طهران: محمد صالح صدقيان
تتصاعد حدّة التوتر بين الوكالة الدوليَّة للطاقة الذرية وإيران علی خلفية تقديم الترويكا الأوروبية مشروع قرار لمجلس محافظي الوكالة المذكورة يدين إيران بسبب عدم التزامها مفاد الإجراءات المذكورة في الاتفاق النووي الموقع عام 2015، في وقت هدد الحرس الثوري الإيراني إسرائيل بالرد علی مقتل أحد مستشاريه في مدينة حلب السورية.
وكانت الترويكا الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تقدمت بمشروع قرار لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين إيران بسبب عدم التزامها الاتفاق النووي الذي وقعته مع المجموعة الغربية عام 2015.
واتهمت إيران الإجراء الأوروبي بأنه محاولة لـ"تسييس عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحويلها لساحة لتصفية الحسابات"؛ وأنَّ هذه الخطوة "متسرعة وغير بناءة".
وكانت واشنطن قد أعربت عن شكوكها بشأن دعم هذا القرار "لأنها لا تريد تصعيد التوترات مع إيران"، عشية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة؛ لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أعلن الثلاثاء أنَّ واشنطن تقدر التحالف مع شركائها الأوروبيين ولن تتصرف ضد اتجاه حلفائها.
وليس من الواضح كيف سيتصرف المندوب الأميركي مع مشروع القرار الأوروبي، إذ لوّحت في وقت سابق بأنها ستمتنع عن التصويت، لكن مصادر رأت عدم الحاجة إلی أغلبية ثلثي الأصوات للموافقة علی القرار.
ويركز القرار الأوروبي علی قضايا ما تزال عالقة بين إيران والوكالة الدولية مع دعوة طهران لاتخاذ "الإجراءات الضرورية والعاجلة" لحل قضايا الضمانات التي تطالب بها الوكالة.
وفي الوقت الذي أصدر مندوبو بريطانيا وفرنسا وألمانيا في مجلس محافظي الوكالة الثلاثاء بياناً مشتركاً في المجلس أدانوا فيه إيران بالتقاعس عن تنفيذ الإجراءات الواردة في الاتفاق النووي وخفض التعاون مع الوكالة المذكورة؛ أصدر مندوبو روسيا والصين وإيران بياناً مشتركاً فجر أمس الأربعاء دعوا فيه جميع الأطراف للعودة للاتفاق النووي الموقع بين مجموعة 5+1 وهي أميركا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين إضافة إلی إيران.
وشدّد البيان علی دعم هذه الدول للاتفاق النووي "ولم يتغير دعمنا للاتفاق النووي منذ عام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة بشكل أحادي وغير مشروع من هذا الاتفاق، وأصبح فرض عقوبات أحادية وغير مشروعة وممارسة سياسة الضغوط القصوى على إيران نقطة تحول لهذا الاتفاق"، لافتاً إلی أنَّ "الوقت قد حان كي يبدي الغرب إرادة سياسية ويتخذ خطوات لإحياء الاتفاق النووي".
في الأثناء، توعد حسين سلامي قائد قوات الحرس الثوري إسرائيل بالرد والانتقام لاغتيال أحد المستشارين الإيرانيين العاملين في سوريا أثناء غارة جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي علی موقع في مدينة حلب السورية الأسبوع الماضي.