بكين / وكالات
حملت الدكتورة في مجال الطب الصيني التقليدي تشاو جينغ على عاتقها مهمة الترويج للطب الصيني في العالم، وتكرس نفسها حالياً لتعليم الأطباء الأجانب ومن بينهم أطباء عرب كيفية العلاج بالإبرة الصينية.
وقالت: "الطب العربي القديم والطب الصيني التقليدي يتمتعان بتاريخ طويل كما أنهما مترابطان"، وضربت مثالاً بالحجامة التي يشيع استخدامها في الطب الصيني كما أنها تعدُّ في الدول العربية جوهراً للطب العربي الإسلامي.
ورأت جينغ أنه "رغم اختلاف أسلوب استخدام الحجامة في الطبين، إذ يتميز الطب الصيني بوضع الحجامة "أكواب مليئة بالهواء الساخن" على نقاط معينة من الجسم وحسب نوع المرض وتفريغها من الهواء بهدف تحفيز الطاقة في هذه المنطقة، فيما يقوم الطب العربي بعمل جروح لسحب الدم المتكدس داخل الجسم، إلا أنهما يقومان على مبدأ أساسي يتمثل في إصلاح الخلايا الجذعية وتنقية الدم وتنشيط الدورة الدموية".
وشاطرها الدكتور العراقي حازم الشاوي، الخبير في الطب الصيني أنه يختلف عن الطب العربي في الأسلوب وطريقة المعالجة، لكنه عبر بشكل خاص عن عشقه للطب الصيني، قائلا إنه "طب متقدم ومتفرع وله خصائصه وخبراؤه وعلماؤه ويعطي إبداعات ويحقق نتائج كبيرة". وذكر أنه خلال عمله في عيادته بالعراق لمدة سنتين عالج أكثر من 12 ألف مريض، وهناك العديد من الحالات التي تماثلت للشفاء وكانوا يعتقدون أنهم لا يمكن أن يشفوا من المرض أبداً لكنَّ الطب الصيني قدم لهم خدمة كبيرة.
وتابع بقوله: إنَّ الطب الصيني لا توجد فيه أي جراحة ولا توجد فيه مضاعفات أخرى على عكس الطب الغربي، مضيفا إنَّ المثل يقول "إن الأعشاب إذا لم تنفعك لا تضرك".
وقالت تشاو جينغ إنها اكتشفت أنَّ التواصل بين الطب الصيني التقليدي والطب العربي القديم، وفقاً للمواد التاريخيَّة التي قرأتها، لم يأت على سبيل الصدفة، مضيفة أن التواصل بين الطبين يعود إلى عهد أسرة هان الصينية، إذ كانت تُكتب للمرضى وصفات علاجية طبية عربية وفارسية حتى أنَّ البلاط الملكي آنذاك أنشأ 6 مؤسسات متخصصة في الترويج للطب العربي.
ولفتت إلى أنَّ الكثير من الأعشاب الثمينة المستوردة من الشرق الأوسط دخلت الصين عبر طريق الحرير القديم، قائلة إنَّ العديد من مفاهيم الطب الغربي تم تطويرها على أساس الطب العربي التقليدي، فالعراق الذي كان ذات يوم عاصمة عالمية للحضارة أنجب في القرن العاشر الميلادي عدداً لا يحصى من العلماء في مجالات الفلك والفنون والعمارة والرياضيات وغيرها.
ولا شك أن الطب العربي الصيني التقليدي لهما في مسار الحضارة الطبية العالمية أصالة وتألق وإشعاع وجرت بينهما تبادلات عبر طريق الحرير القديم وستظل مستمرة على طريق الحرير الجديد، فالحضارة والطب جزء منها هي إنتاج مشترك بين الأمم يعود بالنفع على الجميع.
يذكر أن الطب الصيني يعد من بين أقدم الانظمة العلاجية على وجه الأرض، "فعمره أكثر من 5 آلاف سنة منها 3500 سنة قبل الميلاد.