أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ليس مصمما لحمل رؤوس نووية، وأن قرار الأمم المتحدة المرقم بـ 2231 لا يمنع طهران من إنتاج الصواريخ.
وأضاف ظريف، في تغريدة على «تويتر»، منتقدا تصريحات للرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأميركي دونالد ترامب، بشأن البرنامج المذكور، أن «الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي، منتهكة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، بينما انتهك حلفاؤها المضمون المتعلق بتطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران». ووجه الوزير الإيراني انتقاداته لنظيره الأميركي مايك بومبيو، حول القرار 2231، وقال: إنه «خلافا لادعاءات الأخير، القرار لا يمنع إيران من إنتاج صواريخ باليستية، بل يطلب عدم إنتاج ما يستطيع منها حمل رؤوس نووية». وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريح صحفي سبق لقاءه بنظيره الأميركي دونالد ترامب: إن «الهدف من العقوبات على إيران، الحد من إنتاجها صواريخ باليستية، وتقليص نفوذها في المنطقة، وإن باريس تشترك مع واشنطن في الهدف ذاته»حسب تعبيره.
والتقى ماكرون ترامب، الذي يزور فرنسا للمشاركة في حفل أقيم بمناسبة الذكرى 75 لإنزال نورماندي، خلال الحرب العالمية الثانية.
مقترح فرنسي
في سياق الحديث عن الموقف الفرنسي من الازمة الايرانية رفضت طهران امس اقتراحا فرنسيا بإحياء المفاوضات بشأن برنامجها النووي، مشيرة إلى أن توسيع الاتفاق النووي القائم قد يؤدي إلى انهياره تماما.
وحذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، من أن «طرح قضايا تتجاوز الاتفاق النووي لا يساعد في إنقاذ الاتفاق، ولكنه سيتسبب بدلا من ذلك بزيادة عدم الثقة بين الأطراف». وقال في بيان نشر على موقع الوزارة الإلكتروني: إن «الطرف الأوروبي في الاتفاق غير قادر على الوفاء بالتزاماته»، معتبرا أن طرح مطالب جديدة «سيساعد أميركا فقط في الاقتراب من تحقيق هدفها، وهو انهيار الاتفاق النووي».
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إن «هدف الاقتراح، هو لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط»، مؤكدا أن الأمر يتطلب «الشروع في مفاوضات جديدة»، وأن باريس ترمي إلى تقليص النشاط البالستي لإيران والحد من نفوذها الإقليمي.
موقف ايراني
في الوقت نفسه اتهم عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية واشنطن، بممارسة الإرهاب الاقتصادي ضد بلاده، واعتبر أن عقوباتها ضد شركات البتروكيماويات أظهرت أن تصريحاتها باستعدادها للتفاوض فارغة.
وقال موسوي إن هذه العقوبات تشكل انتهاكا لمبادئ القانون الدولي، وأشار إلى أن واشنطن بذلك تنتهج الإرهاب الاقتصادي وتواصل سياستها العدائية ضد إيران. وفرضت الولايات المتحدة يوم أمس عقوبات إضافية على 39 شركة إيرانية في قطاع البتروكيماويات تتهمها بدعم الحرس الثوري الإيراني. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه منفتح لإجراء محادثات مع إيران، إذا أبدت رغبتها في ذلك. لكن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رد على ذلك بالقول إن طهران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، لم يستبعد الرئيس الإيراني حسن روحاني إمكانية إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة إذا رفعت واشنطن عقوباتها عن طهران وعادت للالتزام بالاتفاق النووي وتخلت عن سياسة قمع إيران.
معركة العقوبات
وفي سياق ذي صلة أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية راويش كومار، أن بلاده ستتخذ قرارها حول واردات النفط من إيران، وفقا لأمنها في الطاقة وحاجاتها الاقتصادية.
وأفادت صحيفة «أشين إيج»، نقلا عن المتحدث باسم الخارجية الهندية، بأن موقف الهند لم يتغير وأن أي قرار يتم اتخاذه حول واردات النفط من إيران سيكون وفقا للاعتبارات التجارية وأمن الطاقة والمصالح الوطنية. وأمس الخمیس، عقد اجتماع طارئ بحضور وزير الداخلية آميت ساه، ووزير الخارجية أس جيشانمار، ووزير النفط دارمندرا برادان، لاتخاذ القرار بشأن واردات النفط والغاز. وكان مسؤولون هنود قد أعلنوا الأسبوع الماضي أن الحكومة الجديدة في البلاد تسعى لإجراء محادثات مع إيران على وجه السرعة، لاستئناف استيراد النفط الإيراني وتسديد أثمان النفط المستورد من طهران بالعملة الهندية للالتفاف على الحظر الأميركي.
زيارة يابانية
الى ذلك أفادت وسائل إعلام بأن وزير الخارجية الياباني، تارو كونو، سيتوجه إلى طهران في الأيام القليلة المقبلة، تمهيدا لزيارة رئيس الوزراء شينزو آبي الى ايران. ونقلت وكالة «كيودو» اليابانية عن مصدر حكومي تأكيده أن، كونو سيصل طهران قبيل زيارة آبي المتوقعة الاربعاء المقبل، لإجراء مفاوضات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
وأكدت الحكومة اليابانية رسميا أن آبي سيصل طهران «قريبا» في أول زيارة لرئيس وزراء ياباني إلى إيران منذ أكثر من أربعة عقود، ضمن إطار جهود طوكيو لتخفيف حدة التوتر بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة.
وأعلن وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، أنه من المهم للغاية بذل المساعي لتخفيف التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، وتشجيع إيران على الالتزام بالاتفاق النووي والقيام بدور بناء في دعم استقرار المنطقة، مشيرا إلى أن طوكيو تعمل بنشاط على تحقيق تسوية سلمية للخلاف.
وحسب مصادر إعلامية، فإن زيارة آبي إلى طهران ستستمر من 12 حتى 14 من حزيران الجاري، ومن المتوقع أن يلتقي خلالها الرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى علي خامنئي.
الانسحاب من أوبك
في الوقت نفسه أكد وزير النفط الإيراني، بيغين زنغنة، أن طهران لا تعتزم الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك».
ونقلت وكالة «شانا» الإيرانية عن زنغنة قوله، امس السبت «إيران لا تعتزم الانسحاب من أوبك».
وأضاف وزير النفط الإيراني: الولايات المتحدة وصلت في السنوات الأخيرة من خلال العقوبات إلى مكان تريد من خلالها إغلاق جميع الأبواب أمامنا. وتابع زنغنة: ابتكرنا أفكارا للتغلب على هذه العقوبات، ووضعنا طرقا جديدة، وعلى أي حال هذه حرب، وسوف نقف فيها ولن نتراجع.
وأضاف زنغنة: نأسف لأن بعض أعضاء أوبك حولوا المنظمة إلى محفل سياسي لمواجهة اثنين من الأعضاء المؤسسين، هما إيران وفنزويلا.