ما ان اعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي انها ستقدم استقالتها اعتبارا من السابع من شهر حزيران المقبل حتى توالت ردود الافعال بين دعوات لاجراء انتخابات مبكرة وأخرى تدعو لاختيار رئيس للوزراء، وفي الوقت نفسه أكدت المفوضية الأوروبية أن قرار رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي بالاستقالة لن يغير محادثات «بريكست».
وقالت المتحدثة باسم المفوضية، مينا أندريفا، امس الجمعة: « رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تابع تصريحات ماي وأعرب عن تقديره لعملها». وأضافت: «يونكر سيعمل مع أي رئيس وزراء جديد».
وأوضحت المتحدثة أن «موقفنا من اتفاق البريكست لا يزال كما هو، وسيبقى العمل على البريكست كما هو في 31 تشرين الأول المقبل وسنبقى مستعدين لأي سيناريو على مفاوضات الخروج».
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قد أعلنت، امس الجمعة، استقالتها من منصبها كزعيمة لحزب المحافظين في بريطانيا.
وقالت ماي بهذا الصدد: «أعلن اليوم استقالتي من حزب المحافظين إلى حين إيجاد بديل».
وأضافت قائلة: «من المؤسف أنني لم أستطع إكمال مرحلة البريكست وإتمام نتائج الاستطلاع. ومن يحل محلي عليه أن يبحث عن حل في البرلمان، وذلك يتحقق باتفاق جميع أطراف النقاش على الحل».
وتابعت: «الأسبوع المقبل يبدأ السباق لاختيار رئيس لحزب المحافظين الجديد، وأنا سأستقيل من منصبي في السابع من حزيران المقبل، وأبلغت الملكة إليزابيث بهذا القرار وسأواصل مهامي كرئيسة للوزراء إلى حين اختيار زعامة جديدة.
وستكون بذلك ماي محتفظة بمنصبها عندما يزور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المملكة المتحدة من 3 إلى 5 تموز المقبل.
وتفسح استقالة رئيسة الوزراء البريطانية الطريق أمام تولي زعيم جديد لحزب المحافظين، يمكن أن يتمكن من كسر الجمود الذي يحيط عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المتعثرة حاليا.
وتولت تيريزا ماي رئاسة الحكومة في 2016 بعيد تصويت البريطانيين بنسبة 52 بالمئة مع بريكست في استفتاء جرى في 23 تموز الماضي.
انتخابات مبكرة
في المقابل دعا رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن، إلى إجراء انتخابات مبكرة، مؤكدا أن تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية، تقبلت أخيرا ما كانت تعلمه البلاد منذ أشهر.
وقال كوربن: «لا يمكن لماي أن تحكم البلاد، لا هي ولا حزبها المتفكك والمنقسم» حسب تعبيره.
وأضاف كوربن، أن ماي كانت محقة في الاستقالة من رئاسة الوزراء، داعيا من يحل مكانها، كزعيم لحزب المحافظين، أن يدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة.
ورأى كوربن أن «حزب المحافظين فشل تماما في مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولا يمكنه تحسين حياة الناس أو التعامل مع احتياجاتهم الأكثر إلحاحا»، وأضاف أن «البرلمان وصل إلى طريق مسدود، ولم يقدم المحافظون أي حلول للتحديات الرئيسة الأخرى التي تواجه
بلدنا».
وختم كوربن بالقول: إن «على الزعيم الجديد للمحافظين، أن يدع الناس يقررون مستقبل بلدنا، من خلال انتخابات عامة فورية».
فرصة أخيرة
في الوقت نفسه قدمت رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تريزا ماي، عرضا جديدا للخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، مشيرة إلى أنها تمثل فرصة أخيرة للخروج من المأزق الحالي، الذي أدى إلى إرجاء موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ذكرت ذلك صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن ماي وصفت مشروع القانون، الذي سيطرح أمام النواب الشهر المقبل بأنه «اتفاق بريكست جديد»، مشيرة إلى أن الموافقة على الاتفاق الجديد وفي حال موافقتهم عليه، سيكون بإمكان النواب البريطانيين من التصويت على إجراء استفتاء ثان بشأن للخروج من الاتحاد الأوروبي».
وقالت تيريزا ماي: إن حكومتها ستسمح أيضا للبرلمان بأن يقرر ما إذا كان يريد البقاء مؤقتا ضمن الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي.
موقف دولي
في الوت نفسه توالت ردود الافعال الدولية بشأن استقالة تيرزا ماي اذ قال مسؤول في الإليزيه: إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستعد للعمل مع رئيس وزراء بريطانيا الجديد بشأن جميع القضايا الأوروبية والثنائية بعد استقالة تيريزا ماي، لكنه يريد الوضوح بشأن مقاربة بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي. وذكر المسؤول، بحسب، وكالة «رويترز»: «علاقاتنا مع المملكة المتحدة حاسمة في جميع المجالات. من السابق لأوانه التكهن بشأن عواقب قرار ماي»، مضيفا أنه من الضروري ألا يتأثر الأداء السلس للاتحاد الأوروبي.
وأضاف المسؤول: «نحتاج إلى توضيح سريع» من بريطانيا بشأن ما تريده مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
من جانبه اعتبر الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف ، أن رئاسة تيريزا ماي لحكومة بلادها، جاءت في فترة علاقات صعبة بين روسيا وبريطانيا.
وأكد بيسكوف، أن موسكو تتابع باهتمام كبير الأحداث المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن روسيا مهتمة باتحاد أوروبي قوي ومستقر.
تيريزا ماي
هي سياسية بريطانية مواليد 1تشرين اول 1956 تشغل منصب رئيسة الوزراء منذ حزيران 2016 خلفاً لديفيد كاميرون، وهي ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ بريطانيا بعد مارغريت تاتشر، وثالث سياسي بريطاني يتولى المنصب دون انتخابات رسمية، فقد أصبحت المرشحة الوحيدة إثر انسحاب منافستها وزيرة أندريا ليدسوم من السباق على زعامة حزب المحافظين. ولدت في إيستبورن، وتولت سابقاً منصب وزيرة الداخلية في الفترة ما بين 12 آيار 2010 إلى 13 تموز
2016 .
في 12 كانون اول 2018، قدم 48 نائباً محافظاً رسائل عدم الثقة لرئيس لجنة 1922 السير غراهام برادي، مما استدعى إجراء تصويت بعدم الثقة في قيادتها للحزب. قبل التصويت، قالت ماي في وقت لاحق من ذلك اليوم أنها لن تقود حزبها في الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها في عام 2022، فازت في الاقتراح، حيث صوّت 200 من أعضاء البرلمان المحافظين لدعم قيادتها، في حين صوّت 117 ضدها في 24 آيار 2019 الموافق امس الجمعة اعلنت أنها ستستقيل من منصب رئاسة الوزراء في 7 حزيران من العام 2019.