صباح الخزعلي
كثيرة هي المشاهدات التي تصادفنا في الشوارع والطرق بمدينة بغداد الحبيبة، منها ما يسر ومنها ما يعكر الصفو، مجسرات ومشاريع كبيرة تضفي طابعاً جميلاً على مدينتنا العزيزة، وتحل أزمات عديدة، أعقدها شدة الازدحامات واختناق الطرق، ومنها انتشار النفايات في كل مكان وفوضى في الشوارع والتقاطعات، ناهيك عن احتلال الرصيف من قبل الباعة العشوائيين وتجاوزات أخرى لا حصر لها.
مسببات
رصدت (الصباح) عبر هذا التحقيق العديد من الممارسات التي تؤثر في حياتنا، فحسب الشيخ علي كريم الغزي والذي بيّن أنه "نشاهد كثرة التكسرات في الشوارع والأنفاق وحتى الجسور والمجسرات في مدينة بغداد، مع أن تسويتها ليست بالأمر العسير والمعقد، وقد طرق الأسماع أن أمانة بغداد أطلقت حملة فحواها "بغداد بلا طسات" فأين جهد أمانة بغداد وحملتها المزعومة، لأن وجود هذه الطسات يؤثر بشكل كبير في حركة السير والمرور وزيادة الازدحامات، ويؤدي كذلك إلى حدوث عطلات كثيرة في السيارات جراء تلك الطسات".
مشيراً إلى أن "وجود قطع دعاية متعددة في الشوارع والتقاطعات، وصور ويافطات كبيرة وصغيرة ومتوسطة للحملات الانتخابية لمجالس انتخابات المحافظات التي فاز فيها من فاز وخسر فيها من خسر، والتي انتهت منذ فترة ليست بالقصيرة، وبطبيعة الحال فإن تلك القطع واللوحات الدعائية تشوه مناظر الشوارع والساحات، وتقطع سبل المارة عبر الجسور والشوارع".
رقابة ضعيفة
بدوره يقول الإعلامي حسن العطواني: إن "التجاوزات استفحلت في كل مكان على الأرصفة والجزرات الوسطية، وأخذ أصحاب المحال يقتطعون مساحات إضافية من الشارع أمام محالهم ويضمون بناءها إليهم بالبلوك او "الثرمستون" أو حتى بالديكورات الخشب و"الفايبر كلاس" من دون خوف أو وجل من حساب أو رقابة، وعملهم يكون في ساعات الليل بعيداً عن عيون الرقابة الغائبة، ما يؤثر سلباً في الشوارع والأسواق وهو من دون شك عمل غير قانوني100%.
فضلاً عن كثرة النفايات في كل مكان وعدم جدية عمل الكابسات الخاصة بها، وخصوصاً في المناطق الشعبية، ما يؤثر سلباً في جمالية المناطق، وانتشار الحشرات والروائح الكريهة"، منوهاً بأن "هناك تشويهاً للشوارع والساحات، وتلك الكابسات لا تزور المناطق إلا بين فترة طويلة وأخرى، وتختار أماكن يتلقى فيها العمال "إكراميات" على مناطق يفتقدون فيها لتلك
الإكراميات".
للزحام نصيب
المواطن مهند خميس بيّن لـ (الصباح)، أنه "يحز في أنفسنا كعراقيين أن نشاهد دولاً فقيرة ونامية تولي موضوع النظافة اهتماماً كبيراً، ويتعاون المواطن مع عمال البلدية والنظافة في وضع النفايات في أماكنها المخصصة من دون حسيب أو رقيب، وما نشاهده في العديد من مدننا إهمال هذا الجانب، فتجد النفايات منتشرة في كل مكان مع وجود حاويات في البعض من المناطق، ما يجعلها تسبب الأمراض والروائح التي تزكم الأنوف وتشوه منظر المدينة، فضلاً عن الانطباع السيئ الذي تحوذ عليه".
أما الطالبة آمنة جهاد، فتؤكد بأن "الطرق في مدينتنا العزيزة بغداد لا تصلح لسير المركبات بسبب قدم التبليط وكثرة الحفر فيها، و"الطسات" التي تؤدي إلى عطل السيارات، ناهيك عن الازدحامات التي تخلفها تلك الحفر التي يمكن معالجتها بطرق بسيطة لا تصعب على أصحاب القرار فيها، خصوصاً أنهم متواصلون بردم العديد من الحفر وتسوية الشوارع خدمة للصالح العام".
الدكتور عدنان سدخان جبر وجه دعوة إلى الجهات ذات العلاقة بكشف الأوراق ومحاسبة المتجاوزين على الأرصفة والدور والجزرات الوسطية، وكذلك القيام بحملة توعوية عن أهمية النظافة العامة، وعدم رمي النفايات في الشوارع والساحات والأماكن النظيفة، بل أن هنالك أماكن خاصة لها ومحاسبة المقصرين في هذا الجانب، حيث كثرت في بغداد "الطسات" والحفر نتيجة القيام بأعمال بلدية مختلفة تخص شبكات الكهرباء والهاتف والماء ومشاريع التبليط وغيرها الكثير، من دون ردم تلك الطسات ومعالجتها بطرق بسيطة لا تكلف الميزانية كثيراً، بل تعود بالنفع على الجميع".
ويضيف سدخان "نأمل أن نعمل جميعاً من أجل عراق خالٍ من الطسات والمخالفات والنفايات التي تتعامل معها دول العالم بطرق مفيدة جداً".
الشيخ حسن عبد باشخ اختتم هذا التحقيق بقوله، إن "ردم الطسات في البعض من شوارع مدينة بغداد لا يحتاج إلى جهود عملاقة، فقط هو بحاجة إلى كميات من مادة القير، وكل دائرة بلدية في قاطع مسؤوليتها، حتى أن هذا الجهد لا يكلف كثيراً سواء في الوقت أو في الملاكات البشرية العاملة في دوائر أمانتنا العزيزة، وهو يعود بالنفع على جميع مستخدمي الطريق، ويسهم في التقليل من الاختناقات المرورية والحوادث المرورية المؤسفة".
منوهاً بأن "العديد من المواطنين قاموا باقتطاع مساحات في وضح النهار حسب هواهم من الرصيف تارة، ومن أمام الدور تارة أخرى، وهذا الأمر يشوه منظر المدينة، ولا نجد هناك أي رادع أو محاسبة لأمثال هؤلاء المتجاوزين، ونحن نناشد عبر منبركم الوطني بأن يحاسب هؤلاء المتجاوزون لأن الوضع لا يمكن التغاضي عنه عاجلاً أم آجلاً".