الحسين.. امتدادٌ حقيقيٌّ لأخلاق أبيه

ريبورتاج 2024/07/15
...

 سعد صاحب 


كل الصفات الإنسانيَّة الحميدة، ومكارم الأخلاق العظيمة، وجِدَتْ في شخصيَّة الإمام الحسين (ع) وأبرزها الكرم والإيثار والشجاعة والعطاء والصدق والإخلاص والثبات والإرادة والاستقامة والأمانة، فهو راية حقٍ أبديَّة تمشي على ساقين، ومن أراد السير على خطواته المباركة، عليه التمسك ولو قدر المستطاع، بما يقدر أنْ يطبّقه من صفات هذا الفارس النبيل:

(يا حلاتك/ بيك من اشجار كل جنه طعم يا غلاتك/ يا بخت كلمن على احزنك لطم/ دمى بالچفين صدره/ انته قران اعلى هاي الگاع تمشي/ هاي كل خطوة جدم منك فضيلة/ والعظيم شلون بالأقواس واحچايه تحصره).


خازن النار

جاء رجلٌ الى الإمام الحسين (ع) وقال له: أنا رجلٌ ارتكب المعاصي، فعظني بموعظة أكفُّ عنها، فقال له المام (ع) افعل خمسة أشياء واذنب ما شئت، فأول ذلك: لا تأكل من رزق الله، والثاني: اخرج من ولاية الله وسلطانه عليك، والثالث: اطلب موضعاً لا يراك الله فيه، والرابع: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك، والخامس: إذا أدخلك خازن النار الى النار فلا تدخل:

(طلگت دار الغرور وبيهه زاهد/ وشيفيد الحاكم المغرور ملكه/ تدري كل سلطان تالي بلا وداع يعوف قصره/ ما يفيدك مال باچر/ لن مليك الموت ما تگدر تحطله بجيبه رشوه/ تهمس باذنه وتگله/ بلگت تخليني اموت/ دون تعذيب وقهر من دون عصره/ وشيفيد المال وشتملك مصارف/ بس يريد بروحه يشرد كل حرامي/ من يجي الموت وعلى فراشه يحصره).


ولادة بعد الموت

كان الإمام الحسين (ع) يعلم أنَّه سوف يستشهد في معركة الطف الخالدة، لكنْ هناك فرقٌ كبيرٌ بين أنْ يعيشَ المرءُ حياة ملآى بالطيش والغرور والذل والعار، وبين موتٍ يولد الإنسان فيه من جديد:

(هاي معركتك يغالي/ وانته تستعذب تشم ذاك النسيم/ انته صح اتوذرت بين السيوف/ بس هذاك الموت مات/ وانته رديت المحبينك عدل شامخ سليم/ مرقد وگبه ومناره وناس بالحضره تطوف/ ناس ملهوفه تجي بيوم الزيارة/ ناس جابت شوگهه اعلى الراس صره).


أبناء الحكام

روى العلامة المجلسي في كتابه «بحار الانوار»: أنَّ رجلاً من خشعم رأى الحسن والحسين (ع) يأكلان خبزاً وبقلاً وخلاً فقلت لهمما: أتأكلان من هذا وفي الرحبة ما فيها؟ أي في وسعكما بصفتكما أبناء الحاكم أنْ تأكلا أكلاً ألذَّ مثل أبناء الحكام الآخرين، فقالا: ما أغفلك عن أمير المؤمنين (ع):

(يا بطين واچلح وكلش وسيم/ يا قسيم النار والجنات يا أجمل قسيم/ يا كريم وانته ساجد/ ساجد وتنطيهم شلابس بديك شگد كريم/ يا عظيم وخير عابد/ مثلك الاسلام ما صادف بشر عادل عظيم/ مثلك الإسلام ما صادف إمام/ بالمظالم والفتن واهل الحقد مليان عصره/ زاهد بدنياك يا شيخ الدراويش التقاة/ اطلعت من الخلافه بثوبك البالي القديم/ مره بچفوفك تروفه ومره من يكبر تخصره).


نهضة من أجل الفقراء

من المعروف عن الإمام الحسين (ع) يحمل الطعام سرَّاً الى بيوت المساكين، ويجودُ على المحتاجين من أمواله الخاصة، وحتى نهضته المباركة كانت من أجل الفقراء، وتشير الروايات عن ذلك السخاء العجيب، بحيث إنه لا يبقي شيئاً لوقت الحاجة، واليوم نشاهد الثراء الفاحش المتفشي بشكلٍ يخالف الشريعة، ويثير الشكوك والريبة:

(انته بالوجدان عايش يا نبيل/ عدنه بعض الناس غايب بس تشوفه/ عدنه بعض الناس حاضر ما تبصره/ والإمام العادل الثوري الأصيل/ لو نگله الناس تملك صارت بيوت ومباني/ لو نگله الناس كل واحد فتح دكان ثاني/ لو نگله الناس فوك من الظهر شالت گواني/ لو نگله الناس عافت دينك وذيج الرسالة/ كلمن يعد بتوالي الليل بالبسكوت ماله/ شنهي رايه وشنهي حكمه وشنهي بصره/ اعتقد يرجع يثور/ يشهر السيف اعلى وادم كلها باطل كلها جور/ روحهم كثر الجدب والداي والاحقاد صفره).