الليلُ يسدلُ ظلامَهُ على الشورجة

الصفحة الاخيرة 2024/06/02
...

  بغداد: محمد إسماعيل

لا تأفل الحياة في الشورجة، ولا يخبو وهج الشراء والبيع.. مساومات مستمرة لتخفيض الأسعار و... حوريات يكوين الشباب بفتنتهن فيتلكأ العمل ويغلقون المحال عند حلول الغروب مسدلين الليل ستاراً يغرق الدرابين في ظلام قاسٍ يطبق على الروح كآبة. تلك الدرابين تعد أسواقاً متخصصةً تزيد على تسعة عشر فرعاً، هي أسواق: الصابون والتوابل والقرطاسية والزجاجيات والفرفوري والفافون إلى غير ذلك.. تسع عشرة دربونة، مداخلها تشكل واجهة الشورجة، ونهاياتها تصب في ثلاثة عشر خانًا.. خان لاله الصغير وجني مراد، وسبب تسمية الخان بـ (جني مراد) هو أنه عند احتراقه وانهيار بعض جهاته ظهر وراءها بناء فتخيل الناس أن البناء الذي ظهر هو من عمل الجن، ثم خان الأمين وخان الآغا الكبير وأربعة جوامع، منها: النخلة والنوبجي. للدخان سر يعطر العقول بمقهيين اثنين.. أحدهما تسمى "مقهى المعلكة" لوقوعه على سطح إحدى العلاوي.. يرتاده قراء المقام، وفيه قرأ المقام عبد الرزاق القبانجي والد الفنان محمد القبانجي؛ ما يجعل الآخرين متخشبين حجراً مقابل طاولة البيع والشراء.. بمرونة مشوقة.. فكل مشترٍ صديق وكل بائع صاحب مضيف.