صورٌ علميَّة جديدة للكون من التلسكوب «إقليدس»

علوم وتكنلوجيا 2024/05/26
...

 باريس: أ ف ب

نشرت وكالة الفضاء الأوروبية أول مجموعة صور علمية للكون التقطها التلسكوب الفضائي الأوروبي «إقليدس» (Euclid) الذي سيرصد مليارَي مجرة في ست سنوات سعياً إلى توفير معطيات عن لغز المادة المظلمة الكونيّ.

وكان “إقليدس” الذي وصل إلى الفضاء في تموز الفائت التقط في تشرين الثاني أولى الصور للكون، وصفها رئيس وكالة الفضاء الأوروبية يوزف أشباخر بأنها “مذهلة”. وأوضح منتج الصور والبيانات العلمية للتلسكوب عالم الفلك في هيئة الطاقة الذرية الفرنسية جان شارل كوياندر أن الصور الجديدة “قابلة للاستخدام العلمي”.

فوراء مجموعة الصور هذه التي أُنتِجَت بمشاركة عالم الفلك الإيطالي جوفاني أنسيلمي، تكمنُ بيانات من أحد عشر مليون مصدر سماوي موجود فيها. وتتيح هذه البيانات “لعلماء الفيزياء الفلكية في كل أنحاء العالم بالإفادة من المعلومات”، وأولّهم معدّو المقالات العلمية العشرة المرتبطة بالصور.وأبرز ما في هذه الصور العنقود المجريّ “أبيل 2390” الذي يقع على بعد نحو 2,7 مليار سنة ضوئية من الأرض. ورصدت صورة “إقليدس” في ثلاث ساعات فحسب من المراقبة أكثر من 50 ألف مجرة.

في الوسط، تُبيّن أقواس مضيئة وجود مادة مظلمة ذات كتلة كبيرة غلى درجة أنها تحرف ضوء المجرات البعيدة. وتشكّل المادة المظلمة، وهي فئة افتراضية من المادة يعتقد أنها تشكل ربع الطاقة في الكون، الغرض الرئيس لمهمة “إقليدس”، وكذلك الطاقة المظلمة الكفيلة توفير تفسير لتوسُّع الكون. ويظهر بالفعل ضوء شاحب في العنقود المجريّ “أبيل 2390”، متأتٍ من النجوم المقذوفة خلال تحرّكات المجرّات، وتشكّل هذه النجوم في نهاية المطاف “نوعاً من السحابة التي تحيط بالمجموعة بأكملها”، على ما شرح كوياندر. واعتبر علماء الفلك أن هذا الضوء بمثابة “أثر” للمادة المظلمة التي تضمّ هذه النجوم المنعزلة في شبكات جاذبيتها. 

وفي صورة سديم “ميسييه 78”، ينغمس “إقليدس” في حاضنة نجوم، حيث تنوء سحب جزيئية، وهي خليط من الغاز والغبار، تحت ثقلها. عادة، تكون نسبة تبلغ نحو 10 في المئة من هذه المادة موجودة بشكل مكثّف في نجوم شابة. وشرح عالم الفلك أن طابعها الشاب هذا يجعلها “بالغة النشاط، مع إنتاج رياح نجمية تدفع سحب السديم إلى الخلف”. وتُظهر المناطق الوسطى والعليا في الصورة اكتمال هذه العملية بنجوم شديدة السطوع داخل التجاويف، ورياحها النجمية التي “صقلت ودفعت السحابة المتراجعة إلى الخلف”.

وفي المقابل، في الجزء السفلي من السديم، “تتفتح أشياء (...) مع أشياء لامعة تحاول الخروج”، وهي نجوم باتت جاهزة للظهور بعد فترة تمخّض تصل إلى ملايين السنين. 

وتتيح بيانات الصورة لعلماء الفلك إحصاء نجوم هذه المجرّة، وكذلك رسم خريطة توزّعها، بالإضافة إلى سحب الغاز التي تتشكل فيها.