تقدمٌ علميٌّ في فهم {كوفيد طويل الأمد}

علوم وتكنلوجيا 2024/02/12
...

 باريس: أ ف ب


في وقتٍ يعاني عشرات الملايين في العالم من كوفيد طويل الأمد، يواصل الباحثون إحراز تقدّم في فهم مضاعفات ما بعد الإصابة، بعد مرور أربع سنوات على بدء الجائحة، على أمل توفير عناية أفضل للمرضى.

كوفيد طويل الأمد هو الاسم الذي يُطلق على أعراض كثيرة تظهر عادةً في غضون الأشهر الثلاثة التي تلي الإصابة بفيروس

(سارس – كوف – 2) وتستمر لشهرين أقله بعد الإصابة. ومن أكثر الأعراض شيوعاً التعب وضيق التنفس وآلام العضلات والتشويش في الذهن.

يواصل عددٌ كبيرٌ من الفرق الطبيَّة العمل على آليات هذه الظاهرة وتشخيصها وعلاجها. 

وقد حققت دراسات حديثة عدة تقدّماً في هذا الخصوص. وأظهرت دراسة نُشرت نتائجها في كانون الثاني في مجلة "ساينس" اختلافات كبيرة في بروتينات الدم لدى أكثر من 110 مرضى بكوفيد، بينهم 40 ظهرت عليهم أعراض بعد ستة أشهر من الإصابة الأوليَّة.

يقول الباحث السويسري والمعدّ الرئيس للدراسة أونور بويمان، إنها "قطعة أساسيَّة من البازل" لتفسير سبب بقاء كوفيد لفترة طويلة في أجسام البعض. 

وأشار الباحثون إلى أنّ النظام المتمم، وهو قسم من جهاز المناعة عادة ما يحارب العدوى من خلال قتل الخلايا المصابة، يبقى نشطاً على ما يبدو، ويستمر في مهاجمة أهداف سليمة ليتسبب تالياً في تلف الأنسجة.

ولاحظ فريق الباحثين أن المرضى عندما يتعافون من كوفيد طويل الأمد، يتحسن النظام المتمم لديهم، بحسب أونور بويمان. 

وأضاف الباحث "هذا يدل على أن كوفيد طويل الأمد يُعدّ مرضاً ويمكن قياسه"، ما يعزز الآمال في تحديد علامات مرتبطة به.

وقالت لوسيا وتعاني من كوفيد طويل الأمد إنّ "أبحاثاً مماثلة لهذه الدراسة تعزز فهمنا للمرض". 

وكشفت دراسة حديثة أخرى أجريت على مرضى مصابين بكوفيد طويل الأمد عن وجود تشوهات في الأنسجة العضليَّة وخلل في الميتوكوندريا، مصادر طاقة الخليَّة، ما يفسّر التعب الكبير الذي يشعر به البعض.

وقالت لوسيا إن صعود درج شقتها بات مهمة مضنيَّة لها، مشيرة إلى أنها لم تتخيّل قط مدى تأثير كوفيد "على مختلف جوانب حياتها، حتى الاجتماعيَّة والماليَّة" منها، وكيف أنّ "الشك أو الرفض من المجتمع الطبي أو الدوائر الاجتماعيَّة" تضاف أحياناً إلى المشكلات الصحيَّة. وتتطرق دراسة نُشرت هذا الأسبوع إلى أهميَّة دعم المرضى.

وتشير إلى أنّ التثقيف الجماعي يحسّن نوعيَّة حياة المرضى الذين يعانون من مضاعفات ما بعد الإصابة بكوفيد. وأكّدت دراسات حديثة كثيرة أنّ اللقاحات المضادة تحمي من خطر الإصابة بكوفيد طويل الأمد لدى الأطفال والبالغين. 

لكنّ القضاء على كوفيد طويل الأمد لا يزال حتى اليوم "صعباً" لأنّه "متعدد الأنظمة".