غزل الصوف.. عملٌ يدوي

استراحة 2024/06/13
...

 بغداد: سرور العلي 


تقضي الاربعينية انتصار عليوي معظم وقتها في غزل الصوف وصباغته، ومن ثم صنع السجاد ، الذي يبدو فيما بعد كتحفة فنية من تراث بلادنا العريق.

وقد ألهمت تلك المهنة عليوي وتوارثتها عن جدتها، وهي أحدى الحرف التي كانت تمارس قديماً، وتشكل جزءاً من الهوية العراقية، إذ تعكس النقوش الدقيقة والكلمات والرموز السومرية لمسة فريدة، تكاد تختفي اليوم مع التقدم التكنولوجي، واللجوء إلى البضائع المستوردة.   

وفي حديثها لـ”للصباح”، أوضحت: “الغاية من عملي هو أحياء التراث، وفقاً لخبرتي والخامات المتوفرة، وهي الصوف والألوان، إضافة إلى إيجاد دخل مادي لأسرتي ولتوفير لقمة العيش، وتكون صناعة السجاد بحسب الطلب أو لإنتاج كميات منه، لغرض عرضها على منصات التواصل الاجتماعي». 

ولفتت عليوي إلى أن هناك بعض التحديات التي واجهتها، ومنها عدم وجود سوق رائجة لهكذا منتجات، ونقص المواد الأولية والخامات، التي تدخل بشكل مباشر في العمل، لكن بالاصرار والعزيمة نجحت بتجاوز الصعوبات، وتوفير ما تحتاجه من البيئة المحيطة بها، وتنوعت أعمالها لتشمل صناعة الوسائد، والأكسسوارات التراثية أيضاً.

وفي ما يتعلق بتفاصيل العمل أشارت عليوي إلى أنها تقوم بجلب الصوف وتنظيفه، ومن ثم غزله وتلوينه، واطلقت على عملها بـ”الوركاء”، نسبة إلى مهد الحضارات ومدينة الحرف الأول، وكونها تنحدر من محافظة المثنى، وتسعى بأن تكون لديها ورشة متكاملة، لغرض الإنتاج، وأن تصل أعمالها لكل انحاء العالم، لتمثيل هوية العراق التراثية. 

وتأمل عليوي في ختام حديثها بأن نهتم بالماضي، وتوظيفه في أعمالنا اليوم، ونقل تراثنا للأجيال 

المقبلة.