استطلاع للرأي يخلص إلى: بايدن تضرر في المناظرة.. هاريس وكلنتون في وضع أرجح
• كرستوفر كاديلاغو
• ترجمة: أنيس الصفار
أجرى أحد أكبر منظمي استطلاعات الرأي الديمقراطيين عملية مسح جديدة أظهرت أن الرئيس "جو بايدن" لا يزال في موقع المنافسة أمام "دونالد ترامب" ولكنه أضحى أكثر عرضة للخسارة في الانتخابات بينما تبرز وجوه ديمقراطية قيادية أخرى وتتصدر المشهد.
فقد توصل استطلاع للرأي الوطني كلفت بإجرائه شركة "بينيدكسن أند آماندي" في أعقاب مناظرة بايدن المفجعة سياسياً واطلعت عليه حصرياً مجلة بوليتيكو إلى أن بايدن جاء متخلفاً عن ترامب بنسبة 42 بالمئة مقابل 43 بالمئة.
من بين الناخبين المحتملين الذين بلغت نسبتهم 86 بالمئة ممن تابعوا المناظرة بأكملها أو أجزاء منها لا تعتقد سوى نسبة 29 بالمئة أن بايدن يتمتع بالقدرات الذهنية والتحمُّل البدني اللذين تتطلبهما ولاية رئاسية ثانية أمدها أربع سنوات، مقارنة بنسبة 61 بالمئة أعربوا عن اعتقادهم بأنه لا يمتلك تلك القدرات.
ولم تعتقد سوى 33 بالمئة بأن على بايدن الاستمرار كمرشح ديمقراطي مقابل 52 بالمئة قالوا إنهم يعتقدون أن عليه التوقف. أما الديمقراطيين فقد قال نصفهم فقط إن على بايدن البقاء مرشحاً للحزب وأنه يمتلك اللياقة الذهنية والبدنية التي تؤهله لتحمل أعباء ولاية رئاسية ثانية.
توصلت عملية استطلاع الرأي أيضاً إلى أن نائبة الرئيس "كامالا هاريس" تتقدم على ترامب حالياً بنسبة 42 بالمئة مقابل 41 بالمئة . كما أن هناك وزيرة الخارجية السابقة "هيلاري كلنتون"، التي ترشحت للانتخابات في العام 2016 ولكنها لم تطرح هذه المرة للنقاش الجدي كمرشحة من قبل الناخبين القلقين بشأن فرصة بايدن في الفوز. تتقدم كلنتون بفارق بسيط على هاريس، كما تتقدم على ترامب بنسبة 43 بالمئة مقابل41 بالمئة .
وضع الديمقراطيين
تحرّت عملية الاستطلاع أيضاً بطاقات أخرى محتملة للديمقراطيين فوجدت أن البطاقة التي ترأسها كلنتون مع بقاء هاريس مرشحة لمنصب نائب الرئيس هي الأقوى موقفاً. فقائمة كلنتون-هاريس تتقدم على قائمة ترامب بنسبة 43 بالمئة مقابل 40 بالمئة وهذا معناه التقدم بأربع نقاط على قائمة بايدن-هاريس.
يشير "فرناند آماندي"، خبير استطلاعات الرأي المخضرم الذي يتخذ من ميامي مقراً له، والذي كانت شركته تقدم المشورة للرئيس السابق "باراك أوباما" خلال حملتيه الرئاسيتين كما أجرت الاستطلاع الجديد بخصوص بايدن والديمقراطيين، إلى أن أكثر من ثلث الديمقراطيين يعتقدون أن الرئيس ليس مؤهلاً للمشاركة حسب رأيهم وأن عليه عدم الاستمرار في المنافسة. يقول آماندي : إن الناخبين لديهم دواع جدية للقلق بشأن تقدم الرئيس بايدن في السن، وأن هواجسهم قد ازدادت حدّة وافصاحاً رغم أنها لم تصل بعد حدَّ الاعتقاد بأن السباق سيكون نصراً سهلاً لترامب، على حد تعبيره.
غير أن آماندي شعر بالدهشة، على حدِّ تعبيره، حين رأى من هي الشخصية الديمقراطية التي تفوقت على الآخرين جميعاً. يقول: "لقد فاجأتني حقاً قوة هيلاري، ففي حين استبعدها البعض باعتبارها رمزاً لحقبة ولَّت ومرشحاً من زمن مضى أشار ناخبون، في هذا الاستطلاع على الأقل، إلى أنهم ربما سيكونون منفتحين إزاء عودة كلنتون، وأن البطاقة التي تضم اسم كلنتون بمنصب الرئيس وهاريس بمنصب نائب الرئيس تبدو تجسيداً فعلياً لمقولة: نحن معاً أكثر قوة". في إشارة إلى شعار حملة كلنتون غير الموفقة في العام 2016.
