لندن: وكالات
مع تفاقم أزمة كلفة المعيشة سيلجأ أناسٌ عديدون إلى بيع أشيائهم القديمة بغية الحصول بسرعة على بعض النقد العيني. ووفق بحوثٍ صدرت أخيراً، فقد يضم كل منزل في بريطانيا نحو 31 جهازاً كهربائياً متروكاً لغبار عدم الاستخدام.
إذا عزمت على بيع أجهزتك الإلكترونية القديمة، احرص على التأكد من أنها لن تتركك فريسة للمحتالين.
في ذلك الصدد، يوضح توني سيلز، محتال سابق بات الآن يوظف معلوماته وخبرته في المساعدة على منع الجريمة الإلكترونية، أن إعادة بيع الإلكترونيات تنطوي على إيجابيات عدة، إلا أنه يسهل أيضاً نسيان أن كميات كبيرة من معلوماتنا الشخصية تنام في ثنايا تلك الأجهزة.
وكذلك يشرح سيلز، المؤسس المشارك لمؤسسة «وي فايت فروود» We Fight Fraud، أن “معظمنا لا يستخدم الـ”بن” أي رقم التعريف الشخصي ولا كلمات المرور، أثناء التقاطنا صورنا الشخصيَّة، بمعنى أننا لا نستخدم كلمات مرورنا ولا بيانات إجازة استخدام الأجهزة الإلكترونية. كلما زادت ضغوط متطلبات الحياة علينا، يجب علينا أن نفعل ذلك، إذا لم تدمر تلك المعلومات في أجهزتك الإلكترونية، فإنَّ شخصاً ما، مثل ما كنته أنا في السابق، قد يظهر ويستخدم تلك المعلومات الحساسة”.
ويتابع سيلز “تجري عمليات التأكد من الموثوقية على كل كمية أساسية من المعلومات، مع ملاحظة أنها تشمل اسمك وتاريخ ميلادك وعنوانك. من ثم فإنها تمثل ثلاث قطع أساسية من المعلومات، وتذكر أنها كلها توجد على صورة من إجازة استخدام الجهاز الإلكتروني. وينطبق الوصف نفسه على وثيقة أرسلت لك عبر الإنترنت في وقت سابق، وتحوي تلك الثلاثية نفسها من
المعلومات”.
ويرى سيلز أنه إذا سبق لك أن وضعت تلك المعلومات عبر الإنترنت، على الأجهزة التي ستحاول بيعها أو إعادة تدويرها، “فيجب عليك التأكد من أنك قد دمرت تلك المعلومات، قبل كل شيء”.
ويضيف سيلز “كل واحد منا يملك تطبيقات، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتعامل مع البنوك وما شابه ذلك من أمور. من ثم يجب علينا التأكد من أننا قد تخلصنا من تلك المعلومات كلها”.
ضمن ذلك السياق، يجدر التذكير بأنه حينما نتخلص من المعلومات الشخصية المتضمنة في الأجهزة الإلكترونية، من المهم التثبت من أنها قد محيت إلى الأبد. ويعني ذلك ضمان أنها لن تستعاد ثانية من قبل مجرمين لديهم دراية ملائمة بذلك الأمر، مع إمكانية أنهم قد يستخدموها في ارتكاب ما يندرج ضمن الفساد. لذا، يحذر سيلز من أن عمليات مسح المعلومات من الأدوات الإلكترونية قد تكون متنوعة، مما يعني أنه لا يكفي اللجوء إلى طريقة إعادة الجهاز إلى الوضعية التي وضع عليها حينما اكتمل تركيبه في المصنع.
[في معظم الأجهزة، هنالك خيار استعادة وضعية المصنع. ويلجأ إليها كثر كوسيلة للتخلص من كل المعلومات التي وصلت إلى الجهاز الإلكتروني أثناء استخدامهم له. تملك تلك الطريقة فاعلية ما، لكنها لا تضمن المسح النهائي للمعلومات كافة].
استكمالاً، يقترح سيلز أن يتأنى الناس أثناء تحريهم عن المعلومات المتلبثة على أجهزتهم [حينما يسعون إلى بيعها]، وينصح بالحصول على نصيحة من المصنع. في ذلك الصدد، وضعت مؤسسة “ريسايكل يور إلكتريكالز” Recycle Your Electricals [أعد تدوير أجهزتك الكهربائية]، اسم سيلز على قائمة الأشخاص الذين يقدمون لها يد المساعدة في تحديث كتابها الإرشادي الشبكي عن كيفية حذف المعلومات.
وبغية إلقاء مزيد من الضوء على ذلك الشأن، يشير سيلز إلى أن “الأمر قد يستغرق مدة تراوح ما بين 10 دقائق وساعة للتخلص من المعلومات عن الجهاز الإلكتروني. في بعض الأحيان، يحصل ذلك بسرعة، وفي أحيان أخرى، يخالط ذلك الأمر بعض التعقيد. وأعرف أنه لا أحد منا يرغب في صرف الوقت للنهوض بذلك الأمر، إذ لدينا كلنا أشياء أفضل من ذلك كي ننجزها. لكن، في الواقع، إذا انبريت لفعل ذلك الآن، وصرفت عليه الآن ما يكفي الوقت الحيوي والحاسم، فلسوف لن يفرض عليك أن تصرف مجموعة من الأشهر في محاولة التخلص من المشكلة التي ستحدق بك، لأن المحتالين سيتمكنون من سرقة أموالك من حسابك البنكي، بالاستناد إلى المعلومات التي تركت على جهازك، من دون حتى أن تدري بوجودها”.
ويمضي سيلز في تحذيره، فيشدد على “أنني في الواقع وحقيقة، لا أستطيع التشديد بصورة وافية على أهمية تدمير تلك المعلومات. عليك التأكد باستمرار من تدميرك للمعلومات، وأنك لم تكتف بحذفها. يتعلق الأمر بفهم أن المجرمين يستطيعون الهجوم حينما يتعلق الأمر بالمعلومات، مع التثبت من أننا كلنا مسؤولون عن معلوماتنا، ويجب علينا التخلص منها. يجب أنْ نعي بصورة فعلية ما يعنيه وضع معلوماتنا بين أيدي الآخرين”.