وسام الفرطوسي
عن الإمام الرضا «ع» قال: «كان أبي إذا دخل شهر محرم الحرام لا يُرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلبُ عليه حتى تمضي عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه».
هلال محرّم والأحزان صنوان شروق بلون الغروب يحملُ معه الدمعة الساكبة بشارة إحياءِ الدين وخلوده لذكر رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار «ع» هو موسمٌ للولاية والعشق، القرب والمغفرة والوعي، غديرٌ يروي عطشَ المجاهدين للشهادة والنصر. وقد أمرنا أنْ نحيي هذه الأيام بآدابٍ وسنن منها:
حضور المجالس الحسينية
ففي ذلك تكثيرٌ لسواد أهل الحق ومواساة لسيدة نساء العالمين عليها السلام. عن الإمام الصادق «ع» قال: «يا فضيل تجلسون وتتحدّثون؟ قال: نعم، جُعِلت فداك، قال: إنّ تلك المجالس أُحِبُّها فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا».
البكاء على سيد الشهداء «ع»
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: «يا فاطمة كلُّ عين باكية يوم القيامة إلّا عينٌ بكت على مصاب الحسين «ع» فإنّها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة».
وعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: «يا فاطمة إنّ نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيلٍ في كلّ سنة فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنتِ للنساء وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين «ع» أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة».
لبس السواد
وهو أكثر مظاهر الحزن والمواساة شيوعاً وهو تعبيرٌ عن الانتماء إلى الخط الحسيني العاشورائي الذي استمرَّ بمثل هذه الشعائر المباركة.
زيارة سيد الشهداء
وخاصة في العشر الأوائل من محرم ففي رواية الرضا «ع»: «يا ابن شبيب إنَّ سرّك أنْ تلقى الله عزَّ وجلَّ ولا ذنب عليك فزر الحسين «ع»».
الصوم المندوب
في الأول والثالث والتاسع من محرم والإمساك عن الطعام والشراب يوم العاشر إلى ما بعد العصر.
تمني الشهادة
عن الإمام علي بن موسى الرضا «ع»: لابن شبيب: «يا ابن شبيب إن سَرَّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين «ع» فقل متى ذكرته: يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً».
ذكر عطش الحسين «ع»
ينقل داوود الرقي عن صادق الأئمة «ع»: «كنت عند أبي عبد الله «ع» إذ استسقى الماء فلما شربه رأيته استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال: يا داوود، لعن الله قاتل الحسين «ع» فما أنغص ذكر الحسين «ع» للعيش! إني ما شربت ماءً بارداً إلّا وذكرت الحسين «ع» وما من عبدٍ شرب الماء فذكر الحسين «ع» ولعن قاتله إلّا كتب الله له مئة ألف حسنة، ومحا عنه مئة ألف سيئة، ورفع له مئة ألف درجة، وكان كأنما أعتق مئة ألف نسمة، وحشره الله يوم القيامة أبلج [مشرق] الوجه».
تعزية المؤمنين
عن الإمام أبي جعفر الباقر «ع»: «ليُعزِّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين «ع»». وتقول: «عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين «ع» وجعلنا من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه من آل محمد «ص»».
لعن قتلة الحسين «ع»
ففي حديث الرضا «ع» لابن شبيب: «يا ابن شبيب إنَّ سرَّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنّة مع النبي وآله عليهم السلام فالعن قتلة الحسين «ع»».
استحباب إحياء ليلة العاشر
وذلك اقتداءً بالحسين «ع» وصحبه حيث باتوا في هذه الليلة متهجّدين تالين للقرآن وقد ورد عن النبي «ص»: «من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبدَ الله عبادة جميع الملائكة وأجر العامل فيها يعدل سبعين سنة».
ترك السعي في حوائج الدنيا
فعن مولانا علي بن موسى الرضا «ع» أنّه قال: «من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة»
المشاركة في الشعائر الجماعية
إنّ المشاركة في المسيرات الحسينية التي تنطلق في يوم العاشر عقب قراءة المصرع الحسيني تعبيرٌ صادقٌ عن الرفض لكل ظلمٍ وباطلٍ وإعلانٌ للبراءة من الظالمين في هذا العصر اقتداءً بسيد الشهداء وأبي الأحرار والثوار «ع» وتأكيدٌ على الحضور والجهوزيَّة لنصرة ثار الله المنتظر عجل الله تعالى فرجه.
محافل مواساة وفخر
1.حسن الإنصات والاستماع وعدم الانشغال بشيء آخر خلال المجلس.
2.الهدوء وخفض الصوت والتوجه القلبيّ والخشوع.
3.لبس السواد وما يناسب مجالس العزاء والمواساة.
4.الإفساح في المجالس خاصة لكبار السنّ.
5.التحمّل والصّبر وعدم التدافع حتى انتهاء المراسم.
6.الابتعاد عن الاختلاط أمام أبواب المجالس.
7.المحافظة على بيئة المجالس ومحيطها من حيث الجماليّة والترتيب والنظافة.
8.مراعاة آداب المجالس لجهة عدم التصفيق والصفير والضحك والتشويش.
9.ضبط الأولاد لجهة عدم التشويش والبكاء والحركة بين الجالسين.
10.مساعدة المشرفين والمنظّمين على مراعاة الأنظمة والإرشادات.