السعال الديكي، المعروف أيضا باسم الخناق أو الشاهوق الحاد، هو مرض شديد العدوى وأحد الأسباب الرئيسية للوفيات التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وتحدث سنويا ما لايقل عن 30-50 مليون حالة اصابة بالمرض، ونحو 300-500 ألف حالة وفاة كل عام. وتحصل معظم الوفيات في الأطفال دون السنة الاولى من العمر. وتقع 90 بالمئة من جميع الحالات المرضية هذه في بلدان العالم الثالث.
يتميز السعال الديكي عند الرضع والأطفال الصغار في البداية بأعراض عدوى الجهاز التنفسي الخفيفة مثل السعال والعطاس وسيلان الأنف. وبعد أسبوع الى أسبوعين، يتغير السعال مع نوبات متبوعة بصوت يشابه صياح الديك. وقد يتبع نوبات السعال القيء ليس بالضرورة بسبب الغثيان بل بسبب العنف الشديد للسعال والذي يؤدي في الحالات الشديدة الى سوء التغذية.
يمكن أن تحدث النوبات من تلقاء نفسها عن طريق التثاؤب أو التمدد أو الضحك أو الصراخ. ويتناقص السعال تدريجيا على مدى شهر الى شهرين. وتمتد فترة الحضانة من 7 الى 10 أيام.
وتشمل المضاعفات الأخرى للمرض الالتهاب الرئوي، التهاب الدماغ، ارتفاع ضغط الدم الرئوي والعدوى البكتيرية الثانوية الفائقة.
ينتشر السعال الديكي عن طريق الاتصال مع الافرازات والمواد السائلة المتطايرة في الرذاذ المحمول في الهواء من الأغشية المخاطية للأشخاص المصابين عند العطاس أو السعال.
انتشار واسع
تشير البحوث الجديدة من وزارة الصحة الكندية في اونتاريو، ومركز معهد العلوم السريرية، أن حالات السعال الديكي تحدث أكثر بكثير مما كان معروفا، مما يعزز أهمية التوجه الحديث لأخذ اللقاحات للحماية من المرض. فهذا المرض يحصل نتيجة بكتريا الجهاز التنفسي المعدية.
ويتسم لدى العديد من الناس بسعال متقطع حاد، تليه صعوبة حادة أيضا في التنفس يبدو كما لو أنه صوت نعيق أو عويل. ثم يستفحل فيصبح على شكل سعال حاد مستمر وهو علامة على وجود المرض.
وفي حالات الأطفال الرضع، فقد لا نجدهم يسعلون على الاطلاق، وبدلا من ذلك، يواجهون صعوبات في التنفس، أو أنهم قد يتوقفون عن التنفس مؤقتا. فالرضع هم الأكثر تعرضا لمخاطر الاصابة بمضاعفات جدية من السعال الديكي. وتحدث حالات وفيات الأكثر شيوعا بين الأطفال الرضع بخاصة أولئك الذين هم أصغر من أن يكونوا محصنين ضد المرض.
وفي الوقت الذي تستدعي الحاجة الى ضرورة الابلاغ عن السعال الديكي، الا ان دراسة جديدة تشير الى أن حالات الاصابة بالمرض لا يتم الابلاغ عنها بشكل كبير. وقد قارن الباحثون بين ثلاث مجموعات مختلفة من البيانات في أونتاريو، وقاموا بمراجعتها مع بيانات مراقبة الأمراض التي يمكن الابلاغ عنها في مجال الصحة العامة، وبيانات مختبر الصحة الوطنية المركزي، فوجدوا أن العدد الاجمالي الموجود في بيانات الصحة العامة والبيانات التقديرية للحالات بين الرضع كان الضعف تقريبا للحالات المسجلة لما يقدر بنحو ألف حالة تشمل مجموعات البيانات الفترة من العام 2009 -2015.
وبالنسبة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة وما فوق، كان العدد الاجمالي لحالاته تقريبا ثمانية أضعاف العدد المبلغ عنه فعليا (13 ألف حالة مقابل ألفي حالة فقط تم الابلاغ عنها للصحة العامة).
ولاحظ الباحثون أن أحد العوامل الرئيسية وراء نقص التقارير، هو تباين آراء الأطباء الذين يتعرفون على المرض ويبلغون عنه. وتشير هذه الأرقام بوضوح، الى أن مرض السعال الديكي منتشر في المجتمع أكثر مما ندرك، مما يجعل من مخاطر اصابة الأشخاص ونشر المرض بنسبة أعلى.
تقول الدكتورة ناتاشا كروفت، رئيسة أبحاث وتقييم المناعة التطبيقية في جامعة اونتاريو الطبية، وهي أيضا مؤلفة البحث: “السعال الديكي مرض يمكن الوقاية منه بلقاح. وهذه النتائج البحثية تعزز حاجة الناس للتأكد من أن تحصيناتهم محدّثة للحد من العدوى المحتملة وانتشارها خصوصا للأشخاص الذين يهتمون أو هم على اتصال مستمر ومباشر مع الأطفال الصغار. اذ ان ضمان أن تكون عمليات التطعيم محدّثة هي إحدى الطرق للسيطرة على تفشي المرض في المستقبل. فضلا عن ذلك، يمكن أن تساعد بيانات المراقبة الأفضل لالتقاط الوقوع الحقيقي للسعال الديكي في المقاطعة بتمكين القرارات المستندة الى الأدلة عندما يتعلق الأمر بتوقيت وتطعيم اللقاحات”.
حقائق سريعة
- تم تقدير 13 ألف حالة من حالات السعال الديكي مقابل ما يقرب من ألفي حالة تم الابلاغ عنها للصحة العامة من العام 2009 الى العام 2015 لدى من تتراوح أعمارهم بين عام واحد وما فوق.
- بيانات المراقبة المحلية للصحة البشرية لا يتم الابلاغ عنها بشكل كاف.
- ملاحظة عدم الابلاغ عن مرض السعال الديكي بشكل عمومي، باستثناء 33 حالة تم الابلاغ عنها بعد دخول المستشفى، فيما لم يبلغ عن 550 مريض في العام 2017 .
- 655 حالة وفاة في العام 2016، مقابل 30 حالة فقط تم الابلاغ عنها عن طريق المستشفى في العام 2015.
– 463 حالة وفاة في العام 2015، لكن تم الابلاغ عن 36 حالة فقط من قبل المستشفى في العام 2016-2017
نحو 80 بالمئة من المستشفيات استقبلت معظم الحالات للأطفال الذين تقل أعمارهــــــــم عن خمس سنوات.
عن ساينس ديلي