرق السفن ينذر بكوارث الحروب المفتعلة، العراق يطالب الجميع بثقافة التسامح الكفيلة بحل جميع الأزمات، وعدم تمرير الصفقات كصفقة القرن أما تمييع دولة فلسطين بالمنطقة وسيناء أو إغراق المنطقة بحروب  تحرق الأخضر واليابس. شعبنا العراقي، وحكومته مع السلم العالمي الشامل لتحقيق  التنمية والإعمار وتطبيق حقوق الإنسان..