القدس المحتلة: وكالات
مع دخول الحرب على غزة يومها الـ209، تحتدم المعارك بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة محاور بشمال ووسط قطاع غزة، بينما أوقعت غارات جديدة للاحتلال أمس الأربعاء شهداء في مدينتي رفح وغزة.
وتجددت المعارك في شمال القطاع بالتوازي مع تواتر التوغلات الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من قبل المقاومة الفلسطينية باتجاه أسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة، كما سجلت اشتباكات جديدة في المناطق الشمالية بعد أيام من إصدار جيش الاحتلال أمراً لسكان بيت لاهيا بإخلاء منازلهم استعداداً لتنفيذ عملية عسكرية بالمنطقة. وكان جيش الاحتلال قد نفذ مؤخراً توغلاً في بيت حانون هو الأول منذ 4 أشهر.
وفي غضون ذلك، شنّت المقاومة هجمات جديدة على القوات المتوغلة شمالي قطاع غزة، وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت صباح أمس بقذائف هاون تمركزاً لجنود وآليات الاحتلال في محيط منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة، كما بثت مشاهد مصورة لقصف تجمع لجنود إسرائيليين في محور نتساريم بالمنطقة الوسطى.
من جانبها، بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صوراً لاستهداف قواتها جرافة عسكرية إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 بمدينة بيت حانون.
وقبل نحو 3 أسابيع، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية شمال مخيم النصيرات وفي منطقة المغراقة وسط القطاع، وتعرضت قواته هناك لهجمات من المقاومة أوقعت عدداً من جنوده قتلى وجرحى.
وفي التطورات الميدانية أيضاً، استشهد عشرات الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال جرَّاء قصف مدفعي إسرائيلي في حي التنور شرقي رفح وفي مخيم الشابورة وسط المدينة، وتتواتر الغارات الإسرائيلية على رفح بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه مصصم على اجتياح المدينة سواء تمّ أم لم يتم التوصل لصفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية، بحسب زعمه.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس الأربعاء، أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر في القطاع راح ضحيتها 33 شهيداً و57 مصاباً خلال 24 ساعة، وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 34 ألفاً و568 شهيداً و77 ألفاً و765 مصاباً منذ 7 تشرين الأول الماضي.
ووفقاً لتقديرات الأجهزة الحكومية في غزة، هناك نحو 10 آلاف جثمان دفنت تحت ركام المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي.
دبلوماسياً، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الأربعاء أن بلاده تريد اتفاق هدنة في غزة "الآن"، في حين تتنظر إسرائيل رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أحدث المقترحات بشأن وقف إطلاق النار قبل إرسال وفد للقاهرة.
وقال بلينكن خلال اجتماعه بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بتل أبيب،: إن الولايات المتحدة مصممة على التوصل لاتفاق بين إسرائيل و"حماس" الآن يضمن وقف إطلاق النار وإعادة من وصفهم بالمخطوفين إلى ديارهم، واعتبر الوزير الأميركي أن السبب الوحيد لعدم التوصل لاتفاق حتى الآن هو حركة "حماس"، بحسب زعمه.
وقد وصل وزير الخارجية الأميركي إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع نتنياهو ومسؤولين آخرين بعد زيارته للأردن والسعودية، في جولة هي السابعة بالمنطقة منذ بداية الحرب على غزة، وتأتي ضمن مساعي التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل للأسرى.
وفي إسرائيل، تستمر الخلافات داخل الحكومة ومجلس الحرب الإسرائيليين بشأن اتفاق محتمل يشمل تبادلاً للأسرى. وفي الإطار، قالت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك - التي تنتمي لحزب الصهيونية الدينية المتطرف الذي يتزعمه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش -: إن حكومة تضحي بكل شيء من أجل استعادة 22 أو 33 محتجزاً لا تستحق البقاء.
وفي إطار الحراك الدبلوماسي بالمنطقة، وصل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه القاهرة، وكان قد دعا لوقف إطلاق نار خلال لقائه نتنياهو أمس الأول الثلاثاء.