تحسَّس استطلاع الرأي وضع ديمقراطيين بارزين آخرين أيضاً من المؤهلين الذين يقفون في وضع يسمح لهم بالترشح في حالة تنحّي بايدن، ولو أن هؤلاء يأتون متأخرين عن كلٍّ من هاريس وترامب. فهناك "غافن نيوسوم" حاكم ولاية كاليفورنيا، الذي يتخلف عن ترامب بنسبة 37 بالمئة مقابل40 بالمئة بينما تتخلف "غريتشن ويتمير" حاكمة ولاية مشيغان عن الرئيس السابق قليلاً بنسبة 36 بالمئة مقابل40 بالمئة.
الناخبون يتفاعلون
بلغ هامش الخطأ في عملية الاستطلاع هذه، التي أُجريت بين الثاني والسادس من شهر تموز الحالي وشملت 1000 ناخب من المتوقع مشاركتهم في انتخابات تشرين الثاني، نسبة 3,1 بالمئة وتأتي العملية المذكورة في ظل تزايد عدد المسؤولين والمتبرعين والناشطين الديمقراطيين الذين يصعّدون الضغط على بايدن من أجل دفعه للخروج من سباق الرئاسة بعد هزيمته المنكرة في مناظرة يوم 27 حزيران ضد ترامب.
يقول "انتوني وليامز" مدير المشاريع الخاصة في شركة "بيندكسن أند آماندي"،: إن الانفتاح لشخص من عيار كلنتون وتقبُّله ينمُّ عن وجود رغبة في مرشح سبق اختباره على الحلبة الدولية.
يمضي وليامز مضيفاً: "هناك قدر معين من التعقيد يتدخل في الطريقة التي يتفاعل بها الناخبون. فهم لا يستجيبون بردود فعل عصبية متشنِّجة مع الأسماء التي تظهر على التلفزيون، بل يبقون يصارعون نفس السؤال المعضل الذي يصارعه الحزب .. وهو: هل نسير مع الخبرة؟ أم نساير تجربة جديدة؟ وأنا اعتقد، بعد تأمل كل ما يجري في العالم اليوم، أنهم إذا ما عثروا على شخص يمتلك الخبرة فسوف يتحرّرون بعض الشيء من قلقهم. ما نتحدث عنه هنا هو بعض الاختلافات الصغيرة نسبياً، ولكنها اختلافات مهمة في سباق يمكن أن يخلص بالنتيجة إلى بضع نقاط. يكاد الأمر يبدو وكأن كلنتون هي التي ستنهي فترة ولاية بايدن ولكن على مسار الخبرة".
بطاقة هاريس
البطاقة الديمقراطية الثانية التي تتصدرها هاريس كمرشحة لمنصب الرئاسة مع حاكم ولاية بنسلفانيا "جوش شابيرو" بمنصب نائب لها تحقق نتائج حسنة هي الأخرى حيث تتقدم على ترامب بنقطتين مئويتين: 42 بالمئة مقابل 40 بالمئة . لكن البطاقة التي تتصدرها هاريس مع ويتمير بمنصب نائبة للرئيس تتخلف عن ترامب بنقطتين مئويتين: 39 بالمئة مقابل 41 بالمئة.
كلنتون، التي تبلغ من العمر 76 عاماً وبذا تكون أصغر من ترامب وبايدن، سبق أن تعهدت علناً بأنها لن تترشح لمنصب الرئاسة مرة ثانية، كما أكدت استمرار دعمها لبايدن في أعقاب مناظرته الكابوس في أطلانطا. أما شابيرو، 51 عاماً، الذي تولى منصبه في العام الماضي بعد شغله منصب المدعي العام، فإنه بديل ديمقراطي نشط ويعتبر السياسي الأوفر شعبية في ولايته الحساسة المتأرجحة .. في حين يقضي كل من نيوسوم وويتمير ما تبقى لهما من فترة في منصبيهما وكانا قد خرجا في الأيام الأخيرة إلى الشارع للتظاهر وجمع الأموال لبايدن.
بايدن من ناحيته رفض الإصغاء للدعوات التي وجهت إليه بالتنحّي وتعهد بمواصلة ترشحه وراح يذكّر، ومعه مسؤولو البيت الأبيض، بجدول رحلاته المزدحم خلال الأسابيع التي سبقت المناظرة كما قال إنه كان يعاني من نزلة برد شديدة أصابته.
وأضافوا أنه لم يخضع لفحص معرفي يتعلق بمداركه وأنه ما من سبب هناك يدعوه إلى الخضوع لفحصٍ من هذا القبيل.
بيد أن عملية الاستطلاع تضمنت أيضاً سؤالاً مستفزاً يستفسر من الناخبين المحتملين عما إذا كانوا سيبقون ثابتين على دعم بايدن إذا ما تردَّت قدراته الإدراكية أكثر تحت وطأة السن وبات احتمال إتمامه سنواته الأربع الأخرى أمراً مستبعداً إذا كان في موقفهم هذا منع لترامب من تحقيق الفوز.
رداً على هذا السؤال قال 48 بالمئة من الناخبين انهم لن يصوتوا لبايدن من أجل هذا السبب، في حين قال 44 بالمئة إنهم سوف يفعلون ذلك، ومن بين هؤلاء نسبة مقدارها 75 بالمئة من الديمقراطيين. وقد كانت أقوى المجموعات الديموغرافية تأييداً لبايدن هم الناخبون السود، حيث قال 55 بالمئة منهم إنهم سوف يواصلون دعم ترشحه حتى لو كان يعاني من تردٍّ في القدرات بسبب السنّ ولم يتمكن من الاستمرار حتى العام 2029.
يقول خبير الاستطلاعات آماندي: إن هذه الإجابات ساعدت في تسليط الضوء على الأرضية التي يقف عليها الناخبون المحتملون على المستوى الوطني، ومفادها أنهم رغم تحفظاتهم بشأن عمر بايدن وملكاته العقلية لن يسمحوا لذلك بأن يقف بينهم وبين محاولة منع ترامب الذي تعتبره الأغلبية تهديداً رئيسياً.
صوب هذه الغاية قال 53 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إنهم يرون في وصول ترامب إلى منصب الرئاسة خطراً جسيماً على الديمقراطية في الولايات المتحدة، في حين قال 37 بالمئة إن مثل هذه التصريحات لا تعدو أن تكون خطاباً سياسياً حزبياً من المستبعد أن يحدث في الواقع.
يقول آماندي: "لقد كشفت المناظرة عن أن هناك ضرراً أصاب كلا المرشحين .. حيث كان المتوقع بعد المناظرة، التي وصفها الرئيس نفسه بالكارثية، أن يحقق ترامب وثبة ملحوظة متقدماً إلى الأمام، لكننا لم نشهد ذلك. وقد كان العامل المعزز لهذه النتيجة هم الناخبون الذين يتولاهم قلق مشروع حول ما سيعنيه فوز ترامب لمستقبل البلاد والديمقراطية".
محاكمة ترامب
قال 48 بالمئة من الناخبين المحتملين إنهم لا يتفقون مع قرار المحكمة العليا الأخير بأن ترامب يتمتع بحصانة من الملاحقة الجنائية عما أقدم عليه من أفعال كرئيس يشن معركة لإفساد انتخابات العام 2020، في حين قال 40 بالمئة منهم إنهم يؤيدون القرار.
يقول آماندي إن الدافع الذي حثَّه على التكليف وإجراء عملية الاستطلاع يتمثل بمحاولة التعرف على مواقف الناخبين المحتملين بعد مناظرة يوم 27 حزيران، وما إذا كانوا لا يزالون راغبين في التمسك ببايدن رغم معاناته الملحوظة، وإن لم يكن الأمر كذلك فمن برأيهم يصلح لأن يكون البديل المناسب للوقوف بوجه ترامب قبل ثلاثة أشهر فقط من بدء بعض الولايات بإجراءات التصويت المبكر.
يمضي آماندي مبيناً "لقد أعادت المناظرة ضبط السباق من منظور ما سيعنيه استمرار بايدن في مساره أو إذا ما انحدرنا في طريق غير محدد الملامح وغير مسبوق نحو تغيير المرشح لأنه قرر التنحي. هل هناك بدلاء قادرون على منافسة ترامب؟ الجواب هو أن لدينا بديلين هما كلنتون وهاريس، فهما تتقدمان عليه بفارق ضئيل ولكنه مهم".
•مجلة "بوليتيكو"
أخبار اليوم
كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني تشيد بالتحول الإيجابي الذي تشهده شبكة الإعلام
2024/11/25 الثانية والثالثة