سنغافورة: أ ف ب
تطفو مزرعة أسماك عالية التقنيَّة قبالة سواحل سنغافورة، وهي جزءٌ من خطة وضعها مهندسٌ متقاعدٌ كان يبني في السابق منصات نفط، تهدف إلى زيادة الإنتاج المحلي من المأكولات البحريَّة.
وتحظى مزرعة الأسماك هذه بدعم السلطات السنغافوريَّة، إذ إنَّ البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو ستة ملايين نسمة، تعتمد اليوم على الواردات في غذائها بنسبة 90 في المئة. وقال ليو بان تات، مؤسس "إيكو آرك" ومركز "أكواكالتشر سنتر أوف أكسيلنس"، إن هذه المزرعة تحصد 30 طناً من الأسماك شهرياً، مثل القاروص والهامور والتونة، وهي كميَّة أعلى 20 مرة للهكتار الواحد من حصاد الأقفاص التقليديَّة ذات الشباك المفتوحة. وأضاف ليو (65 عاما) "هناك فرق كبير في عملنا لأننا نؤمن بالتكنولوجيا".
تقوم المنشأة الشبيهة بالبارجة بتصفية مياه البحر باستخدام آلة عاملة بالأوزون لقتل مسببات الأمراض قبل نقلها إلى خزانات أسماك على عمق ستة أمتار. تحاكي هذه الخزانات ظروف المحيطات وتسمح للأسماك بالسباحة ضد التيار ما يجعلها أطرى ومغذيَّة أكثر، ويحميها من بعض الأمراض ومن تكاثر العوالق وتسربات النفط. وأوضح ليو أن المياه نظيفة جدا لدرجة أنه على عكس المزارع الأخرى، لا تحتاج "إيكو آرك" إلى إضافة مضادات حيويَّة ما قد يسبب مقاومة لدى البشر مع مرور الوقت وتؤثر على البيئة. وتُطعم الأسماك البالغة الحبار المجمد بينما تتلقى الأسماك الأصغر سناً بروبيوتيك الذي "يساعد على الهضم والوظائف الفزيولوجيَّة".
ويسعى ليو أيضاً إلى خفض الانبعاثات الناجمة عن "مزارع الأسماك المستقبليَّة" التي يملكها عبر تركيب ألواح شمسيَّة. كذلك، بنى فقاسة بعدما اكتشف أنَّ الأسماك الصغيرة المستوردة من ماليزيا وأستراليا تحمل أمراضاً. تسلّم أسماك "إيكو آرك" إلى أكثر من 80 مطعماً ومتجر سوبر ماركت ومتجراً متخصصاً تعلّق كلها أهميَّة كبيرة على أن تكون طازجة وصحيَّة. وقال ليو إنه يأمل ليس في بيع أسماكه فحسب بل أيضا في تصدير تكنولوجيا "إيكو آرك" التي يقول إنه يمكن بناؤها قرب المناطق الساحليَّة لتقصير أوقات التسليم وخفض التكاليف. وأوضح دانيال تيو، المؤسس المشارك لمطعم كين هوي في سنغافورة والذي يشتري أسماكه من "إيكو آرك" "من المهم أن يُشجَّع المزارعون المحليون الذين يعرفون جيدا الاقتصاد المحلي" على المساعدة في تلبيَّة الطلب.