أمير البركاوي
تصوير: خضير العتابي
ما أن تستعد للذهاب إلى العمل الوظيفي أو كنت زائراً لإحدى المحافظات، تنصدم بطوابير العجلات التي تخنق الشوارع حتى تكاد الحركة شبه معدومة، مما يضطر المواطن إلى النزول من المركبة والسير على الاقدام ليصل إلى المكان المحدد.
يقول الدكتور في هندسة الطرق والمرور حامد عذاب، إن "مشكلات الازدحامات المروريّة في المدن العراقيّة في حالة تزايد مستمر منذ عام 2003، إذ أصبحت الزيادة في أعداد المركبات من 750 ألف مركبة قبل 2003 إلى ما يزيد عن خمسة ملايين ونصف في عام 2023".
وأضاف، أن "هذه الزيادة تؤدي إلى حصول ازدحامات مروريَّة في شبكة الطرق داخل المدن بصورة متزايدة، إذ تم إجراء العديد من الدراسات لتقييم شبكة الطرق كمدينة النجف الأشرف ومدينة كربلاء ولوحظ التزايد في وقت التأخيرات نتيجة الحجوم المروريّة العالية".
دراسات
وبيَّنَ، أنّه "تم جمع البيانات الميدانيّة في الشوارع الرئيسة لمدينة النجف الأشرف، كالحجوم المروريّة وكذلك قياس مستوى الضوضاء، وقياس انبعاثات التلوث باستخدام كاشفات جودة الهواء، ومستويات الانبعاثات لبعض الغازات كأول اكسيد الكاربون وثاني اكسيد الكاربون، وأظهرت النتائج أن نسبة استخدام وسائل النقل العام وخصوصاً الباصات لا تزيد عن 1% بينما استخدام السيارات الخاصة يصل إلى 60%". مشيراً، إلى أنه "قد بيّنت نتائج الضوضاء في بعض الطرق حيث وصلت إلى 95 ديسيبل، وهو ما يتجاوز معايير المجلس المركزي لمكافحة التلوث (CPCB) ووكالة حماية البيئة (EPA) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، أما الغازات المنبعثة فقد بلغت مستويات ثاني اكسيد الكاربون ذروتها عند 438 جزءاً في المليون في شارع كوفة- نجف، وهو أعلى من متوسط الحد الخارجي البالغ 400 جزء في المليون، وكذلك مستوى ثاني اكسيد الكبريت واكسيد النيتروجين والتي تجاوزت حدود وكالة حماية البيئة". وأوضح عذاب، أنه "تم تحليل شبكات الطرق الحضرية لمدينتي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة واظهرت المؤشرات بوجود حاجة إلى اضافة طرق أخرى، وكذلك رفع مستويات طرق أخرى، والعمل على زيادة ورفع كفاءة الطرق الحلقية". مؤكدا، أن، البيانات المرورية اعلاه توضح أن هناك خللاً واضحاً في معالجة مشكلات شبكة الطرق في العراق من غياب خطة النقل الشامل لكل المدن العراقية، وذلك لغياب التخطيط الاستراتيجي والذي ينفذ بشكل مرحلي بخطط قصيرة الأمد والتي تضع خطة النقل المستدام لتلك المدن، ومن ثم على البلد أجمعه.
حلول
ويعد عذاب، أن "المعالجات الترقيعيّة والتي تفتقر إلى الخبرة الفنيّة والتخصصيّة كإنشاء مجسرات لا تخدم الشبكة، ولا ترفع من المستوى التصنيفي للطرق، وان الاعتماد على زيادة عدد المركبات جعل بيئة المدينة تتجاوز معايير وكالة حماية البيئة (EPA) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، لذا وجب التوجه إلى النقل العام كالباصات، وكذلك النقل العام المستدام كاستخدام الترام (قطار كهربائي داخل المدن)، والذي يصدر ضوضاء ضمن الحدود المسموح بها، والتلوث مساويا للصفر كونه كهربائياً، وكلفة النقل تكون منخفضة بسبب إمكانية أن ينقل أكثر من 10 ألف شخص في الساعة والذي يؤدي إلى معالجة الازدحام داخل المدن وبصورة جذرية".
مقترحات بريئة
بينما يرى حسن المحنة (الموظف في وزارة التربية): أنه "لا بد من وجود وإنشاء طرق حولية أو العمل بطريقة الارقام (الفردي والزوجي)، أو توزيع الدراجات الناريَّة على الموظفين بأسعار رمزيَّة لتشجيعهم على الدراجات بدلاً من السيارات المسببة للاختناقات".
أما الصحفي طلال حسن فيقول: إن "إنشاء أنفاق المترو وتوسعة الشوارع، وتسقيط الموديلات القديمة من المركبات المونوريل،
مع توفير عناصر مروريَّة أكثر، هي أحد
الحلول المهمة للقضاء على الاختناقات في الشوارع".
فيما عزا رئيس المبرمجين قيس محيط، مشكلة الاختناقات المرورية إلى تزايد الكثافة السكانية وبشكل مبالغ فيه في مراكز المدن، وازدياد كبير جدا في أعداد العجلات، حيث تواجد أغلب المؤسسات الحكوميَّة في مركز المدن.
ويقترح محيط، أن "الحل يكمن في تقليل الكثافة السكانيّة في مراكز المدن من خلال توزيع أراضٍ سكنيّة في الأطراف، وتشجيع الناس على السكن فيها، وبناء المؤسسات الحكوميَّة بعيداً عن مراكز المدن مع توفير طرق نقل عامة وتوفير كل المستلزمات لها".