بغداد: محمد إسماعيل

صدح راديو بغداد أو إذاعة بغداد، كثاني محطة إذاعيَّة سُمِع صوتها في العالم العربي بعد إذاعة القاهرة، إذ افتتحت رسمياً يوم 1 تموز 1936.. سمّيت أواخر الأربعينات بـ"محطة بغداد للإذاعة اللاسلكيَّة.. محطة الحكومة".وقالت مدير إذاعة بغداد من شبكة الإعلام العراقي سمية جياد لـ "الصباح": نغرف من معين تاريخ ذي أمواج متدافعة بالعمل المهني.. سلاماً، مؤكدة أنَّ مجمع الإذاعات في شبكة الإعلام العراقي وريث أمثل وأنموذج متطور، ينطلق من الجذر التأسيسي للبناة الأوائل في البنكلة.
قدس أقداس الإعلام العراقي، الذي فاض على العالم ذبذبات معبرة، تحمل المعلومة المفيدة والتسلية التي ترفّه النفس من دون إضاعة ثانية من وقت المستمع.

• تأميم
وأضاف رئيس اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين مظفر سلمان الطائي، عملت بشغف طوال نصف قرن في إذاعة جمهورية العراق.. مخرجاً ومعد برامج ومدير دراما.. أغرف من عطاء السابقين وأؤسس مستقبل اللاحقين، لافتاً إلى أنَّ لإذاعة بغداد.. طوال بثها مواقف وطنية خالدة، ظل يترقبها العراقيون ليعرفوا مصير البلد؛ فهي مفتاح السر في التحولات السياسية والاقتصادية.. منها يذاع البيان الأول لأي انقلاب عسكري يطيح بمن قبله ويقمع من يليه، ومنها تم بث قرار التأميم الخالد، الذي نسفت معطياته حروب النظام السابق الهوجاء والعقوبات الدولية التي جاءت بها تخبطاته إلينا آكلة الأخضر واليابس، لكنَّ الإذاعة تبعث الأمل في الشعب كي تحفظ تماسكه بوجه الملمات.

• معهد
اتكأت الإذاعية المخضرمة هناء الداغستاني على جبل من نشرات إخبارية وبرامج وعطاء متوهج، مفيدة، بقدر ما منحتنا شاشة التلفزيون نجومية ظلت إذاعة بغداد المختبر الذي نتحقق فيه من رصانة مواهبنا وعلمية أدائنا الميداني، ونوهت، لا يعمل في إذاعة بغداد إلا من أوتي موهبة وخضع لتدريب مكثف وزجته المؤسسة.. زجتني المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون في دورات معهد التدريب الإذاعي، الذي استقبلني إلى جانب خمسة وعشرين مقبولاً ومقبولة، لم يصمد.. متخرجاً فيه.. إلا ثلاثة.. أنا وشابان أصبحا اسمين مهمين في ما بعد في الإعلام العراقي، مواصلة: إذاعة جمهورية العراق مدرسة حقيقية.. قراءة النشرة الواحدة فيها تعادل ورشة تدريبية متكاملة.

• ملكية
تابعت الإعلامية الأكاديمية د. فاطمة سلومي.. من جامعة بغداد: نتخذ من أداء العاملين في إذاعات شبكة الإعلام العراقي، مادة توضيحية لطلبتنا في قسم الإذاعة والتلفزيون من كلية الإعلام؛ لأنهم يعملون في أجواء مهنية حقيقية.. ميدانياً؛ دأباً على ما ترسب في واقع الشبكة من فن إعلامي.. إذاعي رصين، مهنئة: أبارك للزملاء في إذاعة جمهورية العراق.. الأحياء منهم والأموات لما قدموه من إبداعات خالدة.
وأشار رئيس جمعية الأدباء الشعبيين عداي السلطاني إلى أنه في خط موازٍ للأدب، عملنا في الإعلام باعتباره أقرب مهنة للأدب؛ اقتدينا بما قرأنا واطلعنا عليه من فن إذاعي يبقى سِفراً للأجيال، قدّمه العاملون في إذاعة جمهورية العراق منذ تأسيسها.. مطلع تموز 1936 تاريخ لن يتكرر في مسارات الثقافة العراقي.. ماضياً ومستقبلاً، مبيناً أنَّ الاحتفال اليوم.. بعيد تأسيس إذاعة جمهورية العراق.. وهو تأسيس يسبق الانقلاب العسكري من الملكية إلى الجمهورية؛ لذا أجد الذكرى ملكية والحاضر جمهورياً.

• جمهورية
وأوضح الباراسيكولوجي د. علي جاسم: عرفنا إذاعة جمهورية العراق، وجه البلد الواصل عبر الأثير إلى العالم، من خلالها وصل الخطاب السياسي، وعندما فرضت الأمم المتحدة حصار العقوبات الدولية على شعب العراق؛ ظلت إذاعة جمهورية العراق توصل خطاباً وطنياً من خلال بث جمالي متقن مهنياً، يحبك صانعو إعلام متمرسون، ذاكراً: كلما سمعت الإذاعة في سيارتي أو منزلي، تذكرت الرعيل الأول الذي يتلألأ في إبداع شباب رائعين يشغلون الساحة الإذاعية الآن.. فمبارك للماضي والحاضر المهني في العراقي.. إعلامياً.

• فن
وأكمل الفنان العراقي المقيم في أميركا محمود أنور: برزنا وعُرفت أصواتنا وانتشرت أغنياتنا محلياً عبر التلفزيون، لكن عندما كان البث الفضائي تلفزيونياً، لم يستحدث، كانت إذاعة جمهورية العراق هي وسيلة المطرب العراقي لإيصال صوته عربياً بل وعالمياً لأنَّ بثها يغطي مساحة الكرة الأرضية، في آفاقها كافة، مرجّحاً: شكلت إذاعة جمهورية العراق ملاذنا في بلورة مشروعنا الفني.. مبارك لأهلها.. أبناء المهنة الإعلامية الراسخة.. إذاعة الجميع.. من بغداد.

• تشكيل
وأعلن رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين الفنان قاسم سبتي: ترسم إذاعة جمهورية العراق من شبكة الإعلام العراقي.. ماضياً وحاضراً.. لوحة تشكيلية نابعة من برامج يعدها ويقدمها ويخرجها أناس محترفو إعلام إذاعي، بحيث يكاد المستمع يرى اللوحة التي توصف بلغة احترافية متقدمة إبداعياً، ملمحاً: نشأت وتبلورت الفنون التشكيلية والإعلامية معاً في كنف مجتمع راقٍ.. مثقف يحمل رسالة وطن متطلع إلى الحضارة.. ينشرها إلى العالم عبر الإذاعة العراقية التي تحلق في فضاء من دون حدود.. وهذا شأن خادم للمواطن عبر تاريخ طويل خالد الملامح.

• سينما
استطرد الناقد مهدي عباس: تفوقت إذاعة جمهورية العراق من بغداد على نفسها، في إيصال رسالة السينما، كما لو أنها مرئية، إذ استأثر بالعمل فيها محترفون أجادوا أداء رسالة السينما، مستفيضاً: فإذاعة بغداد أول من أوجد البث التلفزيوني لاستوديوهات البث.. مباشرة.. على فيسبوك، في لمحة متقدمة الرقي، وقف لها زملاء المهنة.. خارج شبكة الإعلام العراقي.. احتراماً، في العراق والدول الأخرى، مثلما يفخر بها منتسبو الشبكة من الملاكات كافة؛ لأنَّ إذاعة جمهورية العراق جزء من بنيان شبكة الإعلام العراقي المرصوص، بآفاقه المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية.

• مسرح
وشدّد الفنان مازن محمد مصطفى: لعروض المسرح.. سواء الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، أم في نتاجات نقابة الفنانين أو الفرق الأكاديمية التابعة لأقسام المسرح والتربية الفنية في كليات الفنون وغير الفنون المتأصلة بين جامعات العراق.. في بغداد والمحافظات.. لها حظ واسع من البث الإذاعي.. إخبارياً، وتقديم مقاطع صوتية وافية تجعل المستمع يعيش أجواء العرض كما لو يتفرج مع الجمهور الجالس في القاعة.. ينظر ويستمع، كاشفاً: مستمعو الإذاعة جمهور واسع لا يقل ثقلاً وأهميةً عن مشاهدي القنوات التلفزيونية الفضائية والأرضية.. محلياً وعالمياً.

• قانون
وعلّق الباحث القضائي.. رئيس جمعية الثقافة القانونية د. صلاح بوشي: تجد الرؤى القضائية والثقافة القانونية، مساحة واسعة في بث إذاعة جمهورية العراق من شبكة الإعلام العراقي، تفي حق ميدان القضاء والقانون والدستور، في إيصال المعلومة إلى المواطن، وهذا ما نحتاجه بعمق في سبيل إيصال رسالتنا الدستورية كمنظمات مجتمع مدني وكباحثين متخصصين بهذا الميدان الحيوي المؤثر في صيرورة المجتمع والشعب والناس.. أفراداً وجماعات، معبّراً عن فرحته بعيد إذاعة جمهورية العراق التي تبعث نكهة الماضي، في حاضر رصين يتجه بقوة نحو مستقبل أكيد.. مبارك للعراقيين والإعلاميين والعاملين في شبكة الإعلام العراقي عيد إذاعة جمهورية العراق من بغداد.

• شعر
ومن بين منتسبي شبكة الإعلام العراقي الشاعر عامر عاصي الذي أكد بالقول: التأمل في الشعر أبلغ عبر إذاعة جمهورية العراق والاستماع إلى برامجنا التي نعدها عن الشعر بأنواعه.. الفصيح العمودي والتفعيلة وقصيدة النثر، بل والشعبي بأنواعه التي لا يحاط بها بسهولة، فهي عالم من برامج مشوقة تشد المستمعين إلى سماعة الهاتف، وتبعث روح التأمل فيهم، الذي يسفر بالتالي عن تفاعل واستقبال جعل برامجنا الشعرية ناجحة، تلك البرامج التي تبث عبر أثير إذاعة جمهورية العراق من شبكة الإعلام العراقي، مؤكداً: ليس أرق وأجمل من همسات الأثير الذي يحمل الإذاعة.. صوتاً وخيالاً إلى المستمعين، وهذا ما حققته إذاعة جمهورية العراق بامتياز.

• فوتوغراف
وأضاف المصور الصحفي كريم كلش: سمعنا وقرأنا عن الصورة الصوتية كما درسناها أكاديمياً وتلقيناها ميدانياً، ضمن تطلعاتنا للإحاطة بفن الفوتوغراف صحفياً، لكن إذاعة جمهورية العراق.. من خلال المحترفين الذين تعاقبوا على صناعة بثها، عيشونا التجربة، فكم من مرة وصفت برامج إذاعة جمهورية العراق صوراً فوتوغرافية بعدسات كاميرتي؛ فأوصلت برامج إذاعة العراق معاني وأضواء وأجساماً معبرة داخل كادر الصورة كما لو تترجمه صوتاً بإجادة، مباركاً: أبارك للزملاء العاملين في شبكة الإعلام العراقي عيد تأسيس إذاعة العراق من بغداد في 1 تموز 1936.