بقلم: جيس ثومسون
ترجمة: كريمة عبد النبي
أظهر بحثٌ جديدٌ قامَ به بعضُ العلماء وجود كمياتٍ من المياه على سطح اثنين من الكواكب.
وقالت مجلة نيوزويك الأميركية إنَّ هذا الاكتشاف من قبل وكالة ناسا هو الأول من نوعه.
وحسب المجلة، نقلاً عن بحثٍ منشورٍ في مجلة علوم الكواكب، فقد تمكن المرصد الستراتوسفيري لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء التابع لـ"ناسا" والمعروف اختصاراً باسم "صوفيا"، من اكتشاف موجة طوليَّة من الضوء التي تشير الى وجود جزيئات من الماء على سطح كوكبين اثنين ضمن النظام الشمسي.
وأشارت المجلة الى أنَّ هذا الاكتشاف من قبل مرصد صوفيا، وهو تيليسكوب (طائر) محمول بواسطة طائرة بوينغ والمعدلة بتقنيات عالية للقيام بمثل هذه الاكتشافات، له أثرٌ كبيرٌ في النظريات التي تناقش كيفيَّة وصول الماء الى كوكبنا، إذ قد يكون وصول المياه عبر تأثير كويكبٍ آخر. ويشير البحث الذي نشرته مجلة علوم الكواكب الى أنَّ "الكواكب هي عبارة عن بقايا من عملية تكوين كوكبي ولهذا تعتمد مكوناتها على المكان الذي تكونت فيه ضمن النظام الشمسي".
وتقول أنيستا أريدوندو، وهي باحثٌ مشاركٌ في نشر البحث أعلاه كما أنها باحثة في علوم الكواكب في المعهد الجنوبي الغربي للأبحاث، "إنَّ المثير للاهتمام في هذا الاكتشاف هو توزيع المياه على سطح الكواكب لأنَّ ذلك يمكن له أنْ يسلط الضوء على كيفيَّة وصول المياه الى الأرض". وقد قام مرصد صوفيا، وهو مشروعٌ مشتركٌ بين ناسا ووكالة الفضاء الألمانيَّة، بدراسة أربعة كواكب وهي إريس، ماساليا، بارثينوب، وميلبومين. وحسب البحث المنشور في المجلة فإنَّ العلماء تمكنوا، ولأول مرة، من اكتشاف جزيئات ماء على سطح الكوكبين إريس ومساليا وهو الاكتشاف الذي قد يساعد على معرفة أسرار تشكل الأرض وكيفيَّة وصول المياه إليها. ومثل هذه الاكتشافات يمكن أنْ تساعدَ العلماءَ على معرفة كيفيَّة توزيع المواد، بما في ذلك الماء، عبر النظام الشمسي، كما أنَّه يبعث الأمل لدى العلماء في العثور على أماكن أخرى للمياه ضمن النظام الشمسي أو خارجه. وبالنسبة لكوكب إريس فهو أضخم وثاني كوكب قزم في النظام الشمسي وقد تمَّ اكتشافه من قبل مرصد بالومار في العام 2005، أما مساليا فهو كوكب يقع ضمن حزام الكويكبات وهو الكويكب العشرون من حيث الاكتشاف.
وتشير الباحثة أريدوندو "لقد اكتشفنا، وبشكلٍ لا لبس فيه، جزيئات من الماء على سطح الكوكبين إريس ومساليا".
وأضافت "لقد بنينا بحثنا على نجاح فريق من العلماء في اكتشاف جزيئات من الماء على سطح القمر، لذلك اعتقدنا أننا يمكن أنْ نستخدمَ مرصد صوفيا للعثور على مثل هذه الجزيئات على أجسام أخرى من النظام الشمسي".
ويوضح البحث أنَّ الماء يتواجد على هذه الكواكب بأشكالٍ عدة بما في ذلك أنَّ تلك الجزيئات تكون محاصرة أو ذائبة على سيليكات الكواكب وهي مركبات كيميائيَّة يدخل في تركيبها أيونات عنصري الأوكسجين والسيليكون وهي أكبر أصناف المعادن وأكثرها تعقيداً. وحسب الباحثة أريدوندو فإنَّ تركيبة جزيئات الماء التي تمَّ العثور عليها على كوكبي إريس ومساليا مشابهة في تركيبها لتلك التي تمَّ العثور عليها على سطح القمر.
ويشير تقرير مجلة نيوزويك الى أنَّ النظام الشمسي يضمُّ نحو مليونٍ من الكواكب.
وكانت الفرضية السابقة تقول بأنَّ جزيئات الماء الموجودة على سطح هذه الكواكب كانت قد تبخرت الى الفضاء بفعل حرارة الشمس.
مع ذلك، فإنَّ الدراسة الأخيرة أشارت الى أنَّ بعض الكواكب القريبة من الشمس ما زالت تحتفظ ببعض الجزيئات من الماء وهذا بدوره يشير الى أنَّ ذلك الأمر (وجود جزيئات الماء) قد يكون شائعاً أكثر من ما كنَّا نظنُّ سابقاً.
وقد يعني هذا الأمر أيضاً أنَّ الماء على سطح الكرة الأرضيَّة كان قد وصل إليها عن طريق الكواكب التي اندفعت نحو كوكبنا في الأيام الأولى للنظام الشمسي.
ويقول البروفيسور وعالم الفيزياء الفلكية في جامعة كوينزلاند الجنوبية في أستراليا جونتي هورنر "إنَّ غبار وحطام المذنبات مستمرٌ بالاندفاع نحو الكواكب عن طريق الجاذبية وهذا يعمل على تغيير مسارات الكواكب في الفضاء". ويعمل العلماء حالياً على إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان كوكبا بارثينوب وميلبومين يمتلكان مياهاً على سطحيهما. ولغرض معرفة المزيد سيقوم العلماء باستخدام تيليسكوب جيمس ويب.
وتقول أريدوندو إنَّ مثل هذه الدراسات ستعمل على زيادة فهمنا حول توزيع المياه في النظام الشمسي.
عن مجلة نيوزويك الأمريكية