المودوفار غاضباً.. وتارانتينو يفوز بسعفة «الكلب»

الصفحة الاخيرة 2019/05/28
...

باريس/ سمير حنا خمورو
  قبل الاعلان عن جوائز “كان”72 ، الذي اختتمت فعالياته السبت الماضي قال رئيس لجنة التحكيم البرازيلي اليخاندرو إيناريتو”  الجائزة لا تمثل اختيار كل العالم، وإنما هي “تعكس رأي تسعة أشخاص فقط، واتفقنا بالإجماع على اسماء الأفلام الفائزة”، وكأن ذلك كان  نبوءة للضجة الإعلامية التي اثارتها النتائج ، خاصة ان الكثير من النقاد والجمهور كانوا يرشحون فيلم المخرج الاسباني بيدرو المودوفار  “الألم والمجد”، الذي غادر غاضبا ولم يحضر حفل الاختتام، وفي هذه المقالة  نظرة سريعة على أبرز الأفلام الفائزة.  
  
 “الطفيلي”
في سابقة، فاز فيلم “الطفيلي”، بسعفة “كان”72الذهبية، هو دراما اجتماعية، سيناريو واخراج الكوري الجنوبي بونج جوون هو، ادار تصويره هونغ كيونغ بيو، ومثل فيه سونك كانغ هو، لي سون كيون، تشو يو جيونج، جانغ هاي جين، وتدور احداثه حول شاب انتهازي سريع التفكير، يستغل الفرص لتوفير فرص عمل لأفراد عائلته على حساب تشريد العاملين في الخدمة المنزلية الحاليين للعائلة وبطرق غير إنسانية وبقسوة.
في البداية كانت حركة الاحداث في الفيلم بطيئة بعض الشيء حتى يمهد إعداد توترها الديناميكي، بلغ “الطفيلي” ذروته في الحبكة في الجزء الاوسط من الشريط المفعم بالحيوية باعتبارها مهزلة سريعة الخطى قبل بلوغ ذروتها مع طقوس عنيفة من أعمال العنف الانتقامية.  حيث تنغمس العائلتان في قضايا غريبة وظلامية، ويستخدم المخرج الإثارة كما في افلام الرعب، ولكن المخرج سرعان ما يمزج  بين ما هو اجتماعي وفكاهي وحتى سياسي، ويقدم موقفا من الجزء غير المرئي في المجتمع الكوري الجنوبي. من خلال   تصوير وزوايا الكاميرا وحركاتها مختارة بعناية فائقة تمنح الفيلم جمالية خاصة. 
 
“اتلانتك”
ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الكبرى لفيلم “ اتلانتك”، وهو أول فيلم روائي طويل للمخرجة السنغالية الفرنسية ماتي ديوب، كتب السيناريو له أوليفيه ديما نجيل، وصورته كلير ماثون ومن تمثيل مامي بينيتا سان، أميناتا كين، نيكول سوگو. وهذه هي أول مرة تحصل فيها مخرجة سوداء على جائزة خلال سنوات المهرجان الـ 72.
يروي الفيلم قصة هجرة الرجال في السنغال عن طريق البحر، ومغامارتهم بحثاً عن حياة أفضل من وجهة نظر النساء، اللواتي يبقين   في البلاد بانتظار عودتهم. في إحدى ضواحي داكار الشعبية، العمال في موقع بناء برج مستقبلي، لم تصرف لهم أجور منذ عدة أشهر، فيقرروا مغادرة البلاد عبر المحيط. من بينهم سليمان، عشيق ادا التي هي منذورة لرجل اخر. وتنتشر حمى غامضة بين بنات الحي الفقير ولا أحد يدري ما السبب، ولا يخطر على بال “أدا” عودة سليمان من رحلته، في الليل وهم مجتمعون حول النار يروي شاب من دكار اسمه سيرينيه لاثنين من أصدقائه الرحلة الطويلة غير الشرعية، حكاية ملحمية لعبور المحيط الأطلسي.
 “وداعاً، انا ذاهب لأموت، هذا لا يقال”  يصرح على الشاطئ الشاب سيرينيه لأصدقائه، تم انقاذه من حطام سفينة الذي ظل يطارده شبحها، لكنه عازم على العودة الى ركوب البحر لان البقاء على قيد الحياة في السنغال أصبح مستحيلا، سواء كان هذا وداعا لأصدقائه او حكاية رحلته الاولى، الليل يلفهم بالفعل، النور لم يعد من عالمه. هي بقيت في القرية، النساء تبكي الرجال في المقابر، الذين في كل الأحوال لن يعودوا.
على طول ساحل المحيط الأطلسي، يلوح في الأفق برج استثماري مستقبلي سيتم افتتاحه قريبا إحدى ضواحي داكار.، وتعيش أدا، وهي شابة جميلة عمرها 17 سنة، قصة حب مع الشاب سليمان، الذي يعمل في البناء. لكن أهلها وعدوها لرجل آخر، في إحدى الليالي، يغادر سليمان وزملاؤه البلاد بحراً، أملاً في مستقبل أفضل. بعد أيام قليلة من رحيل الشباب، شب حريق في حفل زفاف أدا، بينما بدأت الحمى الغامضة بالانتشار. هل يمكن أن يعود سليمان لأدا؟
 
“الشاب أحمد”
 وذهبت جائزة الاخراج الى الفيلم البلجيكي “الشاب احمد” للأخوين لوك وجان بيير داردين، اللذين سبق لهما وان فازا بالسعفة الذهبية مرتين من قبل.  وهو من تمثيل إدير بن أدي، وليفييه بونود، مريم أخديو، فيكتوريا بلوك، عثمان مومن، كلير بودسون. وتصوير بينوا ديرفو. الفيلم يتناول احدى اهم المشاكل التي تواجهها المجتمعات الأوربية بشكل عام، التشدد الديني والارهاب. فالفتى احمد 13 سنة، مراهق واقع ما بين تأثير المحيط الذي يعيش فيه، وامام الجامع، وما بين المثل النقية ونداءات الحياة الصاخبة.
 واستطاع الفيلم في صياغة فيلم جميل ومؤثر وغير دعائي، فيلم انساني صور بحساسية عالية وتفهم لمشاكل الشباب وابناء الجيل الثاني من المهاجرين. الممثل أدير كان رائعا واستطاع بعفويته ان يؤدي دورا مهما، وحتما سنراه في افلام اخرى.
 
“البؤساء”
ومنحت جائزة لجنة التحكيم مناصفة للفيلم الفرنسي “البؤساء “للمخرج لاداج لي، وهو اول فيلم روائي طويل للمخرج، تمثيل داميان بونارد، أليكسيس ماننتي وجيبريل زونكا. 
 يروي الفيلم قصة ستيفان الذي وصل لتوه من مدينة شاربور، وانتمى الى لواء مكافحة الجريمة في مونفيرميه، اذ يعمل مع مجموعة تتكون من كريس وجواد في الضواحي، فيكتشف مع زملائه ان هناك توترات بين مجموعات مختلفة في المنطقة، كل منها تريد فرض ارادتها، ستيفان وزميلاه لديهم في بعض الأحيان استخدام طرق وأساليب خاصة للعمل لا تتماشى ونظام الشرطة، يكتشفون ان أحد الشباب يمتلك فيديو قام بتصويرهم عن طريق طائرة صغيرة بدون طيار وسجل فيه أدنى عمل وافعال وحركات، يصور الفيلم العلاقة العنيفة القائمة بين الشرطة وشباب الأحياء الشعبية.
 
“الألم والمجد “ المودوفار
في حين توج بطل فيلم “الألم والمجد” أونتونيو بانديراس بجائزة أحسن دور رجالي مجسدا شخصية بيدرو المودوفار. وقال بانديراس “هذه الليلة ليلة المجد لي”، مشيدا بدور المخرج الإسباني في إبراز مواهبه. الفيلم عن السيرة الذاتية للمخرج، كما فازت  الممثلة الانكليزية الأميركية، إميلي بيتشام بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان عن دورها في فيلم “جو الصغير”، وهو درامي من الخيال العلمي.