القدس المحتلة: وكالات
كشفت شبكة "سي أن أن"، أمس الأربعاء، عن أن إسرائيل استخدمت قنابل "جي بي يو-39" من طراز "سي دي بي" أميركية الصنع لقصف مخيم النازحين في رفح جنوبي قطاع غزة مساء الأحد الماضي، مؤكدة أن مثل هذا النوع من القنابل لا يمكن أن يستخدم في المنطقة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي.
ومن خلال تحليل مقطع فيديو جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي من مكان الحادث بناء على تأكيدات خبراء بالأسلحة المتفجرة؛ شددت الشبكة على أن ذيل القنبلة الأميركية الذي يبقى بعد انفجارها وُجد في مكان الاستهداف.
ونقلت الشبكة عن خبير بالأسلحة قوله إن القنبلة - التي تصنعها شركة بوينغ - هي ذخيرة عالية الدقة مصممة لمهاجمة "أهداف ذات أهمية ستراتيجية"، مشيراً إلى أن استخدام ذخيرة بهذا الحجم سيؤدي إلى مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان.
وأوضحت الشبكة - نقلاً عن مختص آخر - أن إسرائيل كان يمكن أن تستعمل طرازاً آخر من القنبلة ذاتها يمكنه أن يقلل الخسائر في حياة المدنيين، لكنها لم تفعل ذلك.
بدورها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ضابط أميركي متقاعد قوله، إن استخدام إسرائيل هذا النوع من القنابل يشير إلى استمرار إهمالها حماية المدنيين.
وأودت المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في منطقة كان قد صنفها "إنسانية آمنة" بحياة 45 فلسطينياً - معظمهم من النساء والأطفال - قضى أغلبهم حرقاً، فيما أصيب العشرات بحروق شديدة وحالات بتر، وسط عدم قدرة المستشفيات على تقديم العلاج.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تعد المورد الرئيسي والأكبر للأسلحة لإسرائيل، وفي نيسان الماضي وقّع الرئيس جو بايدن على قانون يمنح تل أبيب 15 مليار دولار من المساعدات العسكرية.
في غضون ذلك، قالت القناة الـ13 العبرية، إن إسرائيل تتحسب لقرار وشيك للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصنفها "دولة تقتل الأطفال"، ضمن ما يعرف بـ"قائمة العار".
وذكرت القناة في تقرير، أن "ماراثون نقاشات يجري في إسرائيل حالياً تمهيداً لقرار دراماتيكي خلال أيام، يحسم ما إذا كانت إسرائيل ستدرج في القائمة السوداء للأمم المتحدة للدول التي تقتل الأطفال".
وتتعلق المخاوف الإسرائيلية بالقائمة السنوية المتعارف عليها في وسائل الإعلام باسم "قائمة العار"، والتي تضم الأطراف المشاركة في نزاعات مسلحة وترتكب انتهاكات جسيمة بحق الأطفال.
وأضافت القناة الإسرائيلية، أنه "وفق التقييم المتبلور في النقاشات التي جرت داخل مجلس الأمن القومي والجيش الإسرائيلي، فإن الأمم المتحدة ستعلن ولأول مرة بالفعل أن الجيش الإسرائيلي هو منظمة تؤذي وتقتل الأطفال".
وأشارت القناة إلى أن الإعلان الأممي المرتقب يثير قلقاً كبيراً لدى كبار المسؤولين الإسرائيليين، لأنه يأتي على خلفية سلسلة من القرارات الدولية ضد إسرائيل، كما أن له عواقب عملية قد تضر بإمدادات الأسلحة إلى إسرائيل.
وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 15 ألف طفل في غزة منذ بدء حربه على القطاع، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، أي بنسبة تتجاوز 40 بالمئة من إجمالي عدد الشهداء.
إلى ذلك، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 7 عسكريين خلال معارك في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من إعلان كتائب القسام إيقاع قتلى وجرحى من جيش الاحتلال في كمين مركّب بمدينة رفح المنكوبة.