كرة القدم صانعة الفرح والحزن

منصة 2024/02/01
...

 بغداد: نوارة محمد

حين رفع يونس محمود كأس أمم آسيا عام 2007 تدفق هرمون الدوبامين في أجساد ملايين العراقيين وعدوه انتصار الحياة ضد الموت لما كانت تشهده البلاد، آنذاك، من أحداثٍ دامية.
اليوم يحقق جيلٌ جديدٌ أداءً لا يُضاهى، وهو رغم الخروج من بطولة كأس آسيا قادرٌ على صناعة مستقبلٍ جديدٍ بحسب مختصين، وكثيرون يّعدون الأهم من نيل الألقاب هو قدرة الرياضة على تحقيق ما عجزت عنه السياسة. يقول عماد محمد "واحدة من أجمل المشاهد التي ستظلُّ عالقة في أذهاننا العناق العفوي بين لاعبي المنتخب بعد نهاية كل مباراة والهتافات التي تصدح من حناجر المشجعين الرافضة لأي تفرقة بين العراقيين".
يعتقد محمد أنَّ "الرياضة وكرة القدم تحديداً جسدت رسالة سامية بحكم شعبيتها الطاغية.. فهي ليست مجرد فوزٍ أو خسارة فحسب، بل يعدُّها العالمُ وسيلة حوارٍ ثقافي وتقاربٍ بين الشعوب التي ترفض إقحام السياسة في منافسات مثل هذه".
ورغم عدم التأهل عدَّ الإعلامي الرياضي أحمد جليل التميمي أنَّ "شعبيَّة الجماهير العراقيَّة في هذا المونديال الآسيوي الرائع إضافة مهمة" وعّدها نجاحاً آخر للبطولة. ويؤكد: "تحقق ذلك من خلال الحضور الجماهيري العراقي الكبير الذي بلغ عدده نحو 39 ألفاً في مباراة العراق واليابان بالجولة الثانية على أرض ملعب المدينة التعليميَّة في قطر و40 الفاً في مباراته مع الأردن، هذه أرقامٌ قياسيَّة بالنسبة لفريقٍ يلعب على أرضٍ غير أرض بلده". ويتابع التميمي من خلال تواجده في أرض الحدث "الجمهور العراقي عدا هذا وذاك خلال تواجده أيام المونديال مارس كل طقوس الفرح والغناء والأهازيج الشعبيَّة في الدوحة وهذا الجنون ليس غريباً على محُبي كرة القدم العراقيَّة، رغم قلة الإمكانات إذا ما قورنت مع دولٍ عربيَّة أخرى."
ورغم السيناريو الدرامي التعس الذي واجهه العراق في مباراته مع الأردن تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي ردود أفعالٍ غير مُتباينة، عّبروا من خلالها عن تضامنهم مع فريق المنتخب العراقي، إذ عّبر الممثل أحمد وحيد عن تماسكه قائلاً: "لا تحزنوا.. خسرنا البطولة وسنقضي يوماً حزيناً، لكننا كسبنا جيلاً كروياً جديداً، سنعيشُ معهم أياماً سعيدة في المستقبل".
وقال المقدم والإعلامي طه أبو رغيف وهو المدير التنفيذي لقناة الرابعة الرياضيَّة لـ "الصباح": "ما حّدث لم يكن متوقعاً، فخروج المنتخب العراقي جاء مبدعاً وبأداءٍ كبيرٍ، وهذه التصفيات تشير الى استعادة العراق عافيته. لقد اثبت الاتحاد العراقي لكرة القدم بجدارة أننا نستعدُّ لتغيير مجريات كرة القدم العراقيَّة في السنوات المقبلة".
ويتابع أنَّ "هناك عملاً كبيراً للمدرب خيسوس كاساس الذي اعتمد على لاعبين جددٍ جّسدوا بدورهم وحدة عراقيَّة خالصة". ويبين "لدينا جيلٌ جديدٌ شابٌّ يُعتمد عليه وبالإمكان تطويره أكثر، نحن بحاجة لتخطيطٍ وتطورٍ تدريجي، ومنتخبنا كما أعتقد على الطريق الصحيح، نعم، لدينا كادرٌ فنيٌّ متميزٌ ومناسبٌ جدًا لهذا الجيل، لكنه بحاجة للدعم والحريَّة في اتخاذ القرارات، كرتنا العراقيَّة بتطورٍ مستمرٍ منذ تسلم كاساس مهمة تدريب منتخبنا الوطني، نحتاج لعملٍ حقيقي الآن لتدعيم صفوف المنتخب وسد نواقصه في بعض المراكز استعدادًا للحلم الأكبر، لتصفيات كأس العالم المقبلة في أميركا 2026."
ويرى الناشط المدني كاظم عطوان أنَّ "وحدتنا العراقيَّة القويَّة هي الفوز الكبير، ورغم خروج العراق بفضيحة تحكيميَّة واضحة، إلا أنَّ أسود الرافدين لعبوا ببسالة وشجاعة وأبدعوا ونحن على ثقة من أنَّ منتخبنا على موعدٍ مع انتصارات قادمة".