رعد بركات: الغناء العراقي يمر بمرحلة اللا هوية

الصفحة الاخيرة 2019/05/25
...

عبد الجبار العتابي 
 ما زال المطرب العراقي رعد بركات يؤدي واجباته الفنية تجاه بلده عبر النشاطات المتعددة التي يمتلئ بها طموحه، وما زال في غربته يتنفس الموسيقى التي تمثل له عالمه الجميل الذي ابتدأت منه مسراته، مع رعد بركات كان لنا حوار حول شؤونه كافة.
* اين انت الان ؟ وماذا تعمل؟ ‏
 -أنا الان في اميركا منذ 20 عاماً وقبلها كنت في اليمن لمدة خمسة اعوام ،أي غربة 25 عاماً، ‏ويبقى الفن يلازمني لانه الهواء الذي أتنفسه،‏ أما العمل في الغربة ‏فيجب أن تطرق كل الأبواب ‏لكي تعمل أي عمل شريف تستطيع من خلاله ان تبني حياتك، الحياة ليست سهلة ‏وساعات العمل طويلة بالكاد استطيع ان اوفر وقتاً لأمارس به عملي الموسيقي . 
 *  ما جديدك من الاغاني او النشاطات الفنية ؟ ‏
 - كنت ومازلت أسير على مبدأ وعهد قطعته على نفسي ان اوظف كل اعمالي  لخدمة بلد وتاريخ عظيم اسمه العراق، انجزت مؤخراً عملاً للملحن الكبير الراحل حسين السماوي وكلمات الشاعر الكبير يحيى السماوي وسيقدم قريباً بصوت الفنان اسماعيل فاضل، وهناك اعمال ومشاريع فنية اعمل عليها أهمها اقامة مهرجان المغترب في العراق، يجمع كل مبدع عراقي مغترب رفع اسم بلاده في المهجر في كل انواع الفنون وسيكون برعاية رئاسة البرلمان العراقي وشبكة الاعلام العراقي ان شاء الله، هناك فنانون مغتربون حملوا العراق في قلوبهم ولم ينسوا العراق ولا لحظة، لكن للأسف ‏لم تطلع الجهات المختصة على منجزهم ‏فيجب أن يتذكرهم العراق، كما حملوه في قلوبهم، ‏هؤلاء غادروا الوطن لكن الوطن لم يغادرهم. 
 *وانت بعيد عن بغداد من يكتب لك كلمات اغانيك ومن يلحنها ؟ 
 لن تعد هناك قيمة للمسافات في عصر التكنولوجيا ، فالعالم اليوم قرية صغيرة، انا متابع لاخبار البلد وكأنني فيه واقرأ القصائد، كما يقرأها ابن البلد فدواوين الشعر والشعراء مفتوحة أمامنا من خلال هذا المنجز الإنساني المهم  وهو الانترنت ، وكما تعلم ان 99 بالمئة من اعمالي انا من يقوم بتلحينها وتنفيذها وتوزيعها موسيقياً وغنائها ايضاً.
* ما مدى تفاعل العراقيين هناك مع ما تقدمه من اغاني، وهل يطلبون منك ان تغني لهم اغنيات لمطربين آخرين؟ 
العراقي المغترب الذي غادر الوطن منذ عقود يبقى يحن ويتعاطف ويعشق الاغاني التي شكلت جزءاً كبيراً من ذاكرته الانسانية وذائقته ،الاغاني التي نشأ على إيقاعها ونغماتها والتي اصبحت جزءاً لا يتجزأ من تكوينه وثقافته ،اغاني صالح الكويتي وعباس جميل ،وطالب القره غولي ،وناظم الغزالي وكل هؤلاء الرواد الذين بنوا اساس الاغنية العراقية والموروث الموسيقي العظيم الذي لا تزال تعيشه الأجيال .
 * ما المعاناة التي تعانيها في انتاج اغنية ؟ 
- هي مشكلتي الوحيدة لان الاعمال الوطنية لا تسوق للاسف، على الرغم من قيمتها الوطنية الكبيرة التي لا يدركها الكثير، لانها اداة تغيير وبناء المجتمع الجريح وهي تعيد الثقة بالنفس للإنسان العراقي صاحب هذا التاريخ الخلاق ودعوة لتجاوز جراحه والنهوض من جديد بقوة وثبات .  
*كيف ترى تفاعل القنوات الفضائية العراقية مع ما تقدمه ؟ 
 -لا ارى اي تفاعل لان اغلب المسؤولين على أقسام التنسيق والبث ليست لهم علاقة بالفن جاءت بهم المصادفة والعلاقات إلا ما ندر للاسف . 
*الحنين الى الاوطان يدعو الى استذكار المدينة  الاحب الى القلب ،ماذا قدمت للسماوة؟ 
 -السماوة تلك المدينة العظيمة النائمة بسلام على ضفاف الفرات (اوروك) اول مدينة في التاريخ للاسف تعاني من الاهمال والفساد في كل مرافقها، قدمت لها ما قدمت للعراق فكل قرية ومدينة في العراق تعني العراق، لكن السماوة تبقى الام الاولى والمعلم الاول. 
*ما اهــــم ثلاث محطات في مسيرتك الفنية ؟ 
 معهد الفنون الجميلة النهر الاول، ثم الإذاعة والتلفزيون ، والغربة والتي تشمل غربتين اليمن واميركا .
 *كيف ترى واقع الغناء العراقي ؟ 
 يمر بمرحلة اللاهوية للاسف بسبب الظروف التي اضطرت الكثير من الموسيقيين والمطربين والملحنين  الى الهجرة الى دول الجوار والاهتمام بتراث تلك الدول لدرجة الانغماس والتأثر في الايقاع والنغم والنمط اللحني وطبعاً واكيد انعكاس ذلك سلباً على ملامح وتركيبة الاغنية العراقية . 
 *ما الذي ينقص الاغنية العراقية :الاصوات الجيدة ام الالحان ام الكلمات الحلوة ؟ 
 الانتماء للعراق فقط ينقصنا، فنحن نغفوا فوق ارض فيها من منابع التراث الموسيقي والثقافي بحجم الثروة النفطية ،ينقصنا فقط الانطلاق من هذا التراث واستغلاله ورفع شأنه . 
*ما رأيك بظاهرة اعادة الاغاني القديمة باصوات الشباب؟ 
جميل جداً، على الأقل يبقى التراث في الذاكرة ولا تنساه الأجيال بل يصبح معيناً لا ينضب لها .