هل يحصل عمُال {الدليڤري} على حقوقهم كافة؟

منصة 2024/06/30
...

 بغداد : نوارة محمد

يقضون معظم ساعات عملهم تحت درجة حرارة تتجاوز ٥٠ درجة مئوية، ويدفعون ثمن رداءة الطُرق والسياسات غير المدروسة في شبكات النقل والمواصلات، يتعرضون لحوادث مروعة، وهم يستقلون درجات نارية لممارسة عملهم وهم غالبا ما يشكون سوء معاملة الزبائن، كيف يواجه عمال التوصيل المعروفين بـ "الدليڤري" غياب الحماية القانونية وغياب حقوقهم الإنسانية.
يقول مهتدى أبو الجود إن "مظاهر استغلال العامل في القطاعات الخاصة تزايدت مع عدم وجود قانون رادع يحمي هذه الطبقة المعُدمة".
ويضيف: لقد أصبحت  فرص استغلال حاجة العامل من قبل الشركات وأرباب العمل وأصحاب المشاريع والمطاعم كبيرة، وهو ما يضعنا أمام تساؤل واحد من يحمي هؤلاء من هذه الفوضى
القانونية؟
لاسيما في اعمال القطاع الخاص، فالأمر لم يقف عند عمال التوصيل فحسب، بل أنه صار واضحاً ومستشريا في أغلب المِهن، فمن لا وظيفة حكومية لّديه، عليه أن يكون جاهزا للعمل ليلاً ونهارا، وأن يكون مستعدا  للتوبيخ من قِبل مديره في إية لحظة،  ولا يستغرب إذا ما استغنوا عن خدماته في أي وقت.
من جهته يقول همام حسن إنني "أعمل لساعات طويلة يوميا تتجاوز 11 ساعة، بأجور لا تساوي تعب هذه المهنة وأنتظر أمام واجهة المطعم، لاستلم طلبيتي وأوزعها بين الزبائن، وتأخرهم يجعلني اقف أمام أبواب البيوت وقتا إضافيا آخر، وبين هذا الخطأ وذاك عليَّ دفع الثمن، وليس لّدي سوى أن أقبل بهذا الوضع البائس، فلا خيار آخر لدينا أنا ومن يعمل في قطاع خدمة التوصيل".
الظروف الصعبة التي يعيشها العاملون في هذا السوق والتحديات، التي يواجهونها على الأصعدة كافة، تزداد سوءا وتعقيداً دفعت المنظمات الإنسانية والحقوقية الى المطالبة بوضع حلول مناسبة وآليات دولية لمعالجة اوضاع العاملين في قطاع خدمة التوصيل.
يشير مرتضى اسماعيل وهو نقيب عمال التوصيل الى أن باب الأسئلة حول شمول هذه الفئة غير المستقرة بعملها بالحماية الاجتماعية مفتوح والنقابة ترصد تجاوزات دائمة بحقها، وهذا جعلنا نؤسس نقابة "عمال التوصيل" للسعي في الحصول على حقوق العاملين في قطاع خدمة التوصيل، التي تشمل خريجين وحملة شهادات دفعتهم الضغوط الاقتصادية إلى اللجوء إلى نماذج العمل على حسب الطلب في بلد يتوسع ويتنامى فيه اقتصاد العمل الرقمي الحر.
ويؤكد أننا "نعمل على تسجيل منتسبين قطاع التوصيل في الضمان الاجتماعي".
أما المهندس أحمد سامي، " 26 عاما" فقد اضطر قبل عام واحد إلى الالتحاق بشركة "طلبات" وهي منصة إلكترونية تستقبل طلبات زبائن المختلفة وتوصلها إلى منازلهم لأنه لم يجد وظيفة في مجاله تخصصه، كما يقول إنه "مع انتشار التطبيقات الالكترونية ورواجها على مستوى واسع فقد تضاعفت أعداد هذه الشريحة في السنوات الأخيرة".
ولكن في المقابل، يقول عمال التوصيل إن "متوسط الدخل لا يشمل ما يتحملونه من تكاليف مثل الوقود وصيانة للدراجات".