بغداد: سرور العلي 

الدكتور هاشم ناجي عزوز المحمود، من مواليد محافظة النجف الأشرف 1978، نشأ وتربى في أسرة متواضعة وبسيطة متفانية لتحقيق طموحاتها، وكان هذا سبباً كافياً وحافزاً له ليكون من الطلبة المتميزين في مسيرته الدراسيَّة بمراحلها كافة، نال جائزة الإنجاز العلمي المتميز من وكالة ناسا الفضائيَّة؛ لمساهمته بالكثير من النشاطات العلميَّة والبحوث التي عمل عليها لسنوات.

بداية

تحدث المحمود عن بداياته في مجال الميكانيك بالقول: "رغم تميزي في جميع الموضوعات الدراسيَّة، كان لي شغفٌ كبيرٌ في العلوم التطبيقيَّة الهندسيَّة التي تستند بشكلٍ كبيرٍ على علوم الفيزياء والرياضيات، نظراً لذلك وفي العام 1996 التحقت بكليَّة الهندسة في جامعة الكوفة قسم الهندسة الميكانيكيَّة، وتميزت في دراسة هذا التخصص، وحصلت على شهادة البكالوريوس، وكان هذا حافزاً قوياً لإكمال مسيرتي التعليميَّة في الدراسات العليا، لكني لم أستطع إكمال دراسة الماجستير بسبب الظروف الماديَّة أثناء الحصار، وفي العام 2009 تجدد الأمل وحصلت على قبول في جامعة البصرة، لإكمال الماجستير، وبتوفيق من الله عز وجل ودعاء الوالدين، أكملت هذه المرحلة وبتفوق، وفي العام 2012 عدت للتدريس في قسم الهندسة الميكانيكيَّة في جامعة الكوفة، وفي العام 2014، تمَّ ترشيحي من قبل جامعة الكوفة للابتعاث ضمن برنامج البعثات لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لدراسة الدكتوراه في الولايات المتحدة الأميركيَّة، ونلت شهادة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكيَّة من جامعة ميشيغان التكنولوجيَّة في 

العام 2020".

بحوث علميَّة

لفت المحمود إلى أنَّ معظم بحوثه العلميَّة تتركز حول دراسة وتطوير مواد هندسيَّة متراكبة، تصنع من مواد بوليمريَّة خاصة ومدعمة بألياف الكاربون، فضلاً عن مواد كاربونيَّة نانويَّة مثل (الجرافين)، ينتج عنها مواد متراكبة هجينة خفيفة الوزن، فائقة القوة والمتانة بمواصفات ميكانيكيَّة عالية الجودة، وغيرها من الخواص الهندسيَّة، مثل العزل الحراري، ومقاومة الصدأ والتآكل، وتستخدم مثل هذه المواد في تطبيقات هندسيَّة كثيرة، منها صناعة هياكل المركبات المختلفة، كالسيارات والقوارب والسفن وريش المراوح، والتوربينات وطواحين توليد الكهرباء، ويركز بعمله بجانب البحث العلمي المتخصص، بهندسة وتطوير المواد المتراكبة التي تدخل في مجال هندسة الطيران والفضاء، وله عدد من البحوث في هذا المجال والمنشورة في مجلات علميَّة عالميَّة موثوقة ومفهرسة، ضمن مستوعبات سكوبس (Scopus)، وكلاريفيت (Clarivate).

وفي ما يتعلق بعمله بمجال إعداد نمذجة للمواد المركبة أشار إلى أنه "أثناء دراسته في جامعة ميشيغان التكنولوجيَّة، اطلع على كثيرٍ من الموضوعات العلميَّة وأساليب البحث العلمي في مجال الهندسة الميكانيكيَّة، والتي تعدُّ من أهم التخصصات في الولايات المتحدة، كونها من الدول الصناعيَّة، ووقع اختياره على موضوع النمذجة الحاسوبيَّة للمواد المتراكبة، والتي تعدُّ من الأساليب الحديثة في هذا المجال، وتوفر أداة بحث علمي واسع الأفق".  إنجز المحمود مشروعاً لصالح وكالة ناسا أوضح تفاصيله بالقول: "جرت العادة في الجامعات الأميركيَّة الرصينة، أنْ يتمَّ طرح مشاريع علميَّة بحثيَّة، لمعالجة مشكلات واقعيَّة في مختلف المجالات، وتطرح مثل هكذا مشاريع من قبل جهات ومؤسسات مختلفة، مثل المؤسسة الوطنيَّة للعلوم، والمعهد الأميركي للملاحة الجويَّة والفضائيَّة، فضلاً عن الكثير من الشركات العامة والخاصة، وفي تلك الفترة، قرر البروفيسور اوديجارد أنْ يقدمَ عرضاً للعمل على مشروع بحثي هندسي، كان قد تمَّ طرحه من قبل وكالة ناسا الأميركيَّة، وهذا المشروع يتضمن تطوير مواد هندسيَّة تستخدم في بناء هياكل المركبات الفضائيَّة، ومضاعفة خواصها الميكانيكيَّة إلى ثلاثة أضعاف، وبدأ العمل على هذا المشروع عام 2017، وكان يضم إحدى عشرة جامعة أميركيَّة مقسمة إلى فرقٍ بحثيَّة رئيسة وفرعيَّة، من طلبة وأساتذة باحثين، كل حسب تخصصه والمهمة التي كلف بها، وبالنسبة لي كنت اعمل ضمن فريقي البحثي بقيادة اوديجارد 

نفسه".

مضيفاً "الهدف من المشروع هو تطوير مواد خفيفة ومتينة، لتخفيف وزن المركبات الفضائيَّة، بالنتيجة تقليل استهلاك الوقود أثناء سفرها، وكان دوري ضمن مجموعتي البحثيَّة يتركز على إجراء نمذجة حاسوبيَّة، لتصميم وتطوير عدة مواد خاصة بهذا التطبيق بمقياس ذري (نانوي)". 

مشاركات وجوائز

محلياً ما زالت نشاطاته محدودة، فحقل العمل خاصته معقد، ولا تتوافر المختبرات أو التقنيات اللازمة لدعم هذه الأبحاث والدراسات، لكنْ عالمياً لديه عدة نشاطات في الولايات المتحدة الأميركيَّة وأهمها الحضور والمشاركة في مؤتمر الأرض والفضاء، في كليفلاند - اوهايو 2018. ولدى سؤاله عن حصوله على جائزة الإنجاز العلمي المتميز من قبل وكالة ناسا الفضائيَّة أكد: "تعدُّ جائز الإنجاز العلمي المتميز التي حصلت عليها من وكالة ناسا الفضائيَّة، من أهم الجوائز التي نلتها".