ترجمة/ نادية المختار
كشفت دراسة طبيّة أول رابطة للجينوم لمرض السكري من النوع الثاني مرتبطة بسبعة أنواع وراثية لدى الشباب. وقال باحثون في مرض السكري والوراثة، انهم اكتشفوا سبعة متغيرات وراثية لدى الشباب مرتبطة بالسمنة تسبب داء السكري النوع 2 وارتفاع ضغط الدم.
تقول الدكتورة روز كلوج، من مشفى راينبو للأطفال والمشفيات الجامعية: “انتشار مرض السكري من النوع 2 يتزايد بشكل كبير بين الشباب لأعمار كانت في السابق نادرة أو حتى غير موجودة. ويميل المرض الى أن يكون أكثر عدوانية عند البالغين. ومعرفة المزيد عن المتغيرات الجينية التي ينطوي عليها الأمر سوف تساعدنا في العثور على أهداف للعلاجات المحتملة”.
وقد تابعت الدراسة، مجموعة من المراهقين والبالغين الذين يعانون من السمنة على المدى الطويل بعد مرور 5 سنوات على جراحي تحويل المعدة. وعلى الرغم من فقدان الوزن بشكل مماثل، فان المراهقين الذين خضعوا لعملية جراحية في المعدة كانوا أكثر عرضة للاصابة بمرض السكري2 وارتفاع ضغط الدم، مقارنة بالبالغين الذين خضعوا لنفس الاجراء.
وقام باحثون من قبل المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى في انكلترا، بتقييم 160 شخصا من المراهقين و 400 من البالغين الذين خضعوا للجراحة في مراكز خاصة بجراحة السمنة المفرطة لدى المراهقين والشباب لأعمار أقل من 19 عاما.
المراهقون أكثر عرضة
تقول البروفسورة ماري ايفانز، مؤلفة الدراسة ومديرة برنامج أمراض الجهاز الهضمي والتغذية: “زيادة السمنة ترفع من مخاطر الاصابة بالنوع 2 من مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. وهذه الحالات يمكن أن تكون أكثر صعوبة في علاجها لدى الشباب. فقد وجدنا في وقت سابق جراحات مختارة بعناية نحو الشباب قد لاقت قدرا أكبر من الفوائد مقارنة بالانتظار حتى وقت لاحق في الحياة”.
وخلصت النتائج الرئيسة للبحث الى أن نسبة فقدان الوزن لم تختلف بين الشباب والمراهقين، اذ فقد الشباب 26 بالمئة من وزن الجسم، فيما فقد الكبار 29 بالمئة في خمس سنوات بعد الجراحة.
أما من ناحية التغذية، فقد وجدوا في وقت سابق من الجراحة لعلاج البدانة لدى الشباب، ان التغذية المختارة بعناية قد تكون لها فوائد أكبر بالمقارنة مع الانتظار حتى وقت لاحق في الحياة.
كما لوحظ انخفاض مرض السكري من النوع 2 في كلا المجموعتين، لكن المراهقين المصابين بالسكري من النوع 2 قبل الجراحة كانوا أكثر عرضة بنسبة 27 بالمئة من البالغين للسيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم (نسبة السكر في الدم) دون استخدام أدوية السكري.
ولاحظوا ان المراهقين لا يحتاجون الى أدوية السكري بعد الجراحة، مقارنة بـ 88 بالمئة قبل الجراحة. كما ان 80 بالمئة من البالغين استخدموا أدوية السكري قبل الجراحة، و26 بالمئة استخدموا أدوية السكري بعد خمس سنوات. وقبل الجراحة، استخدم 57 بالمئة من المراهقين و33 بالمئة من البالغين أدوية ضغط الدم.
ومن بين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم قبل الجراحة، كان المراهقون أكثر عرضة بنسبة 51 بالمئة من البالغين لعدم وجود ارتفاع في ضغط الدم أو تناول أدوية ضغط الدم. ومع ذلك، كان المراهقون أكثر عرضة لزيادة المخاطر في مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك الحاجة الى جراحات البطن اللاحقة، والأكثر شيوعا ازالة المرارة. كما كان المراهقون أكثرعرضة أيضا لأن يكون لديهم مستويات منخفضة من الحديد وفيتامين (د)، وذلك لأنهم قد يكونون أقل عرضة لتناول الفيتامينات والمعادن بشكل كاف بعد الجراحة. كما كان هناك معدل وفاة مماثل لكل من المراهقين والبالغين بعد خمس سنوات من الجراحة، بما في ذلك شخصين من المجموعة المراهقة الذين توفوا بسبب جرعة زائدة.
وهناك اتجاه متزايد بشكل عام لوفيات الجرعة الزائدة من المخدرات، اذ وجدت الدراسة وجود صلة زيادة مخاطر اضطرابات تعاطي المخدرات والكحول بعد جراحة سابقة لعلاج البدانة لدى البالغين في الولايات المتحدة.
فوائد أكثر
يقول الدكتور توماس كانج، من مستشفى الأطفال في كولورادو: “على الرغم من وجود مخاطر مرتبطة بجراحة السمنة، فان هذه الدراسة توضح أنه بالنسبة للعديد من الشباب، من المحتمل أن تفوق الفوائد المخاطر. فمكملات الفيتامينات والمعادن الكافية، الى جانب الرعاية الطبية المستمرة، يمكن أن تساعد في تخفيف بعض هذه المخاطر”.
تعتمد هذه النتائج على الأبحاث السابقة المتعلقة بفوائد ومخاطر وتوقيت جراحة السمنة للمساعدة في ادارة الوزن. وتؤثر السمنة على أكثر من شخص من بين كل ثلاثة أشخاص ونحو 17 بالمئة من الأطفال والمراهقين الأميركيين. وتزيد السمنة من خطر الاصابة بالنوع الثاني من داء السكري وأمراض القلب والكلى وبعض أنواع السرطان والحالات الصحية الأخرى.
وتجدر الاشارة الى ان داء السكري من النوع 2 في الشباب كان يمثل مشكلة متنامية دون حل، إذ يصاب الشباب بالظروف الصحية الخطيرة عندما يكونون في ذروة حياتهم. وتوضح هذه الدراسة، أن جراحة علاج البدانة قد توفر علاجا فعالا بدون مخاطر. لذا نأمل أن يواصل البحث في المستقبل تسليط الضوء على أفضل توقيت والعلاجات الأكثر فعالية لجميع الأشخاص الذين يعانون من ظروف مرتبطة بالوزن.
عن ساينس ديلي