حرارة البحر.. رقمٌ قياسيٌّ للعام الثالث حول اليابان

علوم وتكنلوجيا 2024/05/09
...

 ترجمة: نافع الناجي

كسائر البلدان الأخرى، تعاني اليابان من تبعات الاحتباس الحراي، إذ وصلت درجات حرارة المحيطات السطحيَّة في المياه القريبة من الأرخبيل الياباني إلى مستوى قياسي، في الفترة من حزيران إلى شباط للسنة الثالثة على التوالي، الأمر الذي أثر سلباً في صناعات مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائيَّة.
ووفقاً لوكالة الأرصاد الجويَّة اليابانيَّة، كانت درجات الحرارة المرتفعة القياسيَّة لمدة ثلاث سنوات متتالية، هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ أنْ بدأت الوكالة في تتبع درجات حرارة سطح البحر في العام 1982.
ففي العام 2023، كان متوسط درجة حرارة سطح المحيط في المياه القريبة من اليابان أعلى من المعتاد بمقدار 1 درجة بين حزيران وآب، وهو متوسط 30 عاماً للفترة ذاتها من 1991 إلى 2020، حسبما ذكرت الوكالة.
أما بالنسبة للفترة من أيلول إلى تشرين ثاني والفترة من كانون أول إلى شباط، فقد كانت درجة حرارة الماء أعلى بمقدار 1.9 درجة و1.1 درجة على التوالي، وتمَّ تسجيل أكبر فرق قدره 0.8 درجة في درجة حرارة سطح المحيط في الفترة من حزيران إلى آب، مقارنة بالمعدل الطبيعي في العام 2022.
وجاء أكبر تفاوتٍ في الفترة من أيلول إلى تشرين الثاني في عامي 1998 و 1999، عندما بلغ 0.7 درجة. وبالنسبة للفترة من كانون الأول إلى شباط، فقد سجل أكبر تباين قدره 0.7 درجة في العام 1999. وجرى تسجيل الرقم القياسي، حيث سجلت اليابان وأماكن أخرى درجات حرارة مرتفعة بشكلٍ غير عادي العام الماضي، ووفقاً للوكالة كان متوسط درجات الحرارة للعام 2023 في المناطق الشماليَّة والشماليَّة الشرقيَّة هو الأعلى منذ أنْ بدأت الوكالة في جمع البيانات في العام 1946.
أما بالنسبة لغرب اليابان، فقد كانت قراءة الزئبق على قدم المساواة مع أعلى قراءة مسجلة. ومن المتوقع أنْ تظلَّ درجة حرارة سطح البحر مرتفعة هذا العام، بالنظر إلى توقعات الوكالة لدرجة حرارة الهواء لهذا العام بأنها ستظل مرتفعة أو أعلى مما كانت عليه في العام الماضي 2023.
وقالت الوكالة إن ارتفاع درجات الحرارة ملحوظ بشكل خاص على الساحل الشرقي لجزيرة (هونشو) الرئيسيَّة، نتيجة للاحتباس الحراري والتحول في اتجاه التيار الأسود، وهذا الأخير هو تيار دافئ يتدفق من الجنوب إلى الشمال، يغيّر اتجاهه إلى الشرق ويتدفق بعيداً عن اليابان بعد الاقتراب من شبه جزيرة (بوسو)، التي تفصل خليج طوكيو عن المحيط ولكن منذ ربيع العام 2023، استمر التيار الأسود في التدفق على طول ساحل منطقة (توهوكو) الشماليَّة الشرقيَّة بدلاً من السفر شرقاً.
وقال مسؤول في JMA “من غير المعتاد للغاية أنْ يذهبَ التيار الأسود إلى هذا الحد إلى الشمال ولا يزال اتجاها مستمراً”، ويجلب المد المتغير للتيار مجموعة متنوعة من الأسماك إلى منطقة (توهوكو) التي لم يتم صيدها من قبل.
وقال مسؤول في المركز، إن “مستوى درجة حرارة المياه الشهر الماضي غير مسبوق”، مضيفاً “من الصعب التنبؤ بكيفيَّة تحرك مساره”.