عامر مؤيد
مع بداية الحرب الإسرائيلية على فلسطين وبالاخص قطاع غزة، دأب عدد كبير من الناشطين إلى تبني خيار مقاطعة المنتجات التي تذهب اجزاء كبيرة من أرباحها إلى إسرائيل. الضغوط تجاه خيار المقاطعة وبالاخص عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جلب ثماره بحسب أرقام تخص بعض الشركات العالمية مثل "كوكا كولا" التي اكدت انخفاض نمو المبيعات فيها.
في السويد ولاجل توفير خيار بديل للمقاطعين أو لمن يرغب، خاصة مع معرفة النسب الكبيرة لشاربي "الكولا"، قام شقيقان فلسطينيان ويملكان الجنسية السويدية من تصنيع مشروب جديد حمل عنوان "كولا فلسطين".
ضغوط الدولار
الهدف من هذا الانتاج لم يكن بهدف ربحي خالص أو لغرض الاعلان عن تصنيع جديد، حيث إن الشقيقيين لم يخرجا لوسائل الاعلام وكذلك يرفضان الحديث عن المشروع، لأنهما يعتبران ذلك هو لأجل القضية خاصة مع امتلاكهما لاكثر من مشروع مصاحب.
شركة كوكاكولا وببيان رسمي، اشارت إلى تراجع أرباح الشركة الأميركية
3 % في الربع الأخير من 2023 إلى 1.98 مليار دولار مقارنة بملياري دولار في الربع المقابل في 2022، تحت ضغوط قوة الدولار الأميركي. والشركة واجهت كعدد من الشركات الأميركية حملات مقاطعة في الشرق الأوسط وعدد من كبرى البلدان الإسلامية، إلا أن الشركة لم تشر إلى تأثير هذه المقاطعة، كما لم تظهر إيراداتها من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكنها دمجت المنطقة مع أوروبا وأفريقيا.
مقاطعة نافعة
احمد سعدي – صحفي يقيم في السويد يقول في حديثه لـ(الصباح)، إن "حملات المقاطعة كانت مؤثرة ونافعة في دول أوروبا، خصوصاً في دول الشمال الاوربي حيث هذه الحملات كانت ولا تزال تجري بشكلٍ منظم بين ابناء الجاليات العربية في السويد، وقد ساهمت هذه الحملات بتقليل ايرادات شركات الطعام والمشروبات وكل الشركات الاخرى التي كانت تدعم الاحتلال الاسرائيلي في حربه ضد فسلطين". واضاف ان "المقاطعين اجتمعوا على هدف واحد من خلال هذه الحملات على توصيل رسالة لإسرائيل، بأنهم ضد هذه الحرب وضد قتل المدنيين العزل".
وبحسب سعدي فإنه بتطور لافت جرى، بموضوع مقاطعة، فإن أشخاصا مقيمين في السويد وبمدينة مالمو تحديداً، قاموا بتصنيع مشروب غازي خاص يحمل اسم " فلسطين " ويذهب ايرادته إلى شعب فلسطين كنوع من المساعدة للناس هناك وكرسالة اخرى قوية على مقاطعات المنتوجات الاوربية، حيث ان هذا المنتج ينتشر سريعا بكل دول أوروبا.
كولا فلسطين
يوم بعد اخر، بدأ ابناء الجالية في السويد يعلمون بـ"كولا فلسطين" لكن هذا المشروب لم يتم توفيره بجميع الاسواق، خاصة أن هناك من هو ضد القضية بشكل عام لكن غالبية المحال التي اداراتها عربية حرصت على أن يكون المشروب الفلسطيني هو المتواجد.
سمير احمد من سوريا، يملك مطعما صغيرا في إحدى المناطق بمدينة مالمو السويدية ويقول في حديثه لـ(الصباح) أنا "شخصيا مع القضية الفلسطينية وفور الاعلان عن المنتج قررت جلبه إلى المطعم". ويؤكد احمد ان "الجالية العربية في السويد رحبوا بالفكرة وحتى هناك من قرر ان يعتمده في المنزل وهو بالسعر اقل ايضا من "كوكا كولا" وطعمه لذيذ بحسب اغلب الزبائن. يشير احمد وهو قَدِمَ إلى السويد بعد الأحداث السورية إلى ان "جزءا من زبائنه هم سويديون وبدؤوا يسألون، وهنا تولَّد حوار معهم حول القضية الفلسطينية، لأن هناك من لا يعلم بما يحصل حاليا في غزة أو أصل الازمة الممتدة منذ زمن بعيد.
قرين
مع مرور الوقت، فان منتج "كولا فلسطين" بدأ يأخذ صداه والطلب زاد عليه حتى من دول أوروبية، لذا وصل إلى دول عدة لكن ليس بالكمية المطلوبة، حيث ان المصنع المتكفل بانتاج هذا المشروب لا يكفي لسد جميع الاحتياجات.
في المانيا فان المشروب الغازي "كولا فلسطين" يأخذ صدى كبيرا حاليا حيث تصل اعداد ليست بالكثيرة من الصناديق وتباع في الاسواق العربية تحديداً.
حيدر جميل – عراقي يسكن في مدينة هامبورغ الالمانية يذكر لـ(الصباح)، أن "الجالية العربية ليس في السويد فقط بل في أوروبا علمت بانشاء علبة "كولا" جديدة تحمل اسم فلسطين، لذا كانت هناك مطالبات باهمية تواجدها في معظم دور أوروبا".
جميل يشير إلى ان "اكثر من مغزى في كولا فلسطين، منها مقاطعة الشركة الرئيسة وايضا التأكيد بقدرتنا على الصناعة والابتكار وعدم الوقوف مكتوفي الايدي في حال قررنا مقاطعة منتج ما، فاننا بالامكان ان ننتج قرين له".
تحديات المقاطعة
وفي ما يخص اثر المقاطعة على العلامات التجارية المهمة وتحديدا للمختصين ببيع المشروبات، فان الرئيس التنفيذي لشركة ستارباكس، لاكسمان ناراسيمهان في مؤتمر أول أمس - بعد إعلان النتائج المالية- إن السلسلة تواجه تحديات، بما في ذلك المقاطعة بالولايات المتحدة ومنافسة من المقاهي في الصين، وقد خفضت توقعاتها لإيرادات العام بأكمله. وبلغت ربحية سهم الشركة 90 سنتًا، في ربعها الأول، مقابل 93 سنتًا كانت متوقعة، لكنها حققت أرباحا بقيمة مليار دولار ارتفاعا من 855 مليون دولار في الربع نفسه. وبلغت إيرادات الشركة 9.43 مليارات دولار في ربعها الأول مقابل 9.6 مليارات دولار كانت متوقعة، لكن الرقم المسجل يعد ارتفاعا من 8.7 مليارات دولار مسجلة في الربع الأول من سنتها المالية الماضية للشركة.
وزاد عدد الفروع العالمية لشركة ستاربكس 5 %، وهي أقل من تقديرات "ستريت أكونت" لأبحاث السوق البالغة 7.2 %. وبدأت اضطرابات الشركة عندما نشر اتحاد عمال ستاربكس - الذي يمثل مئات العاملين في سلسلة المقاهي-دعمًا للفلسطينيين عبر منصة إكس، ما أدى إلى رد فعل عنيف من داعمي إسرائيل، وسعت الشركة لاحقا إلى النأي بنفسها عن التغريدة، التي حذفتها النقابة، ورفعت دعوى قضائية ضد منظمة العمال المتحدين بتهمة انتهاك العلامة التجارية.