{غابات بغداد} خطوة لاستعادة المساحات الخضراء

العراق 2024/06/24
...

 بغداد: هدى العزاوي


أثنى مختصون في التنمية المستدامة والتنمية الاقتصادية على مشروع "غابات بغداد" الذي من المؤمل أن يقام على أرض "معسكر الرشيد سابقاً"، عادين أن المشروع يعكس التزام العراق بمخرجات "مؤتمر المناخ"، والمضي قدماً في الإصلاحات البيئية التي تعهد بها، وبالتالي فإن إنشاء هذه الغابات سيسهم في تحسين البيئة وتقليل الضغط الحراري على العاصمة بغداد، بالإضافة إلى تعزيز التنوع البيئي وتقليل الآثار السلبية للتغير المناخي.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد في وقت سابق، أن مشروع "غابات بغداد" المقام على مساحة 5000 دونم سيكون في مقدمة المشاريع التي سيتم تنفيذها.
كما أعلن أمين بغداد، عمار موسى كاظم، مطلع شهر حزيران الجاري، عن قرب إطلاق العمل بمشروع تحويل أرض معسكر الرشيد جنوبي العاصمة إلى غابات ومناطق ترفيهية مستدامة تعد الأكبر من نوعها في العراق.
إلى ذلك، قال رئيس مؤسسة أصول للتنمية الاقتصادية والمستدامة، خالد الجابري في حديث لـ"الصباح": إن "مشروع (غابات بغداد) خطوة جريئة ومهمة تهدف إلى توفير منفذ جديد للعاصمة، حيث تعاني بغداد من نقص حاد في المساحات الخضراء والحدائق؛ نتيجة للسياسات غير المدروسة واعتماد العشوائية في تنفيذ المشاريع دون أي تخطيط مسبق واحترام التصميم الأساسي للمدينة".
وبيّن، أن "هذه السياسات العشوائية أدّت إلى زيادة ظاهرة الجزر الحرارية ،حيث ترتفع درجة حرارة المدينة بمعدل لا يقل عن خمس درجات مئوية نتيجة زيادة كثافة المباني والتعدي على التنوع البيئي والطبيعي داخل المدينة"، وأوضح، أنه "في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في العراق والسياسة غير المدروسة التي تنتهجها بعض المؤسسات، شكّلت ضغوطاً كبيرة على الخدمات الأساسية، وخاصة الطاقة الكهربائية، لذا فإن مشروع (غابات بغداد) يعد تنفيذاً مهماً لتوجيهات رئيس الوزراء، خاصة بعد التعدي على الحزام الأخضر وتحويله إلى مناطق سكنية".
ولفت الجابري، إلى أن "مشروع (غابات بغداد) يأتي كخطوة إيجابية بفضل الحكومة الحالية، ويعكس التزام العراق بمخرجات (مؤتمر المناخ) والمضي قدماً في الإصلاحات البيئية التي تعهد بها. وسيسهم إنشاء هذه الغابات في تحسين البيئة وتقليل الضغط الحراري على المدينة، بالإضافة إلى تعزيز التنوع البيئي وتقليل الآثار السلبية للتغير المناخي"، وبيّن، أن "هذه الخطوة تؤكد على أهمية التخطيط السليم والتنمية المستدامة في تحسين نوعية الحياة في بغداد، وتشجيع استخدام المساحات الخضراء لتخفيف الضغط على البنية التحتية والخدمات العامة، من خلال تنفيذ هذا المشروع"، إلا أن الجابري انتقد بعض المشاريع التي تنفذها "أمانة بغداد" باستبدال النباتات بالمقرنصات، مطالباّ إياها "بالعمل بما يتوافق مع التزامات العراق وتوجيهات رئيس الوزراء".
من جانبه، وقال رئيس المركز الإقليمي للدراسات، علي الصاحب في حديث لـ"الصباح": إن "العاصمة بغداد تعاني من العديد من الانهيارات الديموغرافية والعمرانية، إضافة إلى الازدحام المروري", منبهاً إلى أن "العاصمة بغداد تحتضن ما يقارب تسعة ملايين مواطن وفيها ما يقارب خمسة ملايين عجلة، ما أحدث نوعاً من الإرباك، في وقت لا توجد فيه حلول".
ولفت إلى "جهود رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمعالجة هذه المشكلات، بدءاً بفتح الجسور لتخفيف الازدحام المروري، مروراً بإحداث ثورة في البناء الحضري، رغم التراكمات والأخطاء على مدى عشرين عاماً، وبجهود متواصلة من السوداني وضع ضمن أولويات تنفيذ المشروع؛ مشروع (غابات بغداد) الذي يعتبر من المشاريع الستراتيجية العملاقة التي ستشكل نقطة تحول في بعض خطط التنمية الذي يعمل رئيس الوزراء على استكماله".
وأوضح الصاحب، أن "مساحة المشروع تبلغ حوالي (5) آلاف دونم، وستضم منطقة معسكر الرشيد سابقاً مرافق سياحية وترفيهية ومراكز تسوق تجارية إضافة إلى فندق كبير ومساحات خضراء وحدائق، وفق تصاميم هندسية بإشراف أمانة بغداد والتي نأمل أن تكون بالمستوى اللازم لتنفيذه"، مشيراً إلى أن "هذه المشاريع تتوافق مع التطور العمراني والحداثة، وربما تكون بداية لمشاريع تطوير وفتح العاصمة على المناطق البعيدة عن المركز لإزالة الاختناقات بكافة أشكالها".