نعمة بدوي لـ { الصباح }: الأعمال الفنيَّة يجب أن تُلامس القضايا الإنسانيَّة

منصة 2024/02/28
...

 بيروت: غفران حداد


يعترف نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي، وهو ممثل ومخرج حاصل على دبلوم دراسات عليا في الفنون المسرحيَّة (معهد الفنون الجميلة – الجامعة اللبنانيَّة)، إن واقع الدراما اللبنانيَّة ينحصر كثيراً بسبب اعتماد الأعمال المتحولة من التركي إلى العربي، والمشتركة عربيَّاً والتصوير خارج لبنان. ويقول أنا لست ضد الأعمال المشتركة، لكن ليس على حساب الأعمال اللبنانيَّة الخاصة، كلما غصنا في المحليَّة وصلنا إلى العالميَّة، إلّا أنّنا نرى ضموراً للأعمال اللبنانيَّة من المشهد الدرامي. 

بدوي الذي هو عضو في نقابتي الممثلين والسينمائيين في لبنان، وعضو في الحركة الثقافيَّة في لبنان (أمين سر). شارك في مهرجانات عربيّة وعالميَّة (استعراضيَّة ودراميَّة). له العديد من الأعمال الدراميَّة التلفزيونيَّة لبنانيَّة وعربيَّة. شارك في أعمال مسرحية مع مخرجين مميزين في لبنان. سجّل العديد من الأعمال الإذاعية.

تواصلت جريدة "الصباح" هاتفيّاً مع نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي وتناولت معه واقع الدراما في لبنان، والمسرح العربي في سياق اللقاء التالي.


* بعد حضورك الأخير لفعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشرة الذي أقيم على أرض العراق، كيف وجدت المهرجان؟

- مهرجان المسرح العربي الدورة الرابعة عشرة في العراق – بغداد، والذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار ونقابة الفنانين العراقيين، ودائرة السينما والمسرح وبرعاية كريمة من لدن رئيس مجلس وزراء العراق المهندس محمد شياع السوداني وبتوجيهات سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة والرئيس الفخري للهيئة العربية للمسرح، هو العرس الذي يجتمع فيه رجالات المسرح في العالم العربي، يتعرّفون على أعمال بعضهم البعض، ويناقشون أفكارهم، ويعرضون مقترحاتهم من ضمن الندوات الفكريَّة، ومعرض المنشورات المعنية بالفنون عامة والمسرحية خاصة. هذا العرس السنوي ينتظره جميع المسرحيين كما تنتظر الناس الأعياد، كما أنَّ إقامة المهرجان في بغداد الحضارة والثقافيَّة له دلالته القيمة، لأنَّ العراق بلد الحضارات والثقافة، بلد الفنانين والرسّامين والشعراء والأدباء والكتاب المؤلفين والملحنين والمطربين والمطربات، المخرجين والمخرجات الممثلين والممثلات. لقد استقبل المهرجان الكثير من الفنانين عراقيين وعرباً، ووصل إلى نحو 600 فنان من 19 عملاً. وقد كان الاستقبال والتنظيم وحسن الضيافة رائعاً، أما العروض فقد تنوعت من جهة المدارس المسرحية، وكانت أحداث الحروب بالمنطقة لها تأثير كبير على المهرجان، منها الندوة الأولى وبيان مجلس الأمناء للهيئة العربية عن المسرح والمقاومة بشكل عام والمقاومة الفلسطينية بشكل خاص، حيث أحداث غزة التي كانت حاضرة بشكل كبير على جو المهرجان. 

أما على الصعيد الشخصي فقد ارتحت لمشاركتي كضيف في فعاليات المهرجان والتعرّف عن قرب بالأعمال المسرحية العربية عامة، والأعمال العراقيَّة بشكل خاص، إذ تعرّفت على كم كبير من الفنانين والمفكرين العراقيين، منهم المقيم ومنهم المغترب. إن الأعمال الفنيَّة يجب أن تلامس جميع القضايا الإنسانيَّة في كل بلد، وتقدمها بشكل فني راقٍ جميل غير مباشر، لتعكس صورة المجتمع وثقافته، فالفنون هي المقياس الحضاري للأوطان. المسرح هو الحياة والحرية بالمطلق. 


* منذ انتخابك نقيباً للممثلين في لبنان، ما المعوقات والتحديات التي واجهتها؟، وما الإصلاحات التي تنوي تقديمها للممثل؟، 

- منذ انتخابي رئيساً لنقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان المعروفة بـ "نقابة الممثلين في لبنان" تعرضنا لظروف صعبة تمثل بعضها بتحركات الشارع وتظاهراته، ثم أزمة وباء "كورونا". إذ مكثنا في المنازل لا خروج أو عمل لمدة طويلة. لقد واجهتنا معوقات كبيرة، وقررت المسير بطريق التحدي. وحاولنا أن نقف الى جانب الزملاء اجتماعياً ومعيشياً وصحياً. فضلاً عن المتابعة الحثيثة لإنجاز المراسيم التطبيقيَّة التي أقرت في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء قبل أن تصبح حكومة تصريف أعمال، ولكن للأسف لم تنشر هذه المراسيم في الجريدة الرسميَّة. 

تعمل بكل جهد في النقابة على توفير الخدمات التي تساعد الزملاء باجتياز حالات الوضع الصحي والاجتماعي للزملاء، لقد حولت مكتبي في النقابة إلى عيادة للمعاينة الطبيَّة وتقديم الأدوية من دون أي مقابل، وكذلك للتواصل مع المنتجين لخلق فرص عمل للممثلين عبر اللقاءات مع المسؤولين في الدولة، ووزير الثقافة، وزير الإعلام مع أعضاء المجلس الاقتصادي، ومدراء وأصحاب المحطات التلفزيونية لدفع عجلة الانتاج المحلي والمشترك، ومحاولة تطبيق القوانين.


*يعاني الممثل اللبناني الكثير، خصوصاً عندما يمر بأزمة صحية، هل صندوق دعم الممثلين كافٍ لتلبية احتياجاته؟

- الممثل مثله مثل المواطن يعاني من الضائقة المادية لندرة فرص العمل ولسرقة الأموال من قبل المصارف، وهذا يجر إلى الوضع الصحي. قلة فرص العمل يعني قلة الأموال لقضاء الحاجات. وبالنسبة لصندوق التعاضد هو يسهم قدر الإمكان بدعم الزملاء المحتاجين بحسب الظروف والامكانيات المتواجدة في الصندوق. 

ولكن إذا ما طبق القانون بحذافيره فقد يتمكن الصندوق من أن يقدم كل احتياجات المنتسبين من الفنانين. على الرغم من أننا قد أسسنا في النقابة "صندوق الدعم الصحي" عبر تبرعات الزملاء.

*حضرتك ممثل ومخرج قبل أن تكون نقيباً، هل لديك جديد فني بهذين 

المجالين؟

- بخصوص عملي كممثل أو كمخرج فإن اختياراتي صعبة جداً، لأن ما يعرض يدعو للسخرية، والجميع يعرف ذلك.

*شاركت في الأعوام الأخيرة في العديد من الأعمال مثل مسلسل  "لو ما التقينا، لحن البحر، ما فيّ، مرايا الزمن"، وغيرها الكثير، لماذا نلاحظ قصص الأعمال شبابيَّة والبطولة لهم، رغم أن الممثلين في الدول الغربية من كبار السن هم يأخذون البطولة، ولهم مساحة كبيرة؟ 

-الأعمال الدراميَّة التي تنتج في لبنان تركز على العنصر الشبابي. دائماً نرفع الصوت عالياً. اشتراك النجوم المخضرمين أو كبار السن في عمل درامي هو قيمة مضافة للعمل، ودائماً ألفت نظر الكتّاب على هذه الناحية.. لا أعلم ماذا يحصل أليس لهؤلاء الشباب أهل، أليس لهؤلاء الشباب أخوة صغار (أطفال) وأجداد جدات أسوة بكل الأعمال في البلدان العربية والاوربية. 


*حضرتك مدرب رقص شعبي (فولكلور) وشاركت في مهرجانات عربية وعالمية (استعراضية ودرامية).. لماذا انحسر مؤخراً نشاط الفرق للرقص الشعبي؟، وقلَّ عطاؤها إن وجدت؟

-بخصوص الأعمال الفولكلورية من الفرق والرقص العام. يوجد أعمال كبيرة تقوم بها الفرق الكبيرة مثل "كركلا ومياس والفنون الشعبية"، هناك "فرقة فهد العبدالله، وموليا، وهياكل بعلبك" هذه الفرق تغزو العالم والبلاد العربية. وتشارك في مهرجانات عربي وعالمية.


* شاركت في العديد من الأفلام التلفزيونية، واخرجت أفلام وثائقيَّة، ولكن لماذا نجاح أعمالك غير منتشر عربيَّاً مثل حال السينما المصريَّة؟ كيف يمكن النهوض بواقع السينما اللبنانية اليوم؟

-أنا مخرج أفلام قصيرة ووثائقيَّة تعرض في المحطات الفضائية، وفي المهرجانات العربية و الدولية. 

يوجد أعمال عرض في أمريكا "الأوسكار نادين لبكي"، وافلام لمخرجين لبنانين عرض في المهرجانات العديدة منه "مارون بغدادي، برهان علوية، سمير حبشي، بهيج حجيج، فيليب عرقتنجي، سعيد الماروق، وايلي حبيب، اسد فولاذكار" كل هؤلاء معروفين عالمياً، والآن نشهد ولادة مخرج شاب وهو النجم جاد أبو علي، وفيلمه الأول يبشر بولادة مخرج لديه رؤية متقدمة جداً، أما بخصوصي فأنا، أتمتع بإنجاز أفلام ثقافية وثائقية تعرف المشاهد على وطنه الحقيقي.