مظفر النواب في اتحاد الأدباء

منصة 2024/06/04
...

 بغداد: نوارة محمد

أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق جلسة لاستذكار الراحل مظفر النواب في جلسة حضرها الشاعر رياض النعماني والفنان سعدون جابر أدارها الشاعر منذر عبد الحر.
وتحدث عبد الحر عبر الجلسة عن أهمية أن يقيم الاتحاد العام للأدباء والكُتاب فعاليات تحتفي برواد الثقافة العربية، ممن أثروا في تاريخ الشعر العراقي كمظفر النواب الذي خرج على القوالب المألوفة وتميز بروح التمرد.
أما الأمين العام لاتحاد الأدباء والكُتاب في العراق الشاعر عمر السراي فقد قال: على مدى فترات طويلة كان اتحاد الأدباء يحتفي برواد الثقافة العراقية ومؤسسيها، وها هو اليوم يستذكر واحدًا عاش مع قضية النضال وملأ فضاءات شعره بالدفاع عن المسحوقين في البلاد العربيّة، الفذ والعبقري والخالد في مواقفه مظفر النواب الذي هتف من هذا المكان من اتحاد الأدباء قائلاً، "إنني في أقدس مكان في الأرض، خرج حيًّا مشيّعًا ومشيعًا لنا في رحيله الذي يشبهه".
من جهته قال الشاعر رياض النعماني إنّ "الحديث عن مظفر النواب يشكل صعوبة، بوصفه علامة فارقة
في تاريخ الشعر العربي، فهو شاعر كبير لا يمكن تصور المشهد
الشعري العربي من دونه. ومنذ أن شحن النص الشعري بدفق من الاحساس والغضب والجمال المفرط، فكانت النتيجة قصائد آسرة ومدهشة".
ويتابع: أن "مظفر النواب هو واحدٌ ممن أطاحوا بقوالب اللغة الجامدة واستبدلها بمفردات يوميَّة متداولة، فارتقى بها لتصبح مفردات شعريَّة.. وما من كلمة لا تصلح للشعر لدى النواب، كل ما يمكن قوله في الحياة يمكن توظيفه في الشعر.. هكذا تمكن من جعل القصيدة الفصحى طيعة وفي متناول القارئ البسيط غير النخبوي، وبذلك كسر احتكار تعاطي الشعر واقتصاره على النخبة.. من جانب آخر، النواب واحد من أبرز الأمثلة الشامخة على الشعراء الذين عاشوا على وفق المبادئ التي تبنوها، ولم يتنصّل منها في زمن تفنن فيه الآخرون في اللعب على الحبال.. مظفر النواب عاش وعانى وخبر التنكيل والملاحقة ولم يترك ما آمن به وهذا بحد ذاته نادر على مر العصور".
أما الناقد فاضل ثامر فأشار في حديثه الى أن النواب كان وما زال يمنحنا القدرة على المقاومة على ثبيت أقدامنا في ميادين الثقافة والأدب والنضال، وهو شاعر مفرط بالإنسانيّة والشعر، موضحًا أن الفترة التي عاش فيها مع النواب في سجون العراق أيام النضال أثرت في تاريخ العراق وكل ما التحق بتلك الفترة الذهبيَّة.  
من جهته قال الشاعر حميد قاسم إنَّ "النّواب  الشعريَّة الفريدة جعلته علامة فارقة بين مجايليه، إنّه يرسم صوره بحداثة لا تنتمي إلا إليه، لقد رحل عن عالمنا، لكن قصائده الصارخة الساخرة لا تغيب عن أذهاننا، لأنّها تحكي نكباتٍ ممتدّة وخذلانًا مستمرًا وقهرًا ما زال جاثمًا على الصدور".