صوفيا لورين.. معبودة الفقراء

الصفحة الاخيرة 2024/06/04
...

 نابولي: آمنة عبد النبي

فوق حيطان نابولي ذات الأسرار المرعبة، تغمز صوفيا، فتدوّخ الكون بعينيها المسحوبتين كحبتي لوز شهيتين.. قاتلتين يقدح منهما شرر بركان فيزوف الذي كلما أمعن السكان النظر الى عظمة غيومه الانفعالية المجمرة، فقدوا القدرة على التنفس، وهذا يفسّر غموض المدينة المجنونة التي لم تطق البقاء على قيد الحياة بعيداً عن الالتصاق بوجه الديڤا.. معبودة فقراء نابولي، فرسمت على الحيطان حُسنها الخام غير الآبه بعدسات البابارتزي المتطفلة، مع أن كل زقاق يضُمّ واحدة من عجائب الآركيولوجيا "علم الأسباب" التي لا يمكن وصفها إلا بتلمسها كالأعمى، وكأن رمزيّة الوجه دلالة على وجود إيطاليا أخرى أجمل من هويّة البيتزا بالجبن والسيلڤي برفقة السمراوات، إيطاليا مُعنونة بأسرار الفتاة النحيلة، صاحبة الوجه الضيق والفم الكبير، الملقبة بـ "عود نبش الأسنان" لفرط نحافتها، وكيف تمكّنت من النجاة والوقوف أمام كاميرا السينما بدور الكومبارس، مع أن عدسة الفوتوغراف لا تطيق تصويرها، غير أن ضربة الحظ جاءت من المنتج العالمي كارلو بونتي، الذي لمحها في تلك المسابقة الخائبة فأعجبه شكلها لتكون بطلة أفلامه، ومن ثم أصبحت مع الوقت بطلة قلبه وسيدة البيت ومن ثم انتهى بها المطاف لتجلس على عرش الجمال الخالد من دون منازع.