في رمضان تتهيأ الاذاعة والتلفزيون قبل مدة لتحضير برامج وتمثيليات ومسلسلات إذاعية وتلفزيونية لمواكبة المناسبة الجليلة والضيف العزيز الشهر الكريم، وحيث ان الوسيلة الوحيدة والمهمة للتواصل وتسلية الناس في شهر رمضان الاذاعة والتلفزيون فيحرصان على انتقاء مايسر ويسعد الناس على الرغم من ان التلفزيون كان بالابيض والاسود، والذي يسر الصائم بعد طول يوم شاق من الصيام هي البرامج المسلية.. ذات الفكرة الطريفة، او التمثيليات الكوميدية؛ لذلك هاجس ادارة التنسيق في التلفزيون هو اختيار الممتع والمشوق والمسلي من المواد.
وكانت جماهيرية الممثل الكوميدي المصري اسماعيل ياسين، تلك الحقبة لا تجارى عبر مجموعة كبيرة من الافلام الكوميدية التي قام ببطولتها مثل “اسماعيل ياسين في الجيش” و”اسماعيل بوليس حربي” و”اسماعيل في خطر”.
وهكذا فكرت ادارة التلفزيون به كاحدى وسائل الترويح للصيام، وحقا كان الجمهور في المقاهي والمناطق الشعبية مغرماً باسماعيل ياسين، وتزدحم المقاهي بالجمهور حين يعرض التلفزيون احد افلامه وخاصة في ايام رمضان.
ولكن التلفزيون تلك المرة اراد ان يوسع دائرة التنافس مع اسماعيل ياسين اي في احد رمضانات العقد الستيني؛ فجلب المسلسل السوري الشهير “صح النوم” الذي أخرجه خلدون المالح وشارك فيه اشهر الممثلين السوريين والتي اتصفت بتسميات خاصة التصقت بهم مثل نهاد قلعي “حسني البرزان” وناجي جبر “ابوعنتر” ونجاح حفيظ “فطوم حيص بيص” وياسين بقوش و”ابوكلبجة” والكبير دريد لحام “غوار الطوشي”.
الى جانب المسلسل العراقي الشهير”تحت موسى الحلاق” من بطولة سليم البصري “حجي راضي” وحمودي الحارثي “عبوسي” ونخبة من الكوميديين العراقيين مثل سمير القاضي وخليل النعيمي وسليم عبد القادر وراسم الجميلي وقاسم صبحي وحسين علي حسين.. هذا المسلسل حظي بجماهيرية كبيرة وسحب البساط عند الجمهور من شعبية اسماعيل ياسين، وعلى مسلسل غوار الطوشي الذي كان هو الاخر حقق تواصلا مع الجمهور لاحتوائه على المفارقات والمصادفات والمواقف الطريفة التي مازال الجمهور يتذكرها وتعيش معه.
لقد نجح التلفزيون في ذلك العام الستيني باعطاء الفرصة للمسلسل العراقي والتنافس مع الاعمال الكوميدية العربية وحقق تفوقا بالقبول الجماهيري لمشاهدته قياسا للمسلسلات والاعمال الاخرى الامر الذي شجع الفنان البصري على كتابة اجزاء اخرى ناجحة ورسخت شخصيتي «حجي راضي» و»عبوسي» في ذهن وذاكرة المشاهد العراقي حتى وقتنا الحاضر